في القرن السابع عشر, أعلن أحد رجال الدين اليهود أنه « المسيح المخلص « المنتظر , الذي وردت النبوءات عنه في الكتب السماوية ,وأنه سيملأُ الأرض عدلاً كما مـُلئَت ظلماً وجوراً, ومن آمن به سيدخل الفردوس, ومن لم يؤمن سيكون حطب جهنم.
وكان شـِبْتَاي صِيـْبـِي ذا شخصية قيادية, تتجسد به الكاريزماتية في تأثيره على الجماهير, وقدرته الفذه على الخطابة, وتملكه ناصية الإقناع مع تبحر في علم التوراة والتلمود والعلوم الشرعية اليهودية ,وممارسة» أذكار الكابالاه» الروحية, ويورد الحجج الذكية حتى وصل عدد اتباعه ما يزيد عن مليونين ,في جميع البلاد.
وعندما أبحر مع بعض المؤمنين به الى القسطنطينية للإعلان من العاصمة هناك,عن قيام الدولة الربانية,اعتقله السلطان التركي محمد الرابع عام 1666 وهدده بالقتل فوراً لأثارته الفتن,ولمطالبته بأرض فلسطين لينقل لها حشود المؤمنين به على أكف السحاب, من جميع بقاع ألأرض. وعندما سمع شـِبْتَاي صِيـْبـِي أوامر السلطان لأعدامه , أعلن أسلامه فوراً وطلب من جميع اتباعه فعل ذلك,في جميع انحاء الخلافة العثمانية.وبعد أن استقرّ في سالونيك, أمر المؤمنين به أن يمارسوا يهوديتهم سراَ, وإسلامهم علناَ, خداعاَ للسلطات .
ويذكر المؤرخ برنارد لويس في كتابه ظهور تركيا الحديثة أن لمصطفى كمال أتاتورك جذوراً من الدونمة وهم الذين ساعدوه في القضاء على آخر خلافة إسلامية.
كما وصلت تعليماته بالتظاهر بإعتناق الأسلام الى مراكز تجمع مريديه في حلب ودمشق وطنطا والقاهرة وبغداد وفاس وتعز وصنعاء وتونس والقدس وصفد حيث أقام له مكتبة واسعة, بين أكبر عددٍ من المؤمنين به هناك وبين أحفاد الذين هربوا من الأندلس عام 1594 في جبل ميرون حيث قبور بعض الأجداد. .
وقد اشار شمعون بيريز في مقابلة له في القاهرة عام 1979 أن أربعة من وزراء الدفاع العرب الذين أعلنوا الحرب عام 1948 كانوا من أُصول يهودية.
وذكر موشي دايان في مذكراته, أن القيادة العسكرية في الهاجاناة ,أمرت مجموعات من المقاتلين وضباط اللاسلكي للإنتقال الى عدد من العواصم العربية,بغطاء وحماية من بعض العائلات هناك,وذلك عندما شعرت باقتراب قوات رومل والدبابات الألمانية من الأسكندرية أثناء الحرب العالمية الثانية, وذلك بهدف نقل أخبار التقدم العسكري لجيوش هتلر عندما تصل الى تلك العواصم وهي متجهةً إلى فلسطين وللقيام ايضاً بعمليات عسكرية وتفجيرات ضدها .
ولا بد من طرح السؤال, هل عرفت الهاغاناة اسماء عائلات الدونمة العرب لِـتـَأتـَمـِنـَها على مقاتليها واسلحتهم واجهزتهم في تلك الدول.
لقد كشفت الأحداث أسماء عائلات الدونمة الاتراك من اتباع شـِبْتَاي صِيـْبـِي , وأعلن بعضهم هناك عن نفسه بعد أن أصبحوا وزراء وقادة جيوش واصحاب مصانع ,ومليارديريات,تماماً كما فعلت» مادلين أُلبرايت «, في واشنطن عندما أعلنت عن جذورها اليهودية بعد ان استلمت عملها كوزيرة للخارجية الأمريكية.
ولكن متى سنعرف اسماء الدونمة العرب ومن هى العائلات من أصول يهودية التي تنتشر في العديد من عواصم وطننا الكبير, وهذا أمرٌ كما يُـسْـتَدل من أقوال الجنرال موشي دايان وثيق الصلة بالأمن القومي العربي.
قال لي صديق لقد ظهرت في مجتمعاتنا عائلاتٌ لا نعرف من أين أتت, وهي مثل نباتات الفطر المقدس,تبرز فجأةً بين عشية وضحاها.
فهل تحدث شمعون بيريز وموشى دايان عن هؤلاء من اتباع شـِبْتَاي صِيـْبـِي وعائلات الدونمة العرب؟؟؟