فازت الزميلة حنان خندقجي من راديو البلد بالمركز الأول عن فئة التحقيقات الإذاعية في مسابقة افضل تحقيقات استقصائية عام 2011 التي أعلنت مساء الأحد تحت عنوان جوائز “ربيع العرب”.
وفازت الزميلة عن تحقيق كشفت فيه أسباب وخفايا تعرض منتسبين إلى مراكز تعليم وإيواء خاصة لاعتداءات جنسية، ضرب وإساءات لفظية.
وقررت اللجنة الاكتفاء بالجائزة الأولى لأن فئة الإذاعة وصلها أربع ترشيحات فقط، على ما أعلنت شبكة “أريج”.
وتقاسم صحافيون من مصر، الأردن، العراق، لبنان وفلسطين الجوائز حيث حصدت الزميلة رائدة حمرة، مراسلة قناة رؤيا الأردنية الخاصة، الجائزة الأولى ضمن فئة الصحافة المتلفزة، عن تحقيق تناولت فيه تحايل مصانع كبرى في بلدة الهاشمية قرب الزرقاء على شروط الترخيص وتهربها من استحقاقات خدمة المجتمع المحلي، وبالتالي تعميق إفقار بلدية الهاشمية المديونة.
وحل في المركز الثاني الزميل زهير طميزة، من وكالة معاً للأنباء في فلسطين، الذي كشف كيف ان غياب المساءلة وتعدد المرجعيات يعمقان الأخطاء الطبية في مستشفيات الضفة الغربية. وجاءّ في المركز الثالث اللبناني ابراهيم الدسوقي من عن تقرير بثته قناة “الجديد” اللبنانية عن فوضى وإهمال في قاعات المحاكم وأقبية قصر العدل يساهمان في عرقلة إجراءات التقاضي لعقود.
في فئة الصحافة المكتوبة، تقاسمت الجائزة الأولى العراقية ميادة داوود، والمصريتان مروى ياسين ومها البهنساوي. تحقيق داوود كشف كيف أن ضعف القانون وعجز الحكومة يدفعان المشردين للانخراط في غياهب العنف والانحراف والجريمة، فيما كشