توج الثلاثي جبران عاماً من التألق، بجائزة أفضل تأليف موسيقي في مهرجان دبي السينمائي الدولي، قبل أيام، عن الموسيقى المرافقة للفيلم الأردني “الجمعة الأخيرة”، للمخرج يحيى العبد الله، وذلك بينما كانوا يعزفون أمام الآلاف من عشاقهم في العاصمة السودانية، الخرطوم، في حفل هو الأول لهم هناك، احتضنته قاعة إحدى المدارس الكبرى.ويأتي هذا التتويج بعد عام من التميز والتألق للثلاثي جبران، قدموا فيه أمسيات في كل أنحاء العالم، بما في ذلك القدس، إضافة إلى حصولهم على عديد من الجوائز العالمية، وتصدر أسطوانتهم الأخيرة “أسفار” قائمة المبيعات الأوروبية لأكثر من مرة.
وكان من بين المحطات المميزة للثلاثي الذي يبهر العالم بموسيقاه، ويقيم في فرنسا، تقديمهم أمسية في المجلس الأوروبي بمدينة ستاسبورغ، بحضور الرئيس محمود عباس، الذي يعتبره سمير جبران، من أكبر الداعمين له، ولشقيقيه وسام وعدنان، اللذين يشكلان معه الثلاثي جبران.
جبران، والذي عبّر عن سعادته بجائزة مهرجان دبي السينمائي الدولي، وهي الثانية من نوعها بعد فوزهم بالجائزة ذاتها عن موسيقاهم في الفيلم الفرنسي “وداعاً غاري” للمخرج التونسي الأصل نسيم عاموش، قبل عامين، عبر عن دهشته بحفل الخرطوم، مؤكداً “لم نكن نتوقع أنهم يعرفوننا جيداً، وأن لنا جمهوراً كبيراً في السودان، قدمنا حفلين مدهشين للغاية هناك”.
ويشير جبران، الأخ الأكبر للثلاثي، إلى أنهم جابوا في العام 2011 العديد من العواصم العالمية، والمدن الأوروبية، ليشعلوا المدرجات برنين أعوادهم الذي يخترق الروح، مضيفا “قدمنا عروضاً كثيرة في سائر المدن الفرنسية، وأحياناً قدمنا العرض ذاته على خشبة المسرح ذاتها في وقتين متفرقين من السنة، والجميل أن جميع حفلاتنا كانت مكتملة العدد، أي أن الحضور الجماهيري كثيف”.
ويؤكد جبران، أنهم ما كانوا ليصلوا إلى ما وصلوا إليه، لولا الفريق المتخصص الذي يحيط بهم، سواء على الصعيد اللوجستي، أو الإدارة، أو المالية، أو الإعلام، وغيرها من المجالات، وهو من جنسيات متعددة.
ومن بين الأمسيات المدهشة التي أحيوها العام الحالي، وفق جبران، أمسية القدس التي أقيمت نهاية الشهر الماضي، والأمسية التي قدموها في كورسيكا، تلك الجزيرة الفرنسية المتوسطية، وتقع غربي إيطاليا، إضافة إلى حفل جامعة بيرزيت، وحضره قرابة خمسة آلاف متفرج.
وكان مهرجان “وميكس” الموسيقي العالمي، منح أسطوانة “أسفار”، العمل الأخير للثلاثي جبران، جائزة أفضل ألبوم للعام 2011، والأكثر مبيعاً، والأكثر استماعاً عبر المحطات الإذاعية الخاصة في أوروبا والعالم، بما في ذلك المحطات الإذاعية الفلسطينية والعربية، فيما استخدمت مقاطع موسيقية من الأسطوانة في العديد من الأفلام، والأعمال الدرامية الأوروبية والعالمية.
واستطاع الثلاثي جبران، عبر “أسفار”، واستضافوا فيه الفنان التونسي ظافر يوسف، التأكيد على هويتهم الموسيقية الخاصة، البعيدة كل البعد عن النمطية، وهو لربما ما جعل لموسيقى الثلاثي الفلسطيني العالمي رونقاً لا يغادر النفوس، حتى بعد انقضاء الأمسيات.
كما ونجح الثلاثي جبران في أروقة المحاكم الفرنسية، بمواجهة مؤلف موسيقي عالمي، سطا على دقيقة وعشرين ثانية من موسيقى خاصة بهم، وباعها إلى منتجي فيلم عالمي على أنها موسيقاه.
ويؤكد جبران، أنه وشقيقيه وسام وعدنان، يعملون على الدوام على تطوير ما يقدمونه برفقة أعوادهم، بحيث يقدمون لجمهورهم موسيقى غير تقليدية عبر آلة يعتبرها كثيرون في العالم، وبينهم موسيقيون، آلة موسيقية تقليدية، مشدداً على أن روح الشاعر الكبير محمود درويش، وعزفوا وراءه لأكثر من عشر سنوات، ما تزال تسكنهم، وبخاصة أنه من علّمهم الفرق بين أن يكونوا موسيقيين فلسطينيين، وبين أن يكونوا موسيقيين من فلسطين، عبر التحرر من الضغط الناجم من الهوية على الثقافة والفنون، وفي ذات الوقت عدم التخلي عنها، مشدداً على أن الموسيقى، كما غيرها من ألوان الثقافة والفنون، قد تلعب دوراً مهماً في التحرر من الاحتلال والقهر.