الجامعات الأردنية هي التي تقود المجتمع لا أن يخرج منها تخريب المجتمع فالمسؤولية في العنف الجامعي خاصة وهي صروح علمية ومنارات ناهضة ذات مكانة عالية في تربية الأجيال الصاعدة لبناء الوطن وخدمة الامة لقد ساهمت بالفعل في مسيرة النهضة الشاملة لكن عندما تعود بنا ذاكرة الزمان ونقف طويلا أمام ما حدث ويحدث من تكرار ظاهرة العنف الجامعي نتساءل الي متي تكون نهاية الحل شباب الجامعات لاشك أنهم على قدر كبيرمن الوعي المسؤولية الوطنية في هذه الجامعات وحيث انتشرت عدوي العنف الجامعي في الجامعات الأردنية بأشكال متنوعة وأساليب متعددة( الدستور) رصدت بعض ردود الفعل حول ظاهرة العنف الجامعي .
اربد
تشهد الجامعات الأردنية منذ فترة طويلة موجة من مظاهر العنف بين طلبتها أدت إلى إلحاق الأذى بسمعة الجامعات الأردنية والتعليم العالي في المملكة لعدم معالجة هذه الظاهرة في الوقت المناسب وبالحزم المطلوب بتطبيق الأنظمة والقوانين وعدم الرضوخ لضغوطات جهات مختلفة.
وعادة ما تتدخل هذه الجهات لتجنيب المتورطين بهذا العنف التبعيات القانونية المترتبة عليهم نتيجة انخراطهم في هذه الأعمال لأكثر من مرة على قاعدة أن «من أمن العقاب أساء التصرف».
وأجمعت آراء على أنه آن الأوان لمعالجة هذه الظاهرة بمعرفة الأسباب الحقيقية خلفها وتطبيق الأنظمة والقوانين الناظمة لعمل الجامعات بعيدا عن أي تدخلات أو ضغوطات.
نائب رئيس اتحاد طلبة جامعة اليرموك علي السرحان قال ان هذه الظاهرة بدأت بالازدياد من فصل الى فصل ومن عام الى عام لعدة أسباب منها اكتظاظ الجامعات بأعداد كبيرة من الطلبة في مساحات ضيقة سواء في قاعات المحاضرات والمرافق العامة وعدم وجود برامج لامنهجية تغطي ساعات الفراغ الطويلة بين المحاضرات لعدد كبير من الطلبة والتراخي في تطبيق الأنظمة والقوانين الرادعة بحق من يتورط في مثل هذه الأعمال، ما يشكل حافزا للمشاركة فيها دون ان يطال المشاركين بهذا العنف أي عقوبات. ودعا الى إعادة النظر في سياسة القبول في الجامعات الأردنية واعتماد سياسة قبول المعدلات الأعلى بعيدا عن الاستثناءات التي أدت الى ظهور كثير من الإشكالات والاحتقانات بين أبناء المجتمع.
كما طالب إدارة الجامعة بنشر ثقافة توعوية تبين مخاطر هذه الظاهرة من خلال عقد سلسلة من الندوات والمحاضرات وورش العمل لتعريف الطلبة بمخاطر وسلبيات العنف الجامعي وآثاره على مستقبل الطالب في حال تعرضه الى عقوبات، ما يؤثر على تحصيله العلمي ويقلل من فرص انخراطه في سوق العمل، والتشديد على عدم دخول الحرم الجامعي من ليس له علاقة رسمية بالجامعة حيث تبدأ مشاجرة باحتكاك بين طالبين لتتحول الى عنف جامعي بسبب وجود آخرين من خارج الجسم الطلابي.
مريم دبور (سنة ثالثة/ علم اجتماع وخدمة اجتماعية في جامعة اليرموك) قالت ان من أهم أسباب هذه الظاهرة تعمق ظاهرة العشائرية والجهوية التي باتت تحكم سلوكيات الكثيرين خاصة في الجسم الطلابي في الجامعات وتفشي ظاهرة الوساطة في الجامعات، ما يؤثر على معدلات الطلبة، حيث بات ملاحظا ان بعض الطلبة يحصلون على معدلات عالية لا يستحقونها في حين أن آخرين يبذلون جهودا كبيرة في التحصيل العلمي ولا يصلون الى مثل هذه المعدلات، ما يشكل لديهم إحباطا يكون بيئة خصبة لردات فعل عنيفة لأبسط الأسباب.
