لأنها تعتبر نجمة العرب الأولى، والداعم الأول لأي عمل درامي أو سينمائي تدخل فيه ... ولأن عشرات النصوص كتبت خصيصا لها في السنوات العشر الماضية ...
ولأنها تقول كلامها وتعبر عن مواقفها بسرعة من دون تسرع ، ومن ثم تدافع عن موقفها بالأدلة والبراهين والتبيانات ....
ولأن بعض تصريحاتها تحرف هنا وهناك ، ويعمل البعض على إدخالها في إشكالات لا علاقة لها بها ....
وبعد ... لأنها سلاف فواخرجي وليس غيرها ... فقد كان هذا الحوار الشيق والصريح معها، ممزوجا بالفن والسياسة والمواقف ... ما الجديد لديك في الدراما السورية بعد انقضاء الموسم للعام الحالي؟
سأدخل قريبا في تصوير مشاهدي في بطولة مسلسل "المصابيح الزرق" وهو للمخرج فهد ميري والكاتب محمود عبد الكريم وتنتجه مؤسسة الإنتاج التلفزيوني في سورية.
واعتذرت قبل فترة قصيرة عن دور في مسلسل سوري، وكذلك قبل فترة اعتذرت عن بطولة في مسلسل مصري، وحاليا اقرأ نصوصا لمسلسلات سورية ومصرية ولم أحدد رأيي فيها حتى اللحظة. ماذا عن الدور الذي تلعبينه في "المصابيح الزرق"؟
ألعب دور " رندة" وهي فتاة بسيطة تقع في حب شاب وسيم ولطيف، ويكون الشاب مفعما بحب الوطن، فتمزج هي بين حبها له وبين حبها للوطن . العمل ملحمة وطنية فيها السياسة وفيها التعبير عن قيمة الوطن لدى المواطن البسيط ، ويتحدث عن فترة مفصلية في تاريخ سورية، وهي فترة الأربعينات من القرن الماضي، أيام الاحتلال الفرنسي.
وما الذي شدك للموافقة على العمل فيه؟
أكثر من جانب ، أولها أن النص مكتوب باحترافية عالية ، ومن عادتي أن أبحث عن النص الجيد الذي يجذبني للموافقة ، وثانيها أن العمل هو بالفعل ملحمة خالدة في الأدب السوري ومأخوذ عن رواية للأديب الكبير حنا مينة ، وثالثا أنه يتحدث عن حبّين لا يمكن للإنسان أن يتخلى عن أحدهما ، هما حب الوطن وحب الشخص الآخر من الجنسين ، فكيف حين يكون هناك مزج بينهما لدى الفرد الواحد؟!. واعتذرت عن بطولة مسلسل مصري .. هل من تفاصيل حول ذلك؟
هذا ليس خافيا على أحد ، فالمسلسل هو " شجرة الدر" وكان من إنتاج التلفزيون المصري ... الأمر ببساطة هو أن الكاتب الكبير يسري الجندي اتصل بي أكثر من مرة لألعب دور البطولة فيه، وكنت اعتذرت منه أكثر من مرة ، فأصر علي لأن أشارك ، فقبلت في النهاية .
وبعد فترة قصيرة علمت أن الكاتب يسري الجندي قد نقل العمل من التلفزيون المصري الذي كان سينتجه إلى جهة إنتاجية أخرى ، وهنا كان علي اتخاذ قرار، فاعتذرت عن المشاركة تضامنا مع التلفزيون المصري الذي يحظى لدي باحترام كبير، وتمت الأمور على هذا النحو.
هنا يظهر أنك تعملين مع جهات وليس مع واقع اسمه الفن.. أليس كذلك؟
ليس صحيحا ، ولكن في مصر الوضع مختلف بالنسبة لي ، ومصر كلها في قلبي وعواطفي وأحبهم مثلما أحبوني ، لكن بالنسبة للتلفزيون المصري ، فقد توجب علي أن أرد له الجميل الذي قدمه لي خلال سنوات مضت ، واضطررت للاعتذار ، ولو قيل عني بأنني أعمل لجهات معينة. لكن الحقيقة أنني لست كذلك ، وأنا في المبدأ أعمل مع النص وليس مع أي جهة ، والنص الذي كتبه يسري الجندي للعمل ، جذاب ومحترم بل واحترافي ، لكن ، كما قلت، كان علي اتخاذ قرار، وهو أن أتضامن مع التلفزيون المصري الذي كان سينتج العمل ثم تغيرت وجهته. غبت فترة ليست بالقصيرة عن الإعلام .. ما سبب ذلك؟
أولا نحن منشغلون في سورية بالأحداث الحالية التي تمر بها البلاد، وليس من الصحيح أن ننبري في الإعلام لنتحدث عن أمور أخرى ، فكان أن التزمنا متابعة الأزمة بغية الوصول إلى حل أو حد لها ونهايتها.
