سجلت دورة الألعاب الرياضية العربية الثانية عشرة والتي تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة المزيد من الأرقام القياسية التي ستجعلها من أنجح وأفضل الدورات العربية على الإطلاق منذ إقامتها لأول مرة في عام 1953 بجمهورية مصر العربية.
ولعل استضافة الدوحة لهذة التظاهرة الرياضية العربية، هو الذي أعطاها صك النجاح قبل أن تنطلق رسمياً، لأنها اعتادت على تنظيم واستضافة مختلف الأحداث الرياضية الهامة، والتي كان آخرها دورة الألعاب الآسيوية في 2006، وكأس آسيا لكرة القدم 2010، والكثير من البطولات الرياضية الأخرى التي لا يتسع المجال لذكرها.
وبالعودة إلى دورة الألعاب العربية فإن النسخة الحالية التي تقام بقطر شهدت تسجيل أرقاما قياسية عديدة، فللمرة الأولى يقام "أولمبياد العرب" في منطقة الخليج بعد أن كان حكراً على الجزائر ومصر وسوريا والمغرب وسوريا.
وتشهد النسخة الحالية المشاركة الأكبر في تاريخ الدورات العربية، حيث يشارك حوالي 6 آلاف رياضي ما بين لاعبين ومدربين وإداريين وحكام، يمثلون 21 دولة عربية باستثناء سوريا التي اعتذرت عن المشاركة لأسباب سياسية، وتشارك مصر والجزائر والعراق بالبعثة الأكبر في تاريخ مشاركاتهم بالدورات العربية.
واعتمدت اللجنة المنظمة في الدوحة 33 لعبة رياضية وهو أكبر عدد من المسابقات تشهده الدورة، بعد أن شهدت الدورة الماضية في مصر 32 لعبة.
وللمرة الأولى في تاريخ الدورات العربية التي أقيمت على مدى السنوات الماضية يمكث الرياضيين في قرية رياضية على غرار الدورات الآسيوية والأولمبية والتي تقع في منطقة "الوكير" جنوب شرق الدوحة وتبعد حوالي ربع ساعة عن مطار الدوحة.
ولم يسبق في جميع الدورات العربية أن تم منح أصحاب المراكز الثلاثة الأولى جوائز مالية قيمة كالتي خصصتها قطر في هذه الدوحة، حيث يحصل الحائز على الميدالية الذهبية في الألعاب الفردية على جائزة نقدية قدرها 5000 دولار، مقابل 3 ألاف لصاحب الفضية و2000 دولار لصاحب البرونزية، وستحصل اللجنة الاولمبية التي ينتمي إليها الرياضي الفائز على ذات المكافات .
وفي الألعاب الجماعية، ينال الفريق الحائز على المركز الأول جائزة قدرها 50 الف دولار، مقابل 30 و20 الفا لصاحبي المركزين الثاني والثالث على التوالي، وستحصل اللجنة الاولمبية التي ينتمي إليها الفريق الفائز على الجائزة ذاتها أيضا.
وعلى صعيد منافسات الفرق في الألعاب الفردية، ينص نظام مكافآت الدورة على أن يحصل كل لاعب ضمن الفريق الحائز على المركز الأول والميدالية الذهبية على مبلغ 3 ألاف دولار، والثاني على ألفين والثالث على الف دولار، وتنال الجان الاولمبية واللاعبين نفس المبالغ.
ويحصل الرياضي الذي يحطم الرقم القياسي العربي على مبلغ قدره 5000 دولار، وستحصل اللجنة الاولمبية التابع لها اللاعب على ذات المبلغ . وتمنح جائزة أفضل رياضي في الدورة للاعب الحاصل على اكبر عدد من الميداليات ، وينال اللاعب 70 الف دولار، بخلاف تكريمه من الشركات الراعية.
ويأتي هذا المسعى القطري لرفع مستوى وقيمة المنافسات وأداء الرياضيين واللجان الوطنية المشاركة وحثهم وتحفيزهم على التمثيل المشرف وتقديم أفضل ما لديهم خاصة إن الدورة ستسبق دورة الألعاب الاولمبية الصيفية المقرر إقامتها في لندن صيف العام المقبل.
وأما بالنسبة للتواجد الإعلامي فإنه الأكبر في تاريخ الدورة كذلك، نظراً لتواجد أكثر من 1700 إعلامي من صحفيين ومعلقين ومذيعين ومصورين يمثلون مختلف وسائل الإعلام العربية المقرؤة والمرئية والمسموعة، كما أن الدورة تحتل نصيب جيد من الإهتمام الإعلامي في الصحف والقنوات الرياضية الذي ربما يكون الأكبر نظراً للتنظيم الرائع المصاحب للدورة.
وفي سابقة هي الأولى من نوعها فإن ذوي الإحتياجات الخاصة شاركوا لأول مرة في حفل الافتتاح وذلك لدمجهم في المجتمع وإزالة الإحساس بالعزلة عنهم.
وبالإضافة إلى كل ذلك فإن الاتحاد الدولي للسباحة وافق على أن تكون الأرقام التي يحققها السباحون العرب مؤهلة للمشاركة في أولمبياد لندن 2011 وهو ما يحصل للمرة الأولى، حيث تحرص قطر مع باقي الاتحادات الرياضية لتحقيق نفس الهدف عندما قامت بدعوة عضو واحد من كل اتحاد دولي للعبة المعتمدة في الدورة ليكون موجوداً في اللجان الفنية ويطلع على مستويات وإمكانيات اللاعبين.