زهير عبد القادرجاءته ابنته الصغيرة والتي لم تتجاوز الثامنة من العمر وبيدها ورقة رسمت عليها بعض رسومات الأطفال وابتسمت له وبراءة الأطفال في عينيها الجميلة قائلة:بابا…بابا(شوف شو رسمت)…ونظر اليها بعدم اهتمام قائلا
روحي من وجهي فرجيها لأمك) فتغير وجه الطفلة البريئة وتحولت الأبتسامة الى مسحة من الحزن حولت وجهها البريء الى كآبة واحباط…وذهبت بخطى بطيئة متثقالة،كئيبة حزينة ودموعها تنساب على خديها…ذهبت الى غرفتها دون ان تهمس بحرف واحد…وغابت عن الأنظار….شعرت بحزن عميق وتمنيت لو لم احضر الى بيت صديقي هذا ،ولم اشاهد هذا المنظر المؤلم…
اعتقد ان صديقي ليس هو الوحيد الذي يقتل موهبة اطفاله في مهدها…كثيرون من الأباء والأمهات في شرقنا العربي يفعلون ذلك دون قصد…ويحطمون احلام ومواهب وطاقات اطفالهم عند ظهورها…
في الغرب تتعاون المدرسة والاسرة والمؤسسات الأجتماعية والرياضية والفنية في دعم وتطوير وتنمية مواهب وطاقات الأطفال وهم في عمر الورود….فبطل التنس الألماني الشهير بورس بيكر بدأ هوايته وهو في سن الطفولة وبفضل والديه أصبح نجما عالميا وبطلا دوليا…وكذلك شتيفي جراف وميخائيل شومخار البطل العالمي في سباق السيارات وقيصر كرة القدم فرانس بكنباور…نعم وصلوا الى النجومية بفضل اهتمام وتشجيع اسرهم…وتخيلوا معي لو ضرب والد شومخار طفله ميخائيل ومنعه من الأهتمام بالسيارات او أم بيكر منعت أبنها بورس من لعب التنس لما وصلا الى النجومية والبطولة بل بقيا طوال حياتهما يتحسران على دخول مباراة او سباق سيارات للمشاهدة فقط…
يا امهاتنا العزيزات…وياابائنا الكرام…اهتموا باطفالكم…راقبوا مواهبهم وساعدوهم وشجعوهم على تنميتها وتطويرها فقد يصبحون في المستقبل نجوما وأبطالا عالميين تفتخرون وتعتزون بهم … وان غدا لناظره قريب…صباح الخير.
zuhairjordan@yahoo.com