الملك عبد الله يلاحق الفساد فى الأردن
بقلم ـ محمد فودة
وأنا أتابع الإجراءات الحازمة التى اتخذها جلالة الملك عبد الله ملك الأردن لملاحقة الفاسدين والمفسدين فى المملكة تذكرت على الفور بيت الشعر الذى يقول " دع الأمور تجرى فى أعنتها ولا تبيت إلا خالى البال .. ما بين طرفة عين وإنتباهتها يغير الله من حال الى حال ".
وبالفعل فقد تغير الحال من النقيض إلى النقيض بعد أن رفع جلالته الغطاء عن الفاسدين وإعلانه ـ حسب رغبة الشعب ـ عن جميع الأراضي التي تم تسجيلها باسمه ، كما أوضح أن عنوان المرحلة القادمة هو "الشفافية" وقد كان الأمر واضحا بعد أن قام بتعيين قاض بمحكمة الجنايات رئيساً للوزراء .
والقادم أعظم وأعظم .. فهناك أكثر من ثلاثمائة اسم منهم من كان يعتبر نفسه بل ويعتبره الآخرون خطاً أحمر لا يمكن المساس به ، ومنهم من كان يختبئ تحت مظلة الديوان الملكي أو يلصق نفسه بعلاقات خاصة مع العائلة المالكة ،بل كان الكثيرين منهم يحيط نفسه بهالة من السطوة الزائفة وذلك بالترويج بأنه يتمتع بعلاقات عائلية مع جلالة الملك وذلك من خلال التقاط صورة مع جلالته يضعونها هنا وهناك للتأكيد على العلاقة الوثيقة معه .
واللافت للنظر أن 70 شخصية على الأقل من تلك القائمة الفاسدة كانوا قد تولوا من قبل حقائب وزارية.. وتؤكد المصادر المطلعة أن بعضهم حاول مؤخراً مغادرة المملكة ولكن قامت سلطات الأمن بإعادتهم من المطار كما أن عدد منهم كانوا يعملون مدراء عموم فى عدة بنوك وطنية أستغلوها اسوأ استغلال.
أن قائمة الفساد ضمت أيضا اسم أحد مدققى الحسابات الذى كان له اليد الكبرى فى هندسة الفساد وتعتبره الجهات الرقابية أنه العامل المشترك فى مسلسل نهب أموال الناس من خلال الشركات التي قام بتأسيسها والتي تعرضت للإفلاس أو التى على وشك الإفلاس ، إنه مدقق الحسابات الذى كتبت عنه من قبل وأطلقت عليه اسم "الرجل الذى غلب الشيطان" فهو الذى عاث فى الأرض فساداً من خلال ممارسة الدعارة الاقتصادية لمصلحة رجال أعمال فاسدون ومسئولون مرتشون كانوا يمنحونه الحماية ويوفرون له الغطاء الرسمى ليمارس نشاطه المنحرف فى عرقلة شركات عدد من رجال الأعمال الشرفاء وذلك لمصلحة حفنة من المنتفعين وأصحاب المصالح.
إن ما فعله جلالة الملك عبد الله ملك الاردن يدق ناقوس الخطر وينذر بتفجر الموقف مجدداً فى سوق عمان المالي ويؤكد أن المافيا التي كانت تديره لن تنعم من الآن بالراحة أما شركات الوساطة وما قامت فيه من تجاوزات فسوف تجنى ثمار ما فعلته بأموال الشرفاء وبمدخرات الشعب .. وهنا أتساءل :ما هو دور هيئه سوق الأوراق المالية والى أين تسير إجراءات فتح ملفات الفساد ؟؟ .. وهل سيتم مقاضاة الفاسدين قبل العودة إلى بلاد قد حصلوا على جوازات سفرها للإحتماء بها؟ ولكن لا حماية للفاسدين بعد اليوم.
سبحان الله .. لقد تغيرت الصورة وتبدلت المواقف وأصبح الفاسدون هم الذين يهرولون نحو المطار للهرب والاحتماء بالخارج .. وفى المقابل نرى رجال الأعمال الذين أبعدتهم قوى الشر وأخرجتهم من السوق الاردنى ، أصبحوا يتجهون الآن نحو المملكة ويسعون بشكل جاد للعودة إلى الأردن وذلك لاستكمال مسيرتهم التى بدأوها بل ويصححوا أيضاً تلك الصورة الذهنية الخاطئة التى الصقها بهم أصحاب المصالح وعصابة الشر التى يتزعمها "الرجل الذى غلب الشيطان"
إن لسان حال الشعب يقول الآن لجلالة الملك: استمر فى محاربة وملاحقة الفساد ونحن من وراءك سائرون ..اضرب بيد من حديد .. حاسب الفاسدين .. فإرادة الشعب أقوى من كل شيء.. ولن تقوى أمامها سطوة "مراكز القوي" من الفاسدين من نوعية "مدقق الحسابات" الذى كان بمثابة العامل المشترك للشركات الفاسدة والمنهوبة والتي هي على وشك التصفية فلا يخفى على أحد أنه هو الذى تولى الإشراف على هندسة الفساد وقام بتفصيل الأطر القانونية له ليختبئ ورائها وليهدد بها كل من يجرؤ على التفكير فى استدعائه للجنة مكافحة الفساد .
وفى ختام مقالى أوجه رسالة مفتوحة الى رجال الأعمال الشرفاء الذين كانوا لفترات طويلة ضحايا عصابة الشر وزعيمهم الرجل الذى غلب الشيطان ، وهذه الرسالة من كلمتين هما "لا يصح الإ الصحيح" فعودة الشرفاء أصبحت الآن أمر لا يحتمل التردد .. أما الرجل الذى غلب الشيطان فأقول له أيضاً " قد تستطيع خداع الناس بعض الوقت ولكن لا تستطيع خداعهم طول الوقت"