زهير عبد القادر
المكان أحدى مستشفيات التوليد في جبل الحسين في عمان…الزمان الساعة السادسة صباحا…الظلام يسود المكان…عايدة الجدة تستلقي متعبة منهكة القوى نصف نائمة مغمضة العينين بعد ليلة طويلة كانت تساعد فيها أبنتها التي أنجبت طفلا هذه الليلة…أبنتها أيضا أنهكها تعب الأنجاب فغفت ايضا على سريرها …
وفجأة…وكأنه أحد افلام(هيتشكوك)المرعبة…تفتح الجدة عينيها واذا برجل غريب في الغرفة المظلمة…صرخت به….من أنت؟ماذا تريد؟فقال :مذعورا:زائر……وخرج الغريب من الغرفة قائلا آسف آسف وحضرت احدى الممرضات والتي ابلغت فورا أمن المستشفى والقي القبض على الرجل الغريب…
ما تقدم ليس مقطعا من احد الافلام البوليسية بل هي حادثة واقعية وقعت أمس في أحدى مستشفيات التوليد الخاصة والمعروفة.
انا لا اعتقد ان هذا الرجل الغريب جاء يحمل الورود ليبارك للوالدة بالمولود…ولا اعتقد انه زائر من زوار المستشفى أتى في هذا الوقت ليزور اخت او زوجة او قريبة…حيث انه تسلل الى داخل الغرفة دون ان يقرع الباب كما هو معتاد في المستشفيات وكما يفعل بالعادة الأطباء والممرضات وخاصة في مستشفيات التوليد….وأطرح السؤال…أين هو امن المستشفى؟وكيف أستطاع هذا الرجل الغريب الدخول من البوابة الرئيسية ويتسلل الى الطابق الأول ثم غرفة المريضة دون ان يلاحظه احد من العاملين في أمن المستشفى او الممرضات او الأطباء المناوبين،،حمدا لله أن نوم الجدة لم يكن عميقا…وحمدا لله ان الرجل الغريب فوجيء بصوت الجدة وخرج فورا من الغرفة…كان من الممكن ان يسرق حقيبة الام او الجدة…وانا لست بخبير في علم الجرائم لأتمكن من التوقع بما كان سيحصل لولا ارادة الله وصحوة الجدة…
سؤالي المهم هنا الى ادارة المستشفى…اليس من واجب أمن المستشفى ان يتحقق من هوية الشخص الذي يدخل في مثل هذا الوقت الى مستشفى ولادة وامراض نسائية؟ أليس من الحكمة وضع كاميرات مراقبة في دهاليز وممرات المستشفى؟ أليس من حق المواطن ان يطمئن على أمن زوجته وطفله داخل المستشفى؟
كم اتمنى أن يصل هذا المقال وهذه الأسئلة الى معالي وزير الصحة الأكرم…وقد نسمع يوما الجواب…دمتم يا أهلي ودامت نسائكم بالف خير…وللجميع أقول…..صباح الخير.
zuhairjordan@yahoo.com