هناك قصة قديمة من التراث من نوادر جحا حول الرهان على شراء الوقت.
يحكى أن السلطان أعلن في القرية التي يعيش فيها جحا أن ابنه الوحيد قد تعرض لعملية شعوذة وسحر وتحول من إنسان إلى حمار!
ورصد السلطان جائزة كبرى تقدر بألف قطعة ذهب لمن يعيد الابن (الحمار) إلى بشريته، مهددا بأن من يفشل سوف يكون جزاؤه قطع الرقبة!
وبالطبع لم يتقدم أحد خوفا من الجميع على حياته، ولكن المفاجأة أن صاحبنا جحا تقدم إلى السلطان واعدا إياه بإعادة الابن إلى بشريته وإنقاذه من «حموريته»!
واشترط جحا الآتي: أن يأخذ الألف قطعة ذهبية على الفور، وأن يترك مع «الحمار» لمدة خمسة أعوام حتى يكون قد أنجز مهمته وأعاده إلى ما كان عليه قبل السحر.
وبالفعل لم يكن أمام السلطان المكلوم في ابنه إلا أن يوافق على عرض حجا، فهو الوحيد الذي تقدم بأي عرض للإنقاذ.
وأخذ جحا «الابن الحمار» وأبقاه في منزله وأخذ يستمتع بإنفاق الدنانير، حتى جاءته زوجته وسألته: ماذا ستفعل مع السلطان إذا اكتشف أنك كاذب وأنك غير قادر على إنقاذ ابنه، وإعادته من حالة «الحمار» إلى هيئة الإنسان؟
ضحك جحا وقال: «بعد خمس سنوات من الآن هناك ثلاثة احتمالات، إما أن يموت (الحمار)، أو يموت السلطان، أو أموت أنا»!!
ونظرية حجا هذه قائمة على شراء الوقت المتعمد على وعد كاذب يعرف من أطلقه أنه لن يتحقق، تاركا للزمن أن يفعل أفاعيله، مؤمنا بنظرية دع الأيام تجري مجاريها، وبين ليلة وضحاها يخلق الله ما لا تعلمون.
هذا بالضبط ما فعله – بمهارة – الرئيس علي عبد الله صالح، وفعله بغباء العقيد القذافي، وهذا ما نعيشه هذه الأيام مع الدكتور بشار الأسد مع شروط لجنة الجامعة العربية.
الذين يلعبون لعبة شراء الوقت لا يديرون الأزمة ولكن الأزمة هي التي تديرهم!!