الأمير علي، ينتخب نائبا لرئيس الفيفا،
وزارة الشباب والرياضة تعود من جديد،
كرة السلة الأردنية .. وصافة متتالية،
التايكواندو تقدم صورة مشرقة وتحجز مكانها في أولمبياد لندن،
وفاة الخوالدة وعودة وأبو غاليا،
الوحدات.. رباعية محلية وخيبة أمل آسيوية.. والفيصلي موسم للنسيان
الإصلاح نيوز خاص/
إيجابيات العام الماضي للرياضة المحلية في الأردن كانت مذهلة للغاية، وتحققت قفزات نوعية في لعبة كرة القدم على وجه التحديد، وهي الأولى من حيث المتابعة والاهتمام، ودائما ما يكون صداها واسعا في جميع الجلسات التي يستذكر فيها المتحدثين ما وصلت إليه كرة القدم الأردنية من قفزات نوعية في فترة زمنية قصيرة، رغم قلة الإمكانات، إلا أن الرغبة والتحدي “المزروعة” في النفوس تغلبت على كل المصاعب والمشاق.
ولا يخفى على أحد أن الأحداث البارزة، وما أكثرها شكلت علامة فارقة في الرياضة الأردنية بعد أن سجلت نقاط مضيئة، لا يمكن لها أن تمحى من الذاكرة بسهولة، خالصة أنها جاءت في الوقت المناسب، وبعد عمل مضني استمر سنوات طويلة حتى وصلت إلى مرتبة النجومية.
ولعل أبرز الأحداث الرياضية في العام الماضي تمثل في انتخاب الأمير علي بن الحسين نائبا لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، بعد أن حظي بشبه إجماع من الدول التي يحق لها التصويت، فيما كانت حقبة وزارة الشباب والرياضة تعود من جديد حيث تسلمها الدكتور محمد نوح القضاة، ويبقى هدفها الرئيسي إحياء دور الشباب، ومساعدتهم على تحقيق أهدافهم، وفق منظومة مدروسة وممنهجة ومبينية على أسس سليمة تمكنهم من تحقيق تطلعاتهم ورغباتهم، والمضي قدما نحو طريق الإنجازات.
وسجل منتخبنا الوطني لكرة القدم إنجازا تاريخيا بالوصول إلى الدور الرابع الحاسم، المؤهل مباشرة إلى نهائيات كأس العالم في البرازيل عام 2014، بعد أن قدم مستويات ملفتة وهو خاليا يقف في المرتبة “82″ عالميا، وبات مرشحا للتقدم أكثر في حال واصل نتائجه الملفتة في المرحلة المقبلة، ونجح العراقي عدنان حمد المدير الفني لـ”النشامى” في قيادة المنتخب إلى حقبة ذهبية لم تتكرر من قبل وهو مرشح لدخول التاريخ من أوسع أبوابه، في حال نقل منتخب الكرة إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه، وخسر منتخب الكرة قبل أيام قليلة لقب الدورة العربية الذي ذهب للبرين بهدف لاعبه إسماعيل عبد اللطيف.
من جهة الأندية فإن الوحدات خطف الأنظار مجددا وهو يكرر عصر الرباعيات، فبعد أن حققها مع العراقي أكرم سلمان نجح الكرواتي دراغان أن يقود “الأخضر” إلى منصات التتويج في البطولات المحلية الأربع، ووصل بهم إلى دور الثمانية من بطولة كأس الاتحاد الآسيوي، قبل الخروج المرير من الدور نصف النهائي على يد ناساف الأوزبكي وهو الفريق ذاته الذي أبعد الفيصلي من الدور الأول وتمكن من الحصول على اللقب بعد اجتيازه عقبة الكويت الكويتي.
وفجعت كرة القدم الأردنية بوفاة حارس مرمى الفيصلي زبن الخوالدة والحكمة الأردنية رحاب عبيدات، والمعلق أكرم عودة وكبير مشجعي المنتخبات الوطنية يوسف أبو غالية.
من جهته أخفق منتخب السلة في الحصول على لقب كأس آسيا وكسب الفضية بعد خسارته أمام الصين، وأعاد ذات المشهد في البطولة العربية حين حل وصيفا خلف المنتخب القطري رغم أنه كان المرشح الأوفر حظا للحصول على اللقب.
