افتتح المركز الثقافي الملكي ً في آذار 1983 ليصبح موئلاً رئيساً يستوعب النشاطات والفعاليات المتنوعة، ويحتل مكانه الريادي في خدمة الحركة الثقافية الأردنية، ويكون بيتاً للثقافة وملتقى للمثقفين والفنانين، ووعاءً للتفاعلات الثقافية والإبداعية ومنارة للتواصل الحضاري بين الثقافات الفرعية داخل الثقافة العربية والإسلامية، ومع الثقافات والحضارات الإنسانية بشكل عام.،في العامين الماضيين اعتمد مدير المركز محمد أبو سماقة خطّة فاعلة لتنشيط المركز وضخ دماء حيوية في عروقه، فكان أن قدّم برامج مهمّة، جسّر بشأنها مع محيط المركز الثقافي مع الفنانين والمثقفين والأدباء والمؤسسات المعنيّة، حتى بات المركز بفضل التجديدات والمواكبة والإدارة القويّة التي انتهجها أبو سماقة ذا حضورٍ على المستوى المحلي والعربي والعالمي، كما لم يعد هذا المركز حكراً على النخبة، بل تجاوزه إلى العائلة الأردنية التي وجدت فيه حفاوةً تراعي الأذواق وتلبي كل الأمزجة والميول في حقول الثقافة والفن.
عن خطة المركز لعام 2012 كان لـ(الرأي) مع أبو سماقة هذا اللقاء:
بعد سنتين من إدارتك للمركز الثقافي الملكي، ضعنا بصورة المنجز إحصائياً؟!
ينطلق المركز الثقافي الملكي من حيث التعامل مع الشأن الثقافي من المرتكزات الأساسية التي تستند إلى فلسفة الدولة وسياستها الثقافية وخطة وزارة الثقافة وصولاً إلى التنمية الثقافية المستدامة في سياق عملية التنمية الوطنية الشاملة التي تشهدها المملكة بهدي من قيادتنا الهاشمية الحكيمة.،
وينصب الجهد من حيث العمل والتخطيط والتنفيذ حول ركنين أساسيين هما الإنسان والمكان بوصفهما يشكلان عماد التنمية الثقافية وأداتها، ويتركز العمل من خلال البنى التحتية المناسبة وتدريب وتأهيل الكوادر الفنية والإدارية حتى تكون قادرة على أداء رسالة الثقافة على الوجه الأكمل.،
ومع أن الجهد في إدارة المركز الثقافي هو تراكمي، إلا أنّ نسب النشاطات التي أقامها المركز أو استضافها تبيّن التطبيق الفعلي للتصور النظري الذي ارتأينا أن يسهم في الحراك الثقافي واستدامته.
عام 2011 أقام المركز في المسرح 11 مسرحية، واستضاف 28 منها، كما أقام 20 ندوة، واستضاف 22 منها، وأقام 18 أمسية متنوعة واستضاف منها 42 ، وفي ورش العمل والمؤتمرات أقام 3 واستضاف 6، وفي المعارض أقام 10 واستضاف 19، وفي تواقيع الكتب والروايات أقام 8 واستضاف 5، وفي عروض الأفلام عرض المركز 38 واستضاف 12 عرضاً، أما في الأسابيع الثقافية فأقام 6 أسابيع، وفي جانب اللقاءات والاجتماعات استضاف 35 اجتماعاً.
وأرجو أن تلاحظ أنّ 113 نشاطاً من كل هذه النشاطات أقامها المركز و169 نشاطاً استضافها يظهر الجهد الذي نأمل أن نكون أسهمنا فيه بما يديم الحراك الثقافي ويؤطره في مركز هو مصدر إشعاع حضاري وثقافي كما جاء في فلسفة نشوئه.
ضعنا بخطة المركز الثقافي لهذا العام 2012 في فعالياته ونشاطاته التي يقيمها أو يستضيفها، وهل ستطورون فيها استجابةً للمستجد في هذا الوسط، الثقافي على عموم حقوله؟!
انطلاقاً من أهداف المركز الثقافي الملكي ودوره في تنمية الثقافة الوطنية وتعزيز مختلف مكوناتها، وتعميق الإحساس بالانتماء الوطني، وانسجاماً مع الرؤى الملكية السامية في دعم الثقافة والمثقفين، فقد وضع المركز الثقافي الملكي خطة عمله للعام 2012 لتتضمن برامج وفعاليات مهمّة، منها: برنامج تنمية ثقافة المسرح الأردني، وهو برنامج يهدف إلى إتاحة المجال أمام الأعمال المسرحية الجادة المعبرة عن القيم والمعاني العالية وتحفيز ودعم جيل الفنانين الجدد ، من خلال شراء العروض المسرحية من الفنانين، وعرضها في المركز.
وبرنامج النقد والثقافة البصرية، الذي يهدف إلى تفعيل الحوار النقدي بين الفنانين الأردنيين والجمهور حول مختلف أنواع الفنون التشكيلية وتسليط الضوء على إبداعاتهم ليعطي فرصة التقييم النقدي العلمي الموضوعي وبأسلوب مبسط نهدف من خلاله إلى تعزيز التواصل بين الفن والجمهور. وهناك معارض الفن التشكيلي في إقامة سلسلة من معارض الفن التشكيلي بشكل فردي أو جماعي على مدار العام.
ومن نشاطاتنا البيانو وركن الموسيقى بعزف مقطوعات موسيقية متنوعة، باستخدام البيانو الموجود في ردهة المركز السفلية، بهدف توفير أجواء مناسبة توحي بالمزيد من البهجة والسرور لزوار المركز وتشكل واجهة حضارية جميلة لمدخل المركز وتدعم الفنان الأردني. وبرنامج الأفلام الوثائقية وتلفزيون المركز، حيث إنتاج أفلام وثائقية تعالج الجوانب الرئيسة في التاريخ الاجتماعي والسياسي وبشكل خاص الثقافي ، بحيث يصار إلى تصوير الأنشطة الرئيسية للوزارة والمركز ثم بثها عبر تلفزيون المركز من خلال (النت) وأرشفتها للعودة إليها لاحقاً.
