اعتلوا ظهور خيولهم, رفعوا راية الاسلام لتحقيق اهدافهم كحزب سياسي يسعى الى المشاركة في السلطة, او الانفراد بالحكم اذا سمحت لهم الظروف والاجواء .. نعم; هم ليسوا مجرد فرقة دينية صوفية تمارس العبادة وتبشر بالاسلام دينا عظيما …
هم حزب سياسي, مرة ينشط باسم “الجماعة”, ومرة تحت عنوان التيار السياسي الاسلامي. كانوا وما زالوا, ينشطون في الساحات والميادين السياسية العربية بانتظار الفرصة التاريخية لتحقيق اهدافهم كحزب سياسي معلن أو حزب محظور ..
الآن. وفي ظل أجواء المنطقة وتطوراتها ومستجداتها ومتغيراتها وبكل تشعباتها وتعقيداتها الاقليمية والدولية التي منحتهم الفرصة التاريخية المنشودة للوصول الى السلطة او المشاركة فيها في اكثر من بلد عربي, فلندعهم يتغلغلون في مؤسسات الحكم والسلطات الثلاث, لممارسة دورهم في ادارة السلطة وتقديم برامجهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعامل مع قضايا العصر, وبعدها سيكون الحكم الفصل للشعب في صناديق الاقتراع وفي كل البلاد العربية …
لكن ما نخشاه, وما يخيفنا, هنا في الاردن, في ظل الاجواء الجديدة, هو ممارسة اي سلوك خاطئ أرعن ينتج عن الاستقواء الخارجي عبر التنظيم الأممي الذي يجر البلاد والعباد الى العنف والفوضى ويدخلنا في نفق مظلم تماما كما يحدث من حولنا, وفي اكثر من قطر عربي انهمرت فيه شلالات الدم وساد العنف والهدم والتخريب.
المطلوب, في مثل هذه الظروف, تغليب الحكمة واحترام الخصوصية الاردنية, والتمسك بالحراك السلمي, والتعامل بالحوار الايجابي, والحفاظ على أمن الوطن وسلامة المواطنين, وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الخاصة والشهوة الجامحة الجانحة الساعية الى السلطة بأي ثمن, وبأي وسيلة ..
كلنا مع الحوار ومع الحراك السلمي والمطالبة بالاصلاح ومكافحة الفساد, ونؤمن بالحريات العامة والحياة الديمقراطية السليمة, لذلك يجب الالتزام بالتنافس الديمقراطي وانتظار ما تعطيه صناديق الاقتراع في الانتخابات المنتظرة, بعيدا عن التحريض والاستفزاز والاستعجال, لان الاصلاح التدريجي الحقيقي هو المطلوب لتجنيب البلاد الوقوع في حوامات وتداعيات وارتدادات الزلازل والحرائق المشتعلة من حولنا … وحمى الله الاردن من كل مكروه .
Kawash.m@gmail.com