رد رئيس مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين الدكتور عبد اللطيف عربيات على ما اعتبره حملة تجييش ضد الإسلاميين في أعقاب مسيرة “طفح الكيل” التي نفذتها الحركة الإسلامية الجمعة الماضية، بقوله “ما يحدث محاولة لإثارة الفتنة”.
وأطلق عربيات على من يقود الحملة وصف “الأغبياء”، وعلى الكتاب الذين تورطوا فيها “كتاب التدخل السريع”.
وأثار نشر الحركة الإسلامية شبابا لتأمين المسيرة من “البلطجة” وهم يرتدون العُصب الخضراء على رؤوسهم، ردود فعل منتقدة في الأوساط السياسية والإعلامية، معتبرة أن ما أقدمت عليه الحركة محاولة لاستعراض عسكري يأخذ دلالات تصعيدية مستقبلا.
وفي وجه الحملة التي شنت عليهم، أكد عربيات “أن الحركة الاسلامية هي القوة الاولى التي تهدف إلى حماية الأردن”، مشددا على أن الحراك في الأردن بقيادة الإسلاميين يطالب بالإصلاح النظام وليس بتغييره كما هو الحال في الدول العربية التي اندلعت بها الثورات.
وعجت سائل إعلام مختلفة بالمقالات المنددة بسلوك الحركة في مسيرة “طفح الكيل”، فكتب الدكتور أمين المشاقبة مقالا في صحيفة الدستور بعنوان “قبل أن يطفح الكيل” طالب فيه العقلاء والحكماء في الحركة الإسلامية بالتريث وإعادة النظر في هذه الأساليب التي تشكل حالة من التحدي للسلطة السياسية واستفزاز للشارع الأردني، مشيرا إلى أنهم لا بد أن يكونوا قدوة للحراك السلمي لإحداث الإصلاح ومحاربة الفساد”.
الكاتب في صحيفة العرب اليوم نبيل غيشان وفي مقال له بعنوان “ لماذا لجأ الاخوان الى استعراض قوتهم (عسكريا) ،”رأى أن زرع الخوف وسياسة التخويف في الشوارع لن تجدي، بل هي رسالة مزدوجة قد ترتد على أصحابها، ومحاولة الارتكاز على العشائر الأردنية وتوظيف بعض أشخاصها في الصراع لن يجدي نفعا، لأن العشيرة -بحسب غيشان- ليست حزبا ولا يجوز توظيفها في الصراع السياسي”.
أما صحيفة الرأي التي بدأت افتتاحيتها الاثنين بعنوان “إلى أين يأخذون الأردن”، فأشارت إلى أنه قد آن الأوان لكي يدرك قادة الحركة الإسلامية أن الظروف الراهنة في المنطقة لا تسمح بالمغامرات أو تعريض أمن بلدهم وشعبهم للخطر”.
وأضافت “قبل كل شيء عليهم أن يسألوا أنفسهم إن كانوا يشكلون أقلية أم أغلبية بين صفوف هذا الشعب وكيف يمكن ضمان حق الجميع في التعبير عن آرائهم بشكل سلمي وليس باستدعاء التوتر والمواجهات والتخريب والاستقواء بالخارج أو اللعب بورقة العشائر وهي الطريق إلى فتنة كبرى لن تكون الحركة الإسلامية في منأى عنها ولن يغفر لهم الأردنيون”.
ورغم إطلاف عدد من وسائل الإعلام والكتاب أوصافا تؤسس لأحكام مطلقة على ما أقدمت عليه الحركة كـ ” الميليشيات” والتي قاربوها بما تقوم به حركة حماس في قطاع غزة وحزب الله في لبنان أثناء الاستعراضات العسكرية، استبعد الكاتب والمحلل السياسي سلطان الحطاب وجود هجمة إعلامية مبرمجة.
ولفت الحطاب إلى أن ردود الفعل في وسائل الإعلام الأخيرة جاءت بعد تصعيد الإسلاميين بمواقفهم بالمفرق وتداعيات الحادثة، التي أثارت حفيظة بعض وسائل الإعلام.
حركة الأخوان المسلمين في الأردن والتي تنتشي بانتصارات الحركات الإسلامية في العالم العربي -بحسب الحطاب-، ترى أن الوقت حان لرفع سعر بضاعتها، وأضاف” ما تقوم به الحركة هدفه لي يد الحكومة وابتزازها لأجل تحقيق مزيدا من المكاسب” مدللا على تلك المكاسب بإرجاع جميعة المركز الإسلامي للجماعة.
وطالب الحكومة بإعلان موقفها الواضح من اي جهة تخرج عن القانون ومحاسبتها.
مواضيع ذات صلة:
الحرق.. ثمن المسيرة القادمة لحزب جبهة العمل الإسلامي
مجلس النواب يتهم الإخوان بتحويل الحراك إلى مليشيات عسكرية