الباقورة المستعادة
- «تذكر أنك في أرض معركة حطين».. هذا أول الدهشة، وتلك بدايات المعرفة بما خفي من التاريخ في الباقورة، حين يأتيها المشتاق محاولا سبر غور هذه الأرض التي غابت عنا، محتلة مدة خمسة وأربعين عاما.. إنها الباقورة.. هي الآن «مشتاقة تهفو إلى مشتاق»، وتريد أن تبوح بكل ما لديها، ماضيا وحاضرا، كي تعرف الأجيال أنها كانت في كل مراحل تاريخها أرضا دائمة للحشد، وللمعارك!!
هذه أولى العبارات التي تلاحق المتبارك بأرض الباقورة، وهو يشاهدها في كل المعالم هناك لأنها تاريخ مشرب بمياه النهرين المتجدد في نقطة الالتقاء بين اليرموك والأردن، حيث واحة برهان الوصل، وبؤرة مثلث التقاء الأشقاء من الأردن وفلسطين وسوريا:هناك على مرمى التفاتة هي الجولان، وفي الزاوية الأخرى طبريا، وهنا الباقورة.
تذكر، أيها القادم إلى ملتقى النهرين، أن كل إطلالة في هذا المكان تحمل في تفاصيلها فيضا من تاريخ معتق بالدم، ولهاثا من عرق الصامدين فيها، وهي إذ تستقبلك بجنانها الخضراء، وبزهورها العابقة بالمحبة، هي أيضا تنثر أمامك صفحات كتابها الذي لا بد من أن تعيد قراءته فوق ثرى الباقورة، وتتبع تفاصيل سطوره منذ تلك الدروب القديمة، وحتى استعادة الأرض في منتصف التسعينات من القرن الماضي، بعد أن احتلتها إسرائيل عام 1950

