“الفوشطة”, وتلفظ foshta هي أحد المفاهيم التي صاغها أهل الرمثا منذ عقود طوال للتعبير عن حالة الفراغ بين مجلسين بلديين, ومع أنه لا يوجد جذر لغوي لهذا لمصطلح غير أنه من الواضح انه يكتسب معناه من اجتماع أحرفه معاً في كلمة واحدة.
في “الفوشطة” يسود سلوك من الفوضى وغياب المحاسبة في شتى الشؤون المتعلقة بنشاط البلدية, وتستمر لحوالي ثلاثة شهور قبل الانتخابات وحوالي الشهرين بعدها, مع وجود فترة ذروة تكون مع اقتراب يوم الانتخابات ذاته.
في هذه الفترة يتردد المجلس القائم عن محاسبة المواطنين سعياً الى كسب أصواتهم في الانتخابات المقبلة, كما يتردد المجلس الجديد عن المحاسبة حتى لا يكون التناقض فجاً, بين موقفه أثناء الحملة الانتخابية وموقفه بعد الفوز.
اليوم تعيش البلد بمجملها حالة “فوشطة” عامة, فحتى في العاصمة لا تعرف الأمانة ما هو وضعها ونطاق مسؤوليتها الحقيقي, فهناك قرارات صدرت ولم تستكمل بخصوص فك ودمج بعض المواقع التي تشكل من حيث المساحة حوالي نصف العاصمة, والأمر ذاته يتكرر في شتى المدن الكبيرة والصغيرة.
بحسب قرارات لجنة الدمج والفك التي وافقت على حوالي ثلثي الطلبات ورفضت الباقي, من المتوقع أن الفوضى ستستمر ومن المحتمل عودة موجة الاحتجاجات.
يحصل ذلك في ظل كلام كثير عن تطوير فكري ومفاهيمي فيما يتعلق بالحكم المحلي, وأرجو أن يسمح لي “الرماثنة” بتقديم مصطلح “فوشطة” كإسهام في هذا التطوير.
العرب اليوم