الإصلاح نيوز- خاص- مبارك حماد/
هو عام مميز ومختلف عما سبقه من الاعوام، احداثه مختلفة، وأخباره أيضا .. طليت أشهره وأيامه باللون الأحمر، وأسدل فيه الستار على عصر الظلم والاستبداد الذي عانته الشعوب العربية عقودا طويلة .. هو عام شق الطريق لعصر عربي جديد، وسيبقى عالقا في الذاكرة العربية الى أبد الآبدين.
لم يكن بمقدور أي شخص أن يتوقع ويتصور ما سيحدث في عام 2011، فلو جاءنا شخص عام 2010 وقال لنا أن ثورات عربية ستحرق نيرانها رؤساء عرب أمضوا عقودا في حكم شعوبهم ولهم صولات وجولات في سياسة الحكم المبنية على الظلم والقمع والاستبداد، وتربطهم علاقات قوية بأنظمة الغرب واسرائيل .. لضحكنا عليه ولأخذنا كلامه هزوا ولربما وجهنا له عبارات تنم على اتهامه بالجنون، مثل: “الله يشفيك”.
وطغت أحداث الثورات العربية التي اجتاحت عددا من دولنا العربية على ما عداها من أحداث حفل بها العام 2011 لدى المواطنين على الرغم من بعض الأحداث المهمة التى شهدها هذا العام. فحدث في حجم استشهاد زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بعد سنوات من البحث عنه دون جدوى، مر على كثيرين بسهولة وسط أحداث هذه الثورات ولم يأخذ حظه من الاهتمام. كذلك شهد هذا العام حدوث عدد من الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات وغيرها، ولكن الكثيرين اعتبروا أن الثورات التي بدأت شرارتها من تونس بعد أن لجأ محمد بوعزيزي إلى حرق نفسه احتجاجا على صفعة وجهتها إليه شرطية، ومنها إلى مصر التي خلعت حسني مبارك بعد 30 سنة من الحكم، ثم انطلاقها في كل من اليمن وليبيا التي انتهت بقتل رئيسها بعد 42 عام امضاها في الحكم، ووصولها إلى سوريا.. هذه الثورات هي أهم ما ميز العام المنصرم.
“الإصلاح نيوز” سجلت في هذه السطور أهم احداث عام 2011 كما رآه بعض ممن تحدثوا إلينا في هذا التحقيق، الذين اجمع غالبيتهم أن الربيع العربي هو الحدث الأهم على الإطلاق في عام 2011.
يقول جلال العايد:
ــ “من وجهة نظري ان سقوط الطاغية حسني مبارك هو اهم حدث عربي لعام 2011، أما على الساحة الأردنية فإن اهم حدث هذا العام هو توقيف امين عمان السابق عمر المعاني وعدم قبول كفالته”.
ويتابع ” لربما ماحدث مؤخرا من قبل الحكومه في نيتها الصادقة بفتح ملفات الفساد وعدم التهاون مع الفاسدين، يعطي المواطن الاردني بصيص امل نحو غد مشرق وعام افضل، بإذن الله”.
__________________
ومن وجهة نظر أحمد العكايلة، في حصاد 2011 يقول:
ــ “لا شك أن أهمية هذا العام تأتي بأنه عام الثورات العربية الجديدة، المسمى بالربيع العربي، أما على مستوى الأردن فإن ما حدث العام الماضي يدعو للتفاؤل، لأنه العام الذي استعاد به شعبنا دوره في المحاسبة والمراقبة وحماية الوطن، باختصار (صار لحياة الشعب الأردني قيمة)”.
تردي الأوضاع الإقتصادية
التردي الاقتصادي هو الذي يقف خلف معظم المطالب الشعبية من فقر وبطالة وترهل ومحسوبية وفساد بانواعه المالي والسياسي والاداري والاجتماعي، هذا ما قاله الخبير الإقتصادي مازن مرجي، ويكمل:
ــ “من المؤكد ان اهم حدث وقع في عام 2011 هو ما يسمى اليوم بالربيع العربي، والذي هو تململ وصحوة للشباب العربي الذي مل انتظار انظمة وحكام عرب امضوا عقودا بالحكم، منهم من جاء بانتخابات مزورة -كما هي العادة- ومنهم من جاء وارثا للحكم عبر عائلته التي استولت على الحكم من فوق ظهر الدبابات والانقلابات العسكرية، وبالتالي فإن الحراك الشبابي الذي اطاح بالكثير من الرؤوس الفاسدة هو اهم ما نضح به العام الماضي، وليس من ركب الموجة الثائرة للشباب العربي ويسعى لاحتوائها وتجييرها لصالحه”.
ويضيف: “اما بالنسبة للاردن اعتقد بأن اهم حدث هو الشروع في محاربة الفساد ومحاكمة بعض الفاسدين ولم يكن هذا ليحدث لولا الاحتجاجات التي قادتها قوى شبابية، وبالتالي هي من حرك الدولة للتجاوب معهم، عبر فتح حوارات سياسية وبعضها اقتصادية وتقديم بعض التنازلات، وبدأت بالاستجابة -ولو بصورة بسيطة- للمطالب الشعبية التي اتسمت باتساع الطيف الشعبي والسياسي الذي اشتملت عليه”.
وعن رؤية مروة كامل لعام 2011 تقول:
ــ “اعتبر أن ثورة الشعوب العربية هو أهم ما نضح به العام الفائت، حيث تكشف عن نضوج في تفكير المواطن العربي، الأمر الذي أدى الى تحريره من قيود فرضت عليه، وأصبح قادرا على الاختيار بجرأة وحرية”.
وتتابع: “لا اعتقد أن هناك حدث اردني وقع العام الماضي يصل لدرجة الأهمية، فالجرأة ما تزال مغيبة عنا”، ولا اشعر أننا ننتقل من عام لآخر، لكني اتمنى أن يكون العام الجديد عام خير على الأمة العربية والإسلامية”.