عمون - كمبالا، أوغندا ـ وكالات ـ تعرض عدد من رؤساء الدول الأفريقية إلى اعتداءات ولكمات وضرب بالأيدي والأرجل ، أثناء مشاجرة وقعت بين مجموعة من الحرس الخاص للرئيس الليبي معمر القذافي من جهة،وبين حرس الرئيس والأوغندي يوري موسيفيني، وذلك عقب احتفال بمناسبة "المولد النبوي" في العاصمة الأوغندية كمبالا ، بعد ان أفتتح فيه مسجدا هو الاكبر في افريقيا، وبدأ بناءه في عهد الرئيس الاوغندي الاسبق عيدي أمين دادا في مطلع السبعينات.
و بدأت المشاجرة كما أوردتها الأنباء، أثناء افتتاح مسجد جديد تم بناؤه في العاصمة الأوغندية، يُعد أكبر مسجد في منطقة الصحراء الأفريقية، بحضور نحو 11 رئيس دولة وحكومة أفريقية، يتقدمهم القذافي وموسيفيني.
وبعد أن قام الزعيمان معاً بإطلاق إشارة بدء الاحتفال، قام حرس الزعيم الليبي بدفع حراس الرؤساء الآخرين بعيداً عن مدخل المسجد، لإفساح الطريق أمام القذافي ليكون أول من يدخل المسجد بعد افتتاحه رسمياً ، وتم طرد حراس الرئيس الأوغندي أيضا من جملة المطرودين بالعصا الليبية .
وما لبث الأمر ان تحول خلال دقائق قليلة إلى اشتباك بالأيدي والأرجل، ليصل الأمر الى قيام حراس كلا الجانبين بإشهار أسلحتهم كل في وجه الآخر، ما دفع حراس باقي الرؤساء الأفارقة إلى إشهار مسدساتهم أيضاً.
وخلال المشاجرة تعرض الرئيس الاوغندي موسيفيني إلى دفعة قوية من جانب أحد حراس الرئيس الليبي، كادت تسقطه أرضاً، إلا أنه لجأ إلى الاستناد على حائط المسجد لتفادي السقوط تحت أقدام المتصارعين.
كما تعرض الرئيس الرواندي، بول كاغامي، هو الآخر، لدفعة قوية من جانب أحد حراس القذافي أيضاً، أفقدته اتزانه، ولكن حراسه تمكنوا من الإمساك به قبل أن يسقط على الأرض.
أما رئيس وزراء تنزانيا، ميزنغو كايانزا بيتر بيندا، فقد كان أسوأ حظاً، حيث سقط نتيجة تعرضه لدفعة قوية من جانب أحد الحراس، أثناء محاولته خلع حذائه لدخول المسجد، ولم يُعرف ما إذا كان الحارس من فريق القذافي أم من حراس رئيس أفريقي آخر.
أما باقي الرؤساء الآخرين فقد آثروا الابتعاد عن "حلبة الصراع" التي نُصبت أمام المسجد، فيما قام أفراد حراستهم بإشهار مسدساتهم استعداداً لأي طارئ، وهو الأمر الذي تسبب في حالة من "الهلع"، لدى آخرين، بينما بدا رؤساء الصومال وجيبوتي وبورندي، وقد أحاطت بهم المسدسات من كل جانب.
وأسفرت المشاجرة التي استمرت قرابة ست دقائق عن إصابة عدد كبير من الحراس بجروح مختلفة، منهم 12 على الأقل كانت الدماء تنزف منهم.
وتبادل مسؤولو المراسم البروتوكولية في كل من ليبيا وأوغندا الاتهامات بشأن هذه المشاجرة، حيث قال مسؤول ليبي لنظيره الأوغندي: "ما هذا الذي يقوم رجالكم بعمله؟ هل تريدون قتل زعيمنا"، في إشارة إلى القذافي.
ورد عليه المسؤول الأوغندي، طلب عدم ذكر اسمه، صارخاً في وجهه: "لماذا تعتقدون دائماً إنكم أفضل منا؟ ماذا يجعلكم تعتقدون أن أوغندا لديها نوايا سيئة تجاه القذافي؟"
وأضاف المسؤول الأوغندي أن حراس الرئيس موسيفيني كانوا يقومون بآداء واجبات وظيفتهم، ليس لتأمين الرئيس فقط، بل لتأمين جميع الرؤساء الضيوف ورؤساء الوفود الأخرى، باعتبار أن أوغندا هي الدولة المضيفة لهم.
وبعد انتهاء المشاجرة، أُقيمت الصلاة داخل المسجد الذي يتسع لنحو 17 ألف شخص، حيث قام الزعيم الليبي بإمامة المصلين ، قبل ان يلقي خطبة ندد فيها بالتعجرف الغربي ضد الاسلام ، ...
جدير بالذكر ان بناء المسجد المذكور الذي يوجد على تل مرتفع في قلب كبمالا، استغرق بناءه نحو 36 عاماً، حيث كان قد تم البدء في بناءه منذ عام 1972، في عهد الدكتاتور الأوغندي السابق عيدي أمين.