كتب: فيصل الشبول
ندخل العام الجديد وأمامنا جدول أعمال طويل من الترتيبات والإصلاحات المنتظرة ضمن أجواء الربيع العربي.
نستطيع أن نفعل الكثير لأن الوقت لم يفت بعد، والا نبرر التأخير بانتظار الظروف ونكتفي بالدعاء والوعود ان يكون العام الجديد افضل مما سبقه.
المؤشرات الاقتصادية لا تحمل الكثير من التفاؤل، وأجندة الإصلاح السياسي والإجتماعي مزدحمة بالأولويات … والمخرج غائب عن المسرح، فالقرارات وردود الأفعال تأتي مفاجئة في أغلب الأحيان وتترك السؤال مفتوحا عمن يخطط ومن “يطبخ”.
في حديث جانبي مع عدد من النواب نقل عن رئيس الوزراء عون الخصاونة قوله: “نحن في مركب واحد، لأننا سنرحل معا في نهاية المطاف …” كلام الرئيس مفهوم لأنه من تطبيقات الدستور المعدل الذي يقضي بأن ترحل الحكومة التي تحل المجلس، بل ولا يكلف رئيسها بتشكيل حكومة جديدة بعد الإستقالة.
الدورة العادية لمجلس الأمة مستمرة حتى أواخر شهر نيسان المقبل وقد تمتد، وقد تعقد دورة استثنائية لإجراء الترتيبات التشريعية ولا سيما في قانون الانتخاب والاحزاب وهما العنوان الرئيس للإصلاح في العام الجديد. فهل سيسعف الوقت لإجراء كل تلك الترتيبات علما بأن اجراء الانتخابات يتطلب نحو ستة اشهر منذ بدء تسجيل الناخبين وحتى يوم الاقتراع ؟ وهل ستجري الانتخابات وفق القوائم الحزبية بموجب قانون الاحزاب الجديد؟
الحديث عن المديونية وعجز الموازنة وتقليص الدعم الخليجي والتحويل المعاكس للعملات الأجنبية مرعب ويؤشر على انكماش جديد في الاقتصاد المحلي المتعب. وفي موازاة ذلك حراك شعبي ليس من الحكمة التقليل من شأنه ولا ادارة الظهر لمطالبه. وفساد ما تزال رموزه الأولى بالقضبان تستعرض حضورها وتهدد وتتوعد.
الحكومة تعد بالمزيد من الخطوات وترفع سقوف الآمال فيما تواجه تركة ثقيلة وبرنامجا مزدحما بالألغام والإحباط. ،وبرلمان شوهت صورته كسلطة شعبية بعد انهيار الثقة في انتخابات سبقت وثبت فيها وجود تدخلات وتزوير فاضح … وقضاء ما زال يحتاج الكثير من الدعم والاستقلال.
كل ذلك وحراك الشارع مستمر وسيستمر … مطالب معقولة هنا، ومتجاوزة هناك … وثم من يريد تسخين الأجواء بالبلطجة واسالة الدم.
يتفاءل الناس بالعتبات الجديدة، وبالأعوام الجديدة. واذا كان مطلوبا منا ان نتفاءل فبالعمل المتصل والتخطيط السليم وادارة شؤون البلاد بعدل وشفافية وبالحساب والثواب.
ليس في الأفق ما يدعو كثيرا للتفاؤل، الا اذا اعتبرنا ان الدعاء والوعود ومعالجة الاثار الجانبية بدلا من مكافحة المرض تكفي لادارة ازمة على مدى عام كامل جديد، بانتظار عام آخر.