رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان
الاصلاح نيوز-،ردت تركيا بغضب على قرار الجمعية الوطنية الفرنسية بتجريم إنكار الإبادة ومنها “إبادة” الأرمن وأعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان سلسلة من العقوبات السياسية والعسكرية ضد فرنسا. وانتقدت أنقرة القرار الفرنسي معتبرة أنه إجراء انتخابي هدفه كسب أصوات الأرمن خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وصرح الناطق باسم البعثة الدبلوماسية التركية في باريس انجين سولاك اوغلو لوكالة فرانس برس ان سفير تركيا في فرنسا تحسين بوركو اوغلو غادر فرنسا صباح الجمعة غدا تجميد انقرة تعاونها السياسي والعسكري مع باريس.
وقال سولاك اوغلو ان “السفير عاد (الى تركيا) لاجراء مشاورات وترافقه عائلته”، موضحا انه استقل الطائرة في الساعة 7,40 (6,40 تغ).
ويأتي هذا الاجراء غداة اقرار البرلمان الفرنسي مشروع قانون يجرم انكار “ابادة” الارمن. وردا على تبني القانون اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان سلسلة من العقوبات السياسية والعسكرية ضد فرنسا.
وقال ان تركيا ستستدعي سفيرها من باريس وستعلق جميع الزيارات السياسية والمشاريع العسكرية الثنائية ومن بينها المناورات المشتركة بين البلدين.
وردا على العقوبات التركية دعا وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الخميس تركيا الى “عدم المبالغة في رد الفعل”. وقال “ما ارجوه هو ان لا يبالغ اصدقاؤنا الاتراك في رد الفعل على قرار الجمعية الوطنية الفرنسية”.
وقال السفير التركي مساء الخميس بعد اعلان استدعائه للتشاور ان نظيره الفرنسي في انقرة لن يدعى للتشاور. واوضح جوبيه ان السفير الفرنسي يمضي حاليا عطلة في فرنسا.
وصادقت الجمعية الوطنية الفرنسية الخميس على مشروع قانون يجرم انكار “ابادة” الارمن سنة 1915، مما اثار غضب تركيا التي فرضت عقوبات دبلوماسية وعسكرية فورية على فرنسا.
واتهمت تركيا وعدد من المنتقدين حكومة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بانه يعرض علاقات بلاده مع تركيا، حليفته المهمة في الحلف الاطلسي وشريكته التجارية، من اجل ارضاء الجالية الارمنية الكبيرة في فرنسا قبل الانتخابات.
الا ان العديد من النواب الفرنسييين يؤكدون على ان القانون -الذي يفرض غرامة قيمتها 45 الف يورو والسجن لمدة عام لمن ينكر ابادة الارمن — قانون تاخر كثيرا لحماية ذكرى احدى اسوأ المجازر التي شهدها القرن العشرين.
وصادق على النص برفع الايدي غالبية كبيرة من النواب الخمسين الحاضرين بينما عارضه ستة اخرون بينما كان الاف المتظاهرين يحتجون على هذا القانون قرب مقر الجمعية الوطنية.
وتعترف تركيا بسقوط حوالى 500 الف قتيل ارمني خلال معارك او خلال نفيهم، لكن بدون ارادة الابادة.
وقد اقترحت مشروع القانون فاليري بواييه نائبة الحزب الرئاسي في مرسيليا (جنوب شرق) حيث تعيش جالية ارمنية كبيرة.
وردا على تبني القانون اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان سلسلة من العقوبات السياسية والعسكرية ضد فرنسا.
وقال ان تركيا ستستدعي سفيرها من باريس وستعلق جميع الزيارات السياسية والمشاريع العسكرية الثنائية ومن بينها المناورات المشتركة بين البلدين.
وقال امام الصحافيين “للاسف ان مشروع القانون هذا اعتمد رغم كل تحذيراتنا (… ذلك سيفتح جراحا لا تندمل وخطيرة جدا في العلاقات الثنائية”.
واضاف “من الان فصاعدا، سنعيد النظر في علاقاتنا مع فرنسا”.
ومعظم هذه العقوبات التركية على فرنسا، حليفتها في الحلف الاطلسي، هي في المجال العسكري.
الا ان اردوغان قال ان بلاده ستوقف جميع المشاورات السياسية مع فرنسا. وكان البلدان يجريان حوارا مكثفا حول اخر التطورات في الشرق الاوسط بما في ذلك الازمة في سوريا.
واوضح اردوغان انه ردا على القانون الذي أقره البرلمان الفرنسي، فان تركيا ستنظر في كل طلب عسكري من فرنسا لاستخدام اجواء تركيا او قواعدها العسكرية، بشكل منفصل، كما سترفض من الان فصاعدا اي طلب فرنسي برسو اي من سفنها العسكرية في الموانئ التركية.
وقال رئيس الوزراء التركي ان بلاده ستقاطع اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة الذي سيعقد في باريس في كانون الثاني/يناير، ولن تشارك في اية مشاريع مشتركة مع هذا البلد في اطار الاتحاد الاوروبي.
واتهم اردوغان النواب الفرنسيين الذين دعموا القرار بانه اتخذوا قرارات سياسية على اساس من “العنصرية، والتمييز وكراهية الاجانب”.
وقال “لم يتم ارتكاب اية ابادة في تاريخنا. نحن لا نقبل ذلك”.
كما انتقد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي واتهمه بشن حملة انتخابية قبل الانتخابات الرئاسية التي ستجري العام المقبل للحصول على اصوات 500 الف ارمني يعيشون في فرنسا.
وقال ان “التاريخ والناس لن يغفروا لمن يستغلون الحقائق التاريخية لتحقيق اهدافهم السياسية”.
وارتبطت تركيا وفرنسا بعلاقات متينة منذ ايام الامبراطورية العثمانية، كما ترتبطان بعلاقات اقتصادية قوية، الا ان العلاقات بينهما تدهورت بعد ان تولى ساركوزي الرئاسة في العام 2007 واعرب عن اعتراضاته على انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي. (ا.ف.ب)