من البرامج المهمة لدينا برنامج العروض السينمائية في عرض أفلام على مدار العام تتناول موضوعاً اجتماعياً فكرياً، سياسياً ، ثقافياً ، تكون من بين إنتاجات السينما العربية الجديدة أو الكلاسيكية التي تحمل قيمة جمالية أو فكرية ويصار إلى مناقشة الفيلم من خلال مجموعة من النقاد والمخرجين وجمهور المهتمين.
أما برنامج الأيام الثقافية في المحافظات، فيلعب المركز الثقافي الملكي فيه دوراً هاماً على صعيد ربط العاصمة عمان بالأطراف وتقديم المبدعين والمثقفين الأردنيين في المحافظات للرأي العام مما يعزز من إسهاماتهم في الحياة الفكرية والثقافية، والسعي نحو اكتشاف الوجوه المحلية المبدعة في المحافظات.
وفي برنامج ورش العمل المتخصصة نقوم بتنظيم سلسلة من ورش العمل المتخصصة التي تناقش أبرز القضايا والمستجدات في الجوانب الثقافية والاقتصادية والفنية. أما في برنامج كاتب وكتاب فنهدف إلى مناقشة آخر الإنتاجات والإبداعات للمثقفين الأردنيين، لتعريف القارئ على نتاجاتهم في مختلف مجالات الكتابة، من خلال ندوات ترافق حفل توقيع الكتاب، ليتم التركيز على مضمون الكتاب والتعريف به.
في برنامج حوارات نستضيف مجموعة من المثقفين، المفكرين، الإعلاميين والسياسيين في حوار مفتوح مع الحضور ، يطرح فكرة تتمحور حول آخر المستجدات على الساحة سواء أكانت ثقافية، اقتصادية أو سياسية، لنشجع الحضور على طرح أفكارهم و مناقشتها مع المختصين. وفي برنامج أمسيات رمضانية، نسعى إلى تفعيل دور المركز في استضافة زواره خلال الشهر الفضيل وتقديم فعاليات تتناسب مع روح الشهر، تتنوع ما بين محاضرات دينية، مسرحية و عروض فنية للأطفال وأمسيات دينية للرجال و النساء على حد سواء تشتمل على أناشيد وابتهالات دينية.
لدينا برنامج التواصل الثقافي، حيث نسهم في تنمية الحياة الثقافية والفكرية والسياسية من خلال التواصل الثقافي والشراكة الحقيقية مع مؤسسات المجتمع المدني والهيئات الثقافية والملحقيات الثقافية العربية والأجنبية بحيث يصار إلى تبادل الأسابيع الثقافية والحوارات والندوات.،
هنالك، أيضاً، الأمسيات الفنية، في إحياء مجموعة من الحفلات الفنية لعدد من المطربين والعازفين والفرق الفنية، وذلك لدعم الفنان الأردني و تنشيط الحركة الفنية في هذا المجال والتعريف بواقع الأغنية الأردنية والترويج لها.
أما المهرجانات والاحتفالات بالمناسبات الوطنية، فنقيم بالشراكة مع وزارة الثقافة مهرجان أيام فرح أردنية وهو برنامج ثقافي وفني منوع يشتمل على خمسة أسابيع ثقافية، هي أسبوع الحرف والصناعات التقليدية، وأسبوع الأغنية التراثية، وأسبوع الأفلام الأردنية، وأسبوع التنوع الثقافي، وأسبوع موسم الحصاد وكرنفال خاص بعيد الاستقلال.
تُعد البنية التحتية الحاضنة للنشاط الثقافي الأدبي أو الفني مهمّة جداً في مركز لا تنقطع نشاطاته المستضافة أو المقامة بالتعاون. ضعنا بصورة المسارح والتجديدات الإلكترونية التي استحدثتها لهذا الغرض؟!
خلال عام 2011 أجرينا أعمال تحديث وتطوير لمرافق المركز الثقافي الملكي في صيانة المسارح والقاعات، حيث عملنا على تطوير وتجديد مسارح وقاعات المركز من خلال طرح عطاءات لتغيير أجهزة الإضاءة والصوت في المسرحين الرئيسي والدائري وقسم الأستوديو، بالإضافة إلى شراء كراسي ألمنيوم جديدة لاستخدام قاعة المؤتمرات، و توريد وتركيب ستائر مخمل ذات مواصفات خاصة للمسرح الرئيسي، ولكثير مستلزمات العرض الفني والفعل الثقافي.
في حالة التوفيق بين النخبة المثقفة والجمهور الذي هو في ارتياد مستمر للمركز.. هل من فلسفة تستندون إليها عند المفاضلة بين الأنشطة موضع التطبيق والحفاوة؟
كون العمل على نشر وتعميم الأنشطة الثقافية في مختلف مناطق المملكة، يعد واحداً من أهم أهداف ومهام المركز الثقافي الملكي كما نصت عليه المادة (3) من نظام التنظيم الإداري للمركز الثقافي الملكي رقم (16) لسنة 2003 الصادر بمقتضى المادة (120) من الدستور ، فإن المركز الثقافي الملكي يلعب دوراً هاماً على صعيد ربط العاصمة عمان بالأطراف ثقافياً، وتقديم المبدعين والمثقفين الأردنيين في المحافظات لصنّاع القرار والفعل الثقافي، لتعزيز إسهاماتهم الفكرية والثقافية.