وقالت ان غالبية مظاهر العنف الجامعي تعود لأسباب يخجل المرء عن ذكرها وبعضها يصل الى درجة الإسفاف إذ ليس من المعقول ان تشتعل الجامعة بمشاجرة جماعية لان طالبا تحدث الى زميلته أو جلس معها على رؤوس الأشهاد لان احدهم لم يرق له ذلك بسبب القرابة التي تربطه بالطالبة لجهة الدم او السكن او غيرها من الأسباب.
ودعت دبور الى تطبيق الأنظمة والقوانين بحزم وعدم رضوخ إدارات الجامعات الأردنية للضغوطات التي تمارس من قبل النواب او ما يسمى بالمفاتيح الاجتماعية بحجج حماية مستقبل الطلبة الذين يشاركون في هذا العنف.
وقالت ان حماية مستقبل الجسم الطلابي أولى من حماية مستقبل طلبة لا يبالون هم بمستقبلهم.
رئيس قسم التاريخ في جامعة اليرموك الدكتور نعمان جبران قال انه من المعلوم أن ظاهرة العنف بين الطلبة في مراحل التعليم المختلفة أصبحت أمرا مقلقا يستدعي العمل الواعي لعلاج هذا الأمر خدمة لمستقبل الأردن المرهون بشبابه ممن هم الآن على مقاعد الدراسة بمختلف مراحلها.
ورأى أن من اللازم التنبه لأمور منها إعادة النظر بسياسات القبول الجامعي وعدم الرضوخ لقبول الطلبة كل في مدينته او محافظته بل القبول على مستوى جامعات الوطن لزيادة التلاحم والتعارف بين الطلبة من مختلف مناطق الأردن، مشددا على ان على الأسرة ان تقوم بدورها وكذا المدرسة وصولا للجامعة.
وقال ان على الجامعات التركيز على النشاطات اللامنهجية المدروسة الهادفة لزيادة الوعي الطلابي، ومراقبة الأداء في الكليات الإنسانية وتعديل خططها الدراسية بما يشغل الطلبة بما هو مفيد والابتعاد عن الفراغ المؤدي أحيانا إلى المفسدة، اضافة الى تشديد العقوبات بحق من يسببون او يشاركون في أعمال شغب والا تخضع قوانين وأنظمة الجامعات لتدخلات تحرفها عن تحقيق العدالة.
وأكد أهمية أن يكون الجسم الجامعي أساتذة وإداريين قدوة لطلابهم في التعامل الحضاري مع الطلبة وفق أسس العدالة والاحترام والاستيعاب لتطلعات الطلبة وفهم احتياجاتهم، وان يتمتع الطلبة بمزيد من الحرية التي لا تتغول على الأنظمة والتعليمات، الى جانب ضرورة أن تتعاون إدارات الجامعة وكلياتها مع عمادات شؤون الطلبة خدمة للجسم الطلابي والاعتراف بأن خدمة الطلبة وتطلعاتهم ليست حكرا على عمادات شؤون الطلبة.
ودعا الى تأهيل وتدعيم الأمن الجامعي وعقد دورات لهم خدمة للطريقة المثلى للتعامل مع الجسم الطلابي، وان تعطى الجامعة الصلاحيات لحل مشاكل طلبتها داخل حرمها الجامعي دون تدخلات من جهات قد تعقد الوصول الى حلول علمية لمشاكل الطلبة، الى جانب ضرورة أن يشعر الطالب بالحرية والاحترام والعدالة بغض النظر عن اسم عائلته او منطقته او سبب قبوله.
السلط
تعددت اسباب العنف الجامعي والمجتمعي والنتيجة واحدة…مشاكل متراكمة..اعمال عنف وتخريب… وفتن تنتشر كقطع الليل المظلم…والحلول غائبة وان وجُدت فهي غير فاعلة وتقتصر على التوقيع على وثائق وتعهدات لاتجد صدى على ارض الواقع وفي النهاية تبقى حبر على ورق.
