الاصلاح نيوز- عود على بدء في اللقاء بين وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ووفد من “المجلس الوطني السوري” في السادس من كانون الأول الحالي في جنيف. .الوزيرة الأميركية صححت للمجلس
كلينتون وغليونالوطني عدّه الأكراد الأقلية الوحيدة، التي يجب أن يعنى بها المجلس، وحضّته على توجيه اهتمامه إلى الأقليات الدينية، من دون الإفصاح في النص عمن تعنيهم من مسيحيين وعلويين وغيرهم، وطلبت ضمانات لهم ومناقشة لاحقة لبرنامج المجلس حول هذه النقطة.
«التعنت» الصيني الروسي يمنع التقدم في المجلس لكن حلولا قانونية أخرى، لا تزال قائمة أميركيا. إذ طلبت كلينتون من وفد المجلس الاستمرار في توثيق جرائم النظام، تمهيدا على الأرجح لإحالتها إلى محكمة دولية. واوضحت أن العرب سيلعبون الدور الرئيس في اي خطة تعتمد لحماية المدنيين في سوريا. اما رئيس الوفد برهان غليون، فقد قدر أنه ينبغي أن يعلم النظام في سوريا ويسمع أن كل الخيارات مفتوحة لوقف عمليات القتل.
وفي الآتي نص محضر الاجتماع الذي يحمل اشارة «منع النشر تحت طائلة القوانين السويسرية»:
غليون : اشكرك جزيل الشكر باسمي وباسم الشعب السوري وثواره في الشوارع على اتاحة الفرصة لنا للمرة الثانية للالتقاء بسيادتك.
كلينتون: لا شكر على واجب لطالما كان الشعب الأميركي ينظر بعين الاحترام للشعب السوري ويتمنى له واقعا افضل من الذي يعيش. وأنا سعيدة بان ارى اليوم وجوها جديدة لم ارها من قبل.
غليون: دعيني اعرّف سيادتك بزملائي في المجلس الوطني عبد الله اسفينو، نجيب غضبان، بسمة قضماني، وائل ميرزا، وعبد الباسط سيدا.
كلينتون: اهلا بكم جميعا.
غليون: نعرف ان برنامج سيادتك فيه الكثير ولذا سنحاول استغلال كل دقيقة في الاجتماع لنوصل الى الحكومة والشعب الأميركي ما نريد نحن. ندرك ان مجرد قبول سيادتك للاجتماع معنا للمرة الثانية هو بمثابة اعتراف ضمني بالمجلس الوطني ولكننا نطمع لأكثر من ذلك من دولة عظمى بحجم الولايات المتحدة حيث نتطلع الى اعترافكم بنا كممثل شرعي للشعب السوري.
كلينتون: اننا نتابع ونناقش عمل المجلس الوطني السوري كما نتابع اطراف اخرى مهمة جدا في المعارضة السورية. ان ما قام به المجلس من خطوات هو عمل مهم جدا ولكن ما زالت هناك اعمال اخرى بانتظاركم للحصول على الشرعية المطلوبة واذكركم هنا بضرورة الحوار والانفتاح مع كل اطراف المعارضة وتوحيد صفوفها وعدم نسيان الاقليات في سوريا فلا مستقبل للأكثرية من دون اعطاء الاقلية كامل حقوقها.
غليون: هذا ما نسعى ونعمل عليه الان في القاهرة بالتعاون مع جامعة الدول العربية. اما موضوع الاقليات فهم ممثلون بيننا دوما والسيد عبد الباسط سيدا هنا ممثل عن الاكراد.
كلينتون: العمل مع جامعة الدول العربية هو مهم وأي خطوات دولية ستكون مكملة له والاقليات في سوريا لا تقف عند القومية الكردية وانا ادرك ان المعارضة السورية الممثلة هنا تعترف بأن الاقليات السورية لها شرعية التساؤل والاهتمام بالمستقبل، وأنه يجب تقديم الضمانات لها من أن المستقبل سيكون افضل في ظل نظام يتميز بالتسامح والحرية وتكافؤ الفرص واحترام الكرامة على اساس التوافق… وليس حسب نزوات ديكتاتور.
غليون: هذا ما نعمل عليه وسنبذل جهودا اضافية للأخذ بنصائح سيادتك وأهدافنا هي دائما واضحة مع كل الدبلوماسية العربية والدولية. وأهم شيء اليوم هو تقديم المعونة المستعجلة الإنسانية لشعب يتعرض الى كارثة حقيقية، بمدن منكوبة في حماه وحمص وبقية المدن السورية. هناك اجتياح أمني كبير للأحياء. وهناك قتل واختطاف واغتصاب وتدمير للمساكن. لا بد من وقف هذا، والقيام بإجراءات تسمح بتقديم المعونة للسكان المنكوبين اما النقطة الثانية بالطبع التي نبحث فيها دائما مع كل الدبلوماسيات، هي تأمين حماية للمدنيين العزل الذين يُقتلون من قبل مرتزقة النظام. كل يوم، والبارحة كما تعلمون، قُتل 50 شهيدا في عمليات القمع والقهر التي يمارسها النظام. ونحن نقول إنه لا يمكن للمجموعة الدولية، واميركا التي تقود العالم، أن يقفوا مكتوفي الأيدي أو أن يتأخروا في العمل من أجل خلق آليات لحماية المدنيين في سوريا.
