، /،القروي الملثم
ثمة من يتعمد تسميم الاجواء، وثمة من يريد القفز بالوطن الى المجهول .
لا يمكن الدفاع عن البلطجة ولا عن عرض القوة المضاد مثلما لا يمكن تبرير الفساد وظهور فاسدين كمصلحين .
ندخل عاما جديدا ومازلنا في وسط دوامة الربيع العربي. الاجواء العامة ليست مريحة لاحد … فلا الاوضاع الاقتصادية ومؤشراتها تسر صديقا، ولا التوترات من حولنا تمنحنا فرصة للاسترخاء …. ولا الاوضاع السياسية والاجتماعية الداخلية تشي بانفراج قريب .
سيستمر الجميع في المطالبة بالاصلاح، الدولة والناس والاحزاب والتجمعات والشباب والمتقاعدون والعاملون كل على طريقته. وستتجه الامور، صعودا ونزولا، سخونة وبرودة ولكن تحت شعار واحد هو الاصلاح …. وكل على طريقته .
ما يستدعي الكتابة في هذا الشأن بداية التسخين والاتهامات المتبادلة بانتهاج العنف والتلويح الصريح والمبطن به، وكاننا نهيء الاجواء لمرحلة جديدة عنوانها العنف .
هي الكارثة بعينها ان نسمح بهذا العنف الكلامي الذي قد يؤدي في حالة استمراره الى توتر الاجواء الملبدة اصلا بالمشكلات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية .
المطلوب لعبور العام الجديد تهدئة الاجواء وعدم التصعيد وعدم استخدام البلطجة اللفظية والفعلية واتاحة المجال لاشكال الحوار الايجابي كافة، وانصراف كل اللاعبين الى واجباتهم بدلا من الاختباء خلف الشعارات و الكلام، الكبير وتهيئة المجال للعنف .
لم يعد الامر خافيا على احد، فالفاسدون معروفون ولابد من الاسراع بمحاسبتهم ايا كانت مواقعهم الحالية او السابقة والمطالب المشروعة بالاصلاح وبضمنها التشريعات والاجراءات… والانتخابات لابد من طمأنة الناس الى الجدية الكاملة في السير الحثيث نحوها .
وفوق ذلك فلابد من مصارحة الناس بحقيقة اوضاعهم الاقتصادية والاجراءات المتخذة للحد من اثارها الاجتماعية والسياسية .
القفز فوق كل الظروف والحقائق بالتراشق والاتهامية وتسميم الاجواء يؤذي الجميع ويضعنا جميعا امام امتحان عسير نرجو ان لا ندخله .