اكّد نقيب المهن التمثيلية اشرف عبد الغفور ان "الفن سيظل مهنة الفنانين المصريين .. منارة في الشرق .. أياً كان نظام الحكم وأياً كانت التغييرات السياسية". ويقول عبد الغفور ذلك رداً على ما اثير مؤخراً حول نية عدد من الفنانين المصريين الهجرة خارج البلاد، إما هرباً من حالة اللاستقرار، أو من صعود التيارات الإسلامية لحكم البلاد، وقيل إن الفنانة سماح أنور هاجرت الى الكويت، وهي البلد التي قصدها أيضاً الفنان طلعت زكريا هرباً، بحسب البعض، ممن يعتبره من فلول النظام السابق، بسبب دفاعه عن الرئيس السابق حسني مبارك. كما تردّدت أنباء عن نية فنانين آخرين لمغادرة البلاد، هرباً من تدهور أوضاع الفن بعد الثورة، وما تلاها من ظهور تيارات متشدّدة على الساحة. اكّد النقيب لصحيفة "السفير"، بإعتباره مسؤولاً عن حماية الفن والفنانين في مصر "أن حماية الفن والفنانين هي من أهم أولويات العمل النقابي، مشيراً الى انه "لا أعرف لماذا سارت الأمور في هذا الاتجاه؟! لا ينبغي أبداً استباق الأحداث لعدد من الأسباب: أولها أن المرحلة الأولى لا تلخص كل الانتخابات، وبالتالي فصعود ا"لإخوان المسلمين" في تلك المرحلة لا يعني أنهم أو السلفيين مثلاً سيشكلون أغلبية في البرلمان المقبل. ثانياً لم يصدر تصريح واحد عن تلك التيارات يوحي بتقليم أظافر الفن، بالعكس فالإخوان صرحوا بأنهم سيؤسسون شركة إنتاجية فنية لإنــتاج مسلسل وفيلم عن حياة حسن البنا من وجهة نظرهم، رداً على ما ذكره وحيد حامد في مسلسل "الجماعة". وأضاف: "لا أتصوّر أبداً أن الإخوان الذين انخرطوا في الحياة السياسية منذ عشرات السنين، ولهم باع طويل في الاستثمار والتجارة والصناعة، يتعاملون مع الفن بشكل رجعي، وبالتالي فكل ما يُقال حالياً من تلويح بتحجيب الفن وتقليم أظافره، هو عبارة عن افتراضات واستباق للأحداث، وقد يكون هؤلاء الناس براء من كل ما يُقال". وعن موقف الفنانين من تطورات الحياة السياسية في مصر يقول عبد الغفور: "محدش هيسيب مصر من الفنانين، سماح أنور سافرت من أجل مهمة فنية وستعود، وكذلك طلعت زكريا. والفنان لديه أفق أوسع بكثير من أن يترك وطنه ويهاجر. وأياً كانت الحالة السياسية ونظام الحكم، فإن الفن المصري الحديث له ذاكرة عمرها أكثر من مئة عام. وإذا كان قد مرّ بفترة من التراجع فهذا مرتبط بتردّي حال المجتمع ككل. وحين يستردّ المجتمع عافيته سينعكس ذلك على الفن، لتعود لمصر الرائدة فنياً، وتصبح بحق "هوليوود الشرق". ويستدرك بقوله: "وحتى لو وصلت تيارات متشددة إلى الحكم، وضيّقت الخناق على الفن، فلن يهرب الفنانون، بل سينتزعون بكل السبل حريتهم في التعبير، وحرية فنهم ما يعكس حال مجتمعهم".