وتمكن الفيصلي في افتتاح الموسم الكروي المحلي 2011 -2012 من الحصول على لقب درع الاتحاد، قابله الوحدات بالقبض على لقب كأس الكؤوس، ويقف “الأزرق” حاليا على قمة دوري المحترفين بفارق “5″ نقاط عن “الأخضر”، ونجح القطبين في التأهل إلى دور الثمانية من بطولة كأس الأردن وهما على موعد مع لقاء ناري سيجمعهما ذهابا وإيابا الشهر المقبل.
ووضعت قرعة كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم التي سحبت في العاصمة الماليزية كوالالمبور الفيصلي في المجموعة الأولى إلى جانب القادسية الكويتي والاتحاد السوري والسويق العماني، والوحدات في المجموعة الأولى رفقة سالغاو الهندي وبطل كأس عمان والفائز من مواجهة الشباب الإماراتي ونيفتشي الأوزبكي.
نجاح باهر
الرجل المناسب في المكان المناسب، هذا هو حال الأمير علي بن الحسين الذي اجتهد وقدم برنامجا متكاملا لكافة الدول الآسيوية، جال كل المطارات ووقف عند كل كبيرة وصغيرة، حاور الجميع وكان هدفه واضحا منذ البداية، أن همه الوحيد هو خدمة الكرة الآسيوية بأي طريقة.
دارت الانتخابات وكان الجميع ينتظر النتائج لحظة بلحظة، أشارت التوقعات بأن الأمير علي سيكون أمام مهمة صعبة في مواجهة منافسه الكوري الجنوبي تشونغ مونغ جوون والاخير دخل سباق الترشح بتاريخه الكبير في الكرة الآسيوية، وفي لحظة الحسم اختلفت النتائج ونجح الأمير علي بن الحسين عن جدارة واستحقاق، خاصة أنه تمكن من إقناع الدول الآسيوية بما يريد عمله مستقبلا.
وحصد الأمير علي 25 صوتا مقابل 20 لمنافسه ، ولا يزال لغاية الآن يقف عند كل المشاكل التي تواجه كرة القدم الآسيوية، ويحاول حلها بشتى الوسائل والطرق من خلال عرضها في اجتماعات الاتحاد الدولي لكرة القدم.
عودة بعد غياب
بعد غياب طويل وتهميش واضح، شهدت حكومة رئيس الوزراء عون الخصاونة عودة وزارة الشباب والرياضة ،حيث أنيطت هذه المهمة بالدكتور محمد نوح القضاة، الذي يعمل على منح الشباب دورا فاعلا في المجتمع، ويهدف الاستفادة من “عنفوانهم” الداخلي آملا في مواصلة إنجازات الرياضة الأردنية في المستقبل.
ولعل حصول وزارة الشباب والرياضة على دورها القيادي أمر مهم للغاية، وعملية تنظيم لا بد منها من أجل تحديد الواجبات والمسؤوليات، وتبرز في مقدمة المشاكل التي تواجها الوزارة إيجاد الدعم الكافي للاتحادات الرياضية وخصوصا كرة القدم الذي طالب الحكومة في أكثر من مناسبة أن يحظى بدعم مادي كبير بعد دخوله عصر الاحتراف.
مهم للغاية
كان الإنجاز الذي حققه المنتخب الوطني لكرة القدم في الوصل إلى دور الرابع المؤهل إلى نهائيات كأس العالم في البرازيل مهم للغاية، وجاء ذلك بعد أن تصدر “النشامى” مجموعتهم بـ”4″ انتصارات متتالية جاءت على حساب العراق والصين وسنغافورة “مرتين”، وبات ينتظر بداية الدور الرابع القوي، سعيا إلى طرق بوابة التاريخ بقوة من خلال الوصول إلى نهائيات كأس العالم.
الحلم الأردني بات أقرب من أي وقت مضى، ويحتاج فقط إلى التأكيد في المباريات المقبلة، والتي لا تحتمل الخطأ إطلاقا، وما يزيد من حظوظ منتخب الكرة أنه بات رقما صعبا في الكرة الآسيوية، نظير المستويات العالية التي يقدمها والتي نالت الإعجاب والتقدير.