كلينتون: الولايات المتحدة الأميركية تؤكد لكم أنها تتعاون مع بقية الدبلوماسيات العربية والدولية وتبذل قصارى جهدها وسط التعنت الروسي والصيني واعود واؤكد هنا على ضرورة أن يلعب العرب الدور الرئيسي في أي عمل مستقبلي يهدف إلى حماية المدنيين وندرك ان الولايات المتحدة عليها مسؤوليات ولكن مــسؤوليات مشتركة مع بقية الدول، والمجموعة العربية بشكل أساسي.
غليون: يجب ان يعلم النظام في سوريا ويسمع ان كل الخيارات مفتوحة من أجل تأمين الحماية الدولية للمدنيين، ووقف آلة القتل، وإجبار النظام على احترام حقوق الإنسان، وأيضا من أجل تأمين المساعدة الإنسانية للسكان المنكوبين.
كلينتون :تأكدوا اننا سنستمر في المشاورات مع اصدقائنا في الدول العربية والاسلامية والاوروبية من اجل ايجاد حل قانوني يتيح ايصال المساعدات لمن هم بحاجة لها وعليكم ان تكونوا متيقظين وتوثّقوا كل جريمة يمكنكم توثيقها حتى لا يفلت أي مجرم من العقاب انا ادرك ان هناك ظروفا دولية معقدة افشلت جهودنا اكثر من مرة في مجلس الامن ولكن هذا لا يعني انه لا توجد حلول اخرى. هناك الكثير من الحلول القانونية التي بإمكاننا اللجوء اليها ولكن ما زال لدينا الامل في حالة مثل سوريا بان نستطيع ان نوفر لها اجماعا دوليا من كل الاطراف وهذا ما تجتهد عليه دبلوماسيتنا مع الدول الاخرى.
بسمة: نحن نقدّر كل ما تقوم به الولايات المتحدة من جهود ونحن متأكدين تماما ان المستقبل يحمل لنا علاقات مميزة بين الشعبين واريد ان اطلب منك كامرأة سورية تخاطب امرأة تشعر بمعاناة الالاف من النساء في سوريا ممن يغتصبن يوميا اننا لا ننتظر الكثير من مجلس الامن بقدر ما ننتظر من الولايات المتحدة راعية الحرية وحامية الحقوق في العالم.
كلينتون: اشكرك واقدر مشاعرك وادعو القدير يوميا ان يحفظ كل امرأة في العالم ورسالتنا لكم ايضا هي ضمان حماية الأقليات والمجموعات العرقية والنساء في سوريا ما بعد الأسد. ومرحلة الانتقال الديموقراطي تشمل أكثر من مجرد إزاحة نظام الأسد وهذا يعني توجيه سوريا على درب دولة القانون وحماية الحقوق الدولية لكل المواطنين بغض النظر عن طائفتهم او عرقهم او جنسهم وانا اعدكم إننا سنناقش ما يقوم به المجلس لضمان أن يكون برنامجه شاملا لكل الأقليات من أجل مواجهة محاولات النظام للتفرقة وتحريض هذه المجموعة العرقية أو الدينية ضد الأخرى.
غليون: نجدد شكرنا لك على وقتك ونرجو ان نعمل على فتح قنوات للتواصل فالمجلس بحاجة لدعمكم على مختلف الصعد.
كلينتون: بالتأكيد فـ(مساعد كلينتون لشؤون الشرق الاوسط) جيفري (فيلتمان) سيقوم بترتيب الامر معكم بعد الاجتماع وبالمناسبة اريد ان اخبركم ان الولايات المتحدة قررت اعادة سفيرها الى سوريا وذلك لعدة اسباب مهمة لن اخوض في تفاصيلها؟ وفقط اريد منكم ان تكونوا متيقنين ان الهدف من عودة السفير هو تخليص الشعب السوري من الحكم الديكتاتوري الذى يرزح تحت ظله منذ عقود لذا ارجو ان تتفهموا اننا نعمل في بعض الاحيان في المناطق الرمادية من الدبلوماسية والتي قد يفسرها البعض على غير محلها وقبل ان اغادر اشدد عليكم واذكركم ان مستقبل وشرعية المعارضة يتوقف على مدى نجاحها وقدرتها على تنظيم وتوحيد صفوفها وكسب ثقة الشعب السوري وطرح برامج بديلة وبنّاءة واعلموا انني سعدت بلقائكم وسأنقل وجهة نظركم للرئيس والشعب الأميركي ونحن ملتزمون بمساعدة الشعب السوري.
غليون: شكرا جزيلا وتأكدي ان ملايين القلوب السورية تتابع نتائج هذا اللقاء.”السفير”