«الدستور» التقت بمختصين وطلبة واولياء امور للحديث حول الموضوع اسبابه وسُبل الحل للخلاص من هذه الظاهرة او حتى التخفيف منها على الاقل وخرجت بالتقرير التالي:
استاذ علم التاريخ وعميد شؤون الطلبة السابق في الجامعة الاردنية ورئيس جمعية المؤرخين الاردنيين الدكتور محمد خريسات قال ان العنف الاجتماعي والطلابي اصبحت ظاهرة تعم العالم كله واصبح التمرد لدى الشباب واضحا في كل المجتمعات، وبالنسبة للمجتمع الاردني فواقع الامر يدعونا ان نميز بين العنف الطلابي والاجتماعي فالعنف الاجتماعي ناتج عن الظروف التي يمر بها المجتمع الاردني بشكل خاص والعربي بشكل عام من حيث الاحوال الاقتصادية والاجتماعية حتى المرور في الشارع قد يكون جزءا من العنف الاجتماعي وايضا العنف الذي يجري في العالم وتنشره محطات التلفزة المختلفة وكذلك تراجع الثقافة العامة وانحسارها بالثقافة المحلية بالرغم من تنوع وسائل المعرفة وتعددها في الوقت الحاضر اضافة الى كثرة متطلبات المجتمع وعدم تلبية معظمها وايضا من الاسباب التعقيدات الادارية والبيروقراطية في التعامل سواء في الدوائر الحكومية او حتى مع التاجر في السوق اما بالنسبة للعنف الطلابي فمن خلال دراسة اجريت عام 1995 وُجِدَ ان حوالي 82% من الطلبة الذين يثيرون المشاكل هم من طلبة الكليات الانسانية و 67% من هؤلاء الطلبة كان معدل الواحد منهم دون المعدل المطلوب في الجامعة اضافة الى ان اكثر من 50% منهم كان من المقبولين استثنائيا (من غير الجيش) وايضا عدم المتابعة الحثيثة من قِبَل اعضاء هيئة التدريس في موضوع الحضور والغياب وحرمان الطلبة الذين يتجاوزون المحاضرات المقررة للغياب وكذلك عملية التساهل في العلامات وتدخل الواسطة وايضا عدم ايجاد الانشطة اللامنهجية الفاعلة على سبيل المثال كان في الثمانينات يذهب الطلبة في اربع او خمس رِحَل اما الان لا يوجد هذا الامر وباعتقادي لو طُبِق النظام من حيث الحضور والغياب والتركيز على التحصيل الجامعي لدى الطالب سيقل العنف وكذلك تدخل الواسطات لصالح الطلبة مثيري المشاكل وبالتالي يشجع الاخرين على التمادي.
وبرر الخريسات ان الحل يكمن في ايقاع اقصى العقوبات (الديمقراطية لاتتنافى مع الحزم والديمقراطية هي الحزم) وعدم تدخل المجتمع في الاجراءات التي تتخذها الجامعات وعدم قبول أي طالب فُصِل من جامعة في جامعة اخرى والتركيز على اعضاء هيئة التدريس في متابعة الغياب وحرمان أي طالب ينجاوز المدة المقررة بدون عذر والتشديد في العلامات ورفض كل واسطة مهما كانت لتلك الغاية واختيار قيادات الجامعات من الاشخاص ذوي المعرفة العصرية الواسعة المدركة للتعامل مع هؤلاء الطلبة.
وعزا ناصر البقور ولي امر طالبين من الطلبة الجامعيين العنف الى قلة التوعية والتي تبدأ من البيت مرورا بالمدرسة ووصولا الى الجامعة فبعض اسباب العنف هي اسباب اجتماعية تؤدي بالنهاية الى سلوك الطالب طريق العنف وبالتالي يصبح الطالب خطرا على المجتمع بسبب تصرفاته العدوانية، مشيرا الى ضرورة تنبيه الطلبة الى مخاطر العنف اذ انها في البداية اسمها تربية قبل ان تصبح تعليما، داعيا الجامعات الى تخصيص جزء من محاضرات المدرسين فيها لتوعية الطلبة بمخاطر العنف عليهم وعلى المجتمع.
اما محمد الخرابشة صاحب مطبوعة شبابية اسبوعية تعنى بطلبة الجامعات ، فلفت الى انه من خلال مطبوعته حاول لفت الانتباه الى هذه القضية واسبابها وكيفية معالجتها.
وقال ان العنف الطلابي ينشأ من اسباب مختلفة ابرزها اسباب عاطفية (البنات) والاسباب العشائرية والنزعة العنصرية لدى بعضهم اضافة للضغوطات النفسية التي يواجهها الطالب بسبب عدم ملء وقت الفراغ بالانشطة المفيدة لهم مشيرا الى هناك الواسطة والمحسوبية التي تتدخل كثيرا في إلغاء العقوبات التي تفرض على الطلبة المتسببين بقضايا العنف. ويقول كمال قطيشات وهو ايضا ولي امر لطالبين في الجامعة ان الظروف الاقتصادية تلعب دورا كبيرا في هذه المشكلة اضافة الى ان الطلبة الذين يقبلون على القوائم الاستثنائية ومعدلاتهم اقل من المعدلات المطلوبة يكونون سببا رئيسا في تلك المشاكل وايضا وقت الفراغ الطويل بين المحاضرات يؤدي الى مزيد من الاحتكاك والمشاكل بين الطلبة فالمفروض اشغال وقت فراغهم بنشاطات لا منهجية تساهم في تعزيز الانتماء لوطنهم .
ويرى ان الحل يكمن في اعادة النظر في اسس القبول الاستثنائية ودمج الطلبة مع المجتمع المحلي بنشاطات تطوعية ينخرطوا بها ليبتعدوا عن جو المشاحنات وان يكون هناك منهاج للتربية الوطنية.
الطالب الجامعي مؤمن ابو غنمي اكد انه ومن خلال مشاهداته فان اسباب العنف الطلابي عائدة في مجملها الى العشائرية الضيقة ونظرة الطلاب الى هذا الجانب اضافة الى ان موضوع (البنات) حسب قوله يعد من اسباب العنف اذ ان كل طالب من عشيرة معينة لايرضى ان يرى قريبته تقف او تتكلم مع زميل لها من عشيرة اخرى حتى لو كان الامر بحسن نية، ويشير الى انه في كليته الجامعية (كلية رحمة الجامعية) تم تشكيل لجنة من عشرة طلاب من عشائر المحافظة يدرسون في الكلية اضافة لاثنين من اعضاء هيئة التدريس لمتابعة قضايا العنف الجامعي واتخاذ الاجراءات اللازمة حين حصول أي مشكلة من هذا النوع .
محمد العطيات طالب جامعي اكد ان اسباب العنف الجامعي لا تتعدى ما ذكر داعيا الجامعات الاردنية الى اتخاذ العقوبات الرادعة بحق كل من يساهم في اثارة المشاكل داخل الجامعة.
الزرقاء
ظاهرة العنف الطلابي في الجامعات الاردنية اصبحت من الظواهر الملفتة في المجتمع الاردني ، واحتلت حيزا وافرا من اهتمام الصالونات السياسية والنخب الاجتماعية التي لا تنفك في الحديث عن الظاهرة من حيث اسبابها ومسبباتها واثارها السلبية على النسيج الاجتماعي، وتهديدها بنسف العلاقات الاجتماعيه للمجتمع الاردني الذي طالما عرف بتماسكه وبمحبة اهله لبعضهم البعض.
وكان لبعض المختصين الاجتهاد في اجراء الدراسات للوقوف على الاسباب للعنف الطلابي في الجامعات وخلصت دراساتهم بتوصيات متعددة ، الا ان اللافت انه وحتى الان لم يصدر عن وزارة التعليم العالي اي من القرارات التي من شانها معالجة الاسباب وصولا للقضاء على الظاهرة التي اصبحت تتفاقم بين اليوم والاخر.
يقول الطالب محمد جبر من الجامعة الهاشمية لعل للعنف الجامعي مجموعة من الاسباب التي لا يمكن التعامل معها الا مجتمعة حيث تقسم هذه الاسباب الى اجتماعية واقتصادية وسياسية واخلاقية وفي مجمل تفاصيلها تجد انها تشكل البيئة المناسبة لتولد العنف بين الطلاب في المجتمع الجامعي.
ويقول المربي التربوي غازي المومني ان للعنف الطلابي جملة من الاسباب منها الاخلاقي ومنها الاجتماعي ومنها اختلاف التحصيل العلمي بين الطلبة في الجامعة الواحدة ، وبين ان الاختلاف بين الطلاب من حيث القدرة المادية والتحصيل العلمي المتفاوت يولد شيئا من التنافر الذي سرعان ما يتحول الى خلاف بين الشباب ويتطور ليولد العنف .
