“تعب المواطن من الشعارات”، بهذه الجملة البليغة بدأ الملك كلامه مع مجموعة منظومة النزاهة الوطنية، رسميين وأهليين، وأضاف بكلام مختصر بليغ: هناك غياب للعدالة، والناس تريد للفاسد أن يُعاقب، فشعبنا يستحق الوضوح والصراحة والشفافية.
كانت هناك كلّ السلطات، بما فيها الرابعة وهي الصحافة، والخامسة وهي المجتمع المدني، وبدا وكأنّ هناك اعترافاً من الجميع بأهمية العودة للعمل الجاد لمحاربة الفساد، فهو الآفة التي تنخر في المجتمعات وتُعمّق الهوّة بين الطبقات، وتُبعد عنا الحياة الطبيعية، وتُدمّر الاقتصاد، وتُفقدنا الثقة التي حصلنا عليها بعمل عشرات السنوات.
رئيس الحكومة وعد بالمتابعة، ووجهة نظره أننا لسنا بحاجة لقوانين كثيرة، بل تفعيل القوانين الموجودة، والتعديل عليها، وتعزيز قدرات المؤسسات المعنية، وقد تكون هذه بداية جيدة للعمل من جديد على استعادة ثقة الشعب الذي كما قال الملك يستحق منّا نحقق له الصراحة والشفافية.
محاربة الفساد عملية صعبة، ومعقّدة، ولكنها ليست مستحيلة، وإذا تحققت الإرادة السياسية على كلّ المستويات نكون قد وضعنا أقدامنا على الطريق الصحيحة، وكما عوّدتنا التجارب فلن نُبالغ في التفاؤل، ولن نبني حجم توقعات ضخمة، ولكننا سنقترح تأسيس مركز وطني لمحاربة الفساد يضمّ كافة الأطراف المعنية، ليشكّل المرجعية الأخلاقية التي يكون لتقاريرها الدورية موثوقية عند الناس، بشرط أول وأخير: أن تكون مستقلة بشكل كامل.
الدستور