ثانيا ، لا أخفيكم أنني مررت بوعكة صحية أنا وعائلتي ،زوجي وولديّ الطفلان حمزة وعلي، وكان عبارة عن كريب حاد ، فأدى ذلك إلى التزامنا المنزل للاستشفاء.
أضف إلى ذلك أن زوجي الفنان وائل رمضان ، ومنذ فترة ذهب إلى مدينة طرطوس لتصوير مشاهده في مسلسل "الانفجار" فكان علي التزام المنزل أكثر من أي وقت مضى لمتابعة شؤون الأولاد والمنزل ، وغير ذلك من أسباب لا صحة له إطلاقا.
هل حقا ما يقال عن إن سلاف فواخرجي باتت معرضة للمضايقة مع شركات إنتاج خليجية بسبب موقفها من الأحداث السورية؟
ليس لدي أي معلومات حول ذلك ، وكل ما أعرفه أنني عبرت عن موقفي من الأزمة منذ بداية الأحداث الجارية في سورية وقلت بأنني أقف إلى صف الرئيس بشار الأسد . لم يقل أحد لي بأنك محاربة أو سيتم التضييق عليك، لكن هذا سمعته من الإعلام فقط.
لكن زوجك وائل سبق وأن قال إن هناك من حوّر كلاما لك وله بشأن ذلك.. ماذا عن كلام كهذا؟
هذا الأمر يعود إلى لقائنا بالرئيس بشار الأسد مع وفد من الفنانين ، ويومها طلبنا من الرئيس أن يتم دعم الإنتاج السوري ليصبح وطنيا ، وقلنا يومها إننا لسنا ضد الإنتاج العربي المشترك لكن لا نتمنى أن نبقى كسوريين مجرد منتجين منفذين، فكان أن تلقف البعض هذا الكلام وقدمه إلى الخليجيين بصورة مغايرة ، فصدرت تقارير إعلامية تتحدث عما تقوله في السؤال . لكن على أرض الواقع لا شيء من هذا إطلاقا ، ولم يحدث شيء رسمي حتى اللحظة.
وكيف ترين مستقبل الدراما السورية في ظل الأحداث الحالية ؟
أراها كما يجب أن تكون ، فالدراما واجهة البلد، ويجب أن نعمل معا على تحييدها عن أي تجاذبات أو سجالات أو خلافات ، وأن نتساعد، من مبدأ وطني جدا، للانتصار لها ونصرها ، ويجب ألا نقلّ من إنتاجاتنا ، لا كمّا ولا نوعا . مستقبلها مبشر وستكون في مكان آمن ، وقريبا ستجدون أن الأزمة كانت في واد والدراما في واد آخر ، كما وسترون أن مختلف قطاعات البلد ستعيش التطور كإثبات على أن السوريين لا ينحنون حتى أمام الأزمات مهما عظمت أو كبرت. طالما نتحدث عما يتصل بالأزمة .. يقال إنكم، كفنانين، قد تغيرون مواقفكم في أي لحظة.. ما ردك على كلام من هذا النوع؟
ردي بأن موقفي ثابت ولن أغيره ، ومداه إلى ما لا نهاية .. أنا مع الرئيس بشار الأسد حتى الموت ، وبغير ذلك سأفقد احترامي لنفسي وسأخسر احترام عائلتي وأولادي وأقربائي وكل من يعرفني . أنا لا أتلون ، وقد قلت أنني مع الرئيس، وهذا يعني أنني مع استقرار الوطن ونشر الأمن والطمأنينة في أرجائه ، وعندما أغير موقفي، فهذا يعني أنني لم أعد مهتمة لأمر أمن وأمان البلد واستقراره، وسأكون عندها إنسانة غير محترمة.