لم يكتف، التلفزيون الأردني بإتحافنا، ببرامج مفيدة للغاية تتناول الهم العام والقضايا الوطنية الكبرى مثل «فوائد الميرمية»، ومزايا «الحصلبان»، وتاريخ «الصخور البازلتية»، ومدى نجاعة، طين البحر الميت في»علاج الصدفية» التي كان وما زال يبثها في مختلف أوقات «البرايم تايم» ..
فها هو يقدم قنبلة الدورة البرامجية ،لكل العائدين من عملهم للتو ، ولكل المستيقظين من قيلولتهم ، المسلسل الصيني اليومي «جوهرة القصر» الذي يبث في تمام الساعة الرابعة والنصف يوميا «طبّه غصب عن المشاهد» ، طبعاً ميزة هذا المسلسل انك كمشاهد لا تستطيع أن تحفظ الأسماء لصعوبتها،ولا تستطيع ايضاَ ان تميز الوجوه لتشابهها ،ولا تستطيع أن تتسلسل بالأحداث «زي العالم»،فكل ما تستطيع فعله هو ان تتحسر على حالك وعلى ذوق من اختاروا لك هذا المسلسل بهذا التوقيت..
منذ أسابيع، أصحو من قيلولتي بين الرابعة والنصف والخامسة مساءً.. أفتح التلفاز على الفضائية الأردنية، فأجد ممثلتين صينيتين، الأولى تقف صامتة والثانية تخاطبها..»عذراً سيدتي هل طلبتني..فتقول الثانية: لا انصرفي!!…كل يوم أشاهد نفس اللقطة ونفس الجمل..وأحياناً يكون في المشهد ممثل صيني متجهّم..له شارب متقطع، مثل علامات التنصيص..يهزّ رأسه مستنكراً تصرف زوجته «اللي ما بعرف شو اسمها»…
طبعاً المسلسل سادة ، وكأنك تتفرج على نفسك في مرآة ..لا موسيقى تصويرية لا لقطة خارجية لا اثارة لا قفزة ولا نطّة..منذ بدء متابعتي أشتهي أن أرى رجلاً او امرأة تمشي في الممر..او صوت حركة او انكسار كأس..أو صفعة على وجه «الشرير « في حال وجوده لأنني لغاية الأمس لم الحظ «اخو شلن» في المسلسل غير هاتين الممثلتين وذلك الرجل الممتعض ابو الشوارب الساحلة..
«جوهرة القصر» برغم كل ما ذكرت من معلومات عنه، الا أنه مفيد من ناحية علاجية وانسانية و سياسية، ايضاً :
من الناحية العلاجية فهو، مهم جداً لمرضى الضغط المنخفض..لأنه قادر على ان يرفع ضغطهم دون حاجة للأملاح او الادوية..
أما من الناحية الانسانية فهو داعم نفسي «للأيتام»..لأن مشاهدته، تعطيهم انطباعاً ان هناك ما هو اكثر ايلاماً وقسوة من فقدان احد الوالدين الا وهو مشاهدة، «التلفزيون الأردني»..
أخيراً من الناحية السياسية؛ فان متابعة مسلسل «جوهرة القصر» تماما كمتابعة الحالة السياسية في الأردن..فأنت تتفرج على «شغلتين مش فاهم منهم اشي»..
**
صيني يللي ما تخافوا الله.. البدوي ويا الله نفهمه!!