الوحدات .. إنجاز يتحدث عن نفسه
أقل ما يمكن وصف الرباعية التي حققها الوحدات، بأنها إنجاز يتحدث عن ذاته، معطياته واضحة لا تحتاج تفسير بليغ حتى تفهم، توفرت جميع المقومات وساهمت الظروف الإيجابية في ترجيح الكفة، وتحقيق أرقام قياسية لا تمحي من الذاكرة، تحت قيادة الكرواتي دراغان خاض الفريق “44″ مباراة توزعت بين البطولات المحلية والبطولة الآسيوية دون أن يتعرض “الأخضر” للخسارة، لا بل نجح في الحفاظ أيضاعلى قوته الهجومية والدفاعية.
“الرباعيات” باتت ماركة وحداتية مسجلة تحتاج إلى مجهودات مضاعفة، حال التفكير في تكرارها، حتى أنه بعد جمع البطولات في موسم 2008 بقيادة العراقي أكرم سلمان ظن الجميع أنها “صدفة”، لكن تأكيدها جاء في الموسم الماضي بأرقام ملفتة.
وداع مرير
نجح فريق ناساف الأوزبكي في القضاء على أحلام الوحدات الحصول على لقب كأس الاتحاد الآسيوي، وحرمه من الوصل إلى المباراة النهائية أيضا بعد فوزه (2-1) بمجموع مباراتي الذهاب والإياب، لينتقل بدلا من إلى املباراة النهائية ويحصل على اللقب بفوزه على الكويت الكويتي.
الفريق الأوزبكي ذاته أخرج الفيصلي من دور الـ”16″ وأودع اللقب الآسيوي في خزائنه، والكرة الأردنية عليها الانتظار حتى البطولة المقبلة علها تقول كلمتها وتستعيد بريقها من جديد.
حظ عاثر
عاند الحظ منتخب السلة في مناسبتين، الأولى حين خسر أمام الصين في النهائيات الآسيوية ضمن المباراة النهائية، والثانية قبل أيام قليلة حين وقع في الفخ وسقط أمام المنتخب القطري أيضا ليحصل على برونزية الدورة العربية.
ورغم المستويات المقنعة التي يقدمها منتخب كرة السلة، إلا أن النهايات لا تكون سعيدة في المجمل، وبات السؤال المطروح متى يستطيع منتخب السلة أن يكسر هذا النحس .. نتمناه قريبا.
ألم وحسرة
عمت الصدمة أنحاء الوسط الرياضي الأردني بعد فاجعة فقدان “4″ من الرياضيين الأردنيين في وقت قريب، البداية كانت من حادث السير المؤلم الذي تعرض له الحارس الشاب للفيصلي زبن الخوالدة ، تبعه وفاة المعلق الرياضي أكرم عودة ثم الحكمة الأردنية رحاب عبيدات وأخيرا كبير مشجعي المنتخبات الوطنية ونادي شباب الأردن يوسف أبو غالية.
وداع هؤلاء تباعا كان خبرا أليما، لكن قضاء الله وقدره أقوى حيث أن حياتهم في هذه الدنيا انتهت.
التايكواندو تبدع
أبدعت التايكواندو وأثمرت نتائجها حصادا وفيرا تمثل في وصول “3″ من لاعبي المنتخب الأولمبي إلى نهائيات لندن التي ستقام صيف العام المقبل، ونجح الثلاثي محمد ابو لبدة ونادين دواني ودانا حيدر في حجز مقاعدهم بوقت مبكر، وسيخضعوا قريبا إلى برنامج تدريبي متكامل يهدف وصولهم إلى لندن بكامل الجاهزية الفنية والبدنية، وتمثيل الأردن بصورة مشرفة.
مجموعتين قويتين
وضعت قرعة كأس الاتحاد الآسيوي الوحدات والفيصلي في مجموعتين قويتين، وإن كانت مجموعة “الأزرق” أكثر قوة بتواجد فرق قوية من قبيل القادسية الكويتي والاتحاد السوري والسويق العماني وجميعهم أندية قوية وتملك محترفين من أعلى المستويات، وجاء “الأخضر” في المجموعة الرابعة إلى جانب فرق سالغو الهندي وبطل كأس عمان والفائز من مواجهة نيفتشي الأوزبكي والشباب الإماراتي.
وإذا ما بحثت الكرة الأردنية عن الإنجاز فلا بد لها من أن يكون تحضيرها مثالي، وصفوفها مكتملة من اللاعبين المحليين والمحترفين، خاصة أن جميع الفرق المشاركة رصت الصفوف بوقت مبكر ونجحت في استقطاب لاعبين مميزين.