ولفت المومني الى ان الطلبة في الجامعات في الوقت الحالي لديهم الكثير من اوقات الفراغ التي تستغل في النقاش ومن ثم الخلاف داعيا الى ضرورة توفير البرامج والخطط في الجامعات من اجل استغلال طاقات الشباب
وقال رئيس مجلس ادارة شركة الزرقاء للتعليم الدكتور محمود ابو شعيره ان اي متابع للاحداث الاخيرة في الجامعات الاردنية لابد وان يخلص الى ان للمشكلة ابعادها وجذورها الممتده في المجتمع. ويعزو الدكتور ابو شعيره العنف في الجامعات الى جملة من الاسباب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعلمية.
ويبين في باب الاسباب الاقتصادية والاجتماعية ان التفاوت بين الواقع الاقتصادي للطلاب يخلق الفوارق بينهم الذي يتطور لاحقا الى خلاف وعنف اضافة الى ان التعصب القبلي بين الطلاب وتمسك الطالب بعشيرته حتى وهو على مقاعد الدرس من الاسباب الاساسية للعنف الجامعي، ويقول ان تمسك الطالب بالعشيرة يجعله في كثير من الاحيان غير قادر على الاندماج مع المجتمع الجامعي.
ويقول الدكتور رابح الجهني ان ظاهرة العنف في الجامعات من المظاهر التي يجب التصدي لها وبشكل مكثف من خلال البرامج والخطط الوطنية للقضاء عليها وانهائها بشكل تام، لان المجتمع الجامعي هو المجتمع الفتي الذي تعول عليه الدولة للنهوض بالمجتمع وفي جميع المجالات، واذا كان هذا المجتمع يعاني من اختلالات فانه سوف يكون غير قادر على حمل المسؤولية وسيكون له الاثار السلبية على المجتمع بدلا من الاثار الاجتماعية
وطالب الجهني بضرورة توعيه الشباب لاحترام بعضهم البعض حتى لو اختلفوا في الاراء وبيان الاثار السلبية المترتبة على العنف الجامعي والتركيز على هذه الاثار على المجتمع وعلى الطالب نفسه وتعميق معاني التعاون بنين الشباب.
معان
وقالت اخصائية علم النفس في كلية التربية بجامعة الحسين بن طلال الدكتورة منى ابو درويش انه لا يمكن النظر لعنف طلبة الجامعات والمدارس بعيدا عن سلكوهم الشخصي في منازلهم وعند اسرهم حيث يكتسب الطالب اثناء طفولته الكثير من الميزات من اسرته وينقلها معه الى المدرسة ومن ثم الى الجامعة. واكدت ان هناك خلل في معاجلة طرق التعبير عن الغضب والانفعال عند الطفل في منزله بعيدا عن توجيهه للوسائل البديلة للتعبير في ظل النظرة الاسرية للطفل وبخاصة الذكور الى جانب وجود اتجاهات متعددة في الاسرة والخلط بين هذه الاتجاهات.
واوضحت ان الجامعات ما زالت غير قادرة على صهر الفروق بين الطلبة من ناحية الجنس وتوفير اجواء المحبة والالفة والاخوة والمساواة بينهم في وقت ما زالت في مهملة في تعاطيها مع الجوانب النفسية والشخصية لحياة الطلبة.
واعتبرت ابو درويش ان الجامعات تفتقر كذلك الى الانشطة المبرمجة الثقافية والرياضية والتطوعية فيما زالت فيه سيكولوجية العقوبات في الجامعات دون المستوى المطلوب ولا تشكل رادعا لظاهرة العنف بالاضافة الى غياب الجانب الارشادي والنفسي لدى الجامعات.
من جانبه ارجع رئيس اتحاد الطلبة في جامعة الحسين محمود المعاني ظاهرة العنف الطلابي الى كثرة اوقات الفراغ التي يعيشها طلبة الجامعات في ظل افتقار الجامعات للبرامج والانشطة اللامنهجية التي تشغل الطلبة وتعنكس على متسوى تحصيله العلمي.
ودعا المعاني الى عقد المزيد من المؤتمرات الطلابية الجامعية لبحث هذه الظاهرة من قبل الطلبة انفسهم واشراكهم في وضع التصدي لهذه الظاهرة ووضع الحلول الملائمة لها للوصول الى ثقافة ترفض العنف الطلابي في الجامعات والانجرار وراءه.
واكد ان جامعة الحسين اقل الجامعات الاردنية تسجيلا لحوادث العنف الطلابي، مشيرا الى حالة المحبة والاحترام والاخوة السائدة بين طلبة الجامعة داعيا في نفس الوقت طلبة الجامعة الى التحلي بالخلاق الاسلامية الحميدة والابتعاد عن كافة مظاهر واشكال العنف والتعصب القبلي والمناطقي.
وعبرت الطالبة في كلية الادارة بالجامعة كريمان الخطيب عن رفضها وغالبية طلبة الجامعة لظاهرة العنف الطلابي واللجوء الى الوسائل غير الحضارية والمبتذلة في التعامل فيما بينهم. وقالت ان الجامعات وجدت لتكون منابر للعلم والتعلم والمعرفة والتنوير والاشعاع الفكري والثقافي وليست مسرحا لتصفية الحسابات القبلية والعشائرية بين الطلبة وفرض سطوتهم بالقوة والعنف داعية طلبة الجامعة الى نبذ كافة اشكال العنف والابتعاد عن الفوضى والانخراط فيها.
وشدد الطالب محمد الرواضية على ضرورة تحلي الطلبة بالاخلاق العربية والاسلامية الحميدة والدعوة الى التسامح والانخراط في مسيرتهم العلمية معتبرا ان ظاهرة العنف الطلابي تمس سمعة الجامعات والطلبة وتنعكس بشكل سلبي على التحصيل العلمي للطلبة.
الطفيلة
وابدي عدد من أبناء الكادر التعليمي والطلابي في جامعة الطفيلة التقنية استياءهم من ازدياد ظاهرة العنف الجامعي بصورة عامة في الجامعات وما يترب علية من إحداث مؤسفة وفقدان الثقة بين الادارة الجامعية والطلبة ونظرة المجتمع المحلي باستغراب واستهجان.
واجمع عدد من طلبة الجامعة التقنية مهند احمد سمور وخالد سالم وعلي السعودي وزيد القرعان ومحمد العمريين على أن ظاهرة العنف الجامعي أصحبت دخيلة ومرفوضة على مجتمعنا المحافظ في بعض جامعاتنا الأردنية من خلال احتدام الطلبة وخلق جو من الفوضى بقدر ما يؤشر على فشل اجتماعي عميق يتعلق بمخرجات البنية الاجتماعية التي ما تزال تعمق مفاهيم خاطئة قائمة أحيانا على التمايز في نوعية التكوين الاجتماعي.
واشاروا الى أن مسؤولية النظام التعليمي يفترض أن يكون قادرا ضبط السلوك الجامعي كي لا يفكك الانتماءات الضيقة التي تتوسع على حساب تراجع مكانة المواطنة الصالحة.
واكد الدكتور خالد السعودي أن أسباب العنف الجامعي ناتج عن العصبيات والحزبيات الضيقة والظروف الاقتصادية تلعب دورا كبيرا في خلق أجواء غاضبة تنعكس مباشرة من داخل الأسرة وما يرافقها من المشاكل الأسرية كما أن البعد عن الاهتمام بالدارسة الجامعية وعدم التفرغ لها ساهم في معادلة غير متوازنة في التوفيق بين الطالب والجامعة.
ويري السعودي أن المناوشات الطلبة في الجامعات عملية سلبية تقيس مستوى تطورنا الاجتماعي الحقيقي، وتظهر ما يختزن في التكوين المجتمعي من أمراض وعلل تعبر عن سيادة أحوال الماضي في حياتنا الحاضرة ، المؤسسية التي كان يجب أن تفضي إلى خلق وعدم الاحتكام إلى القانون بوصفة الوسيلة الناجعة لحماية الحقوق والحريات العامة وقد مكن هذا الحال من إنتاج الإنسان السلمي في المجتمعات الغربية وتم إخلاء هذه المجتمعات من العنف، لصالح مؤسسات أمنية قوية ترعى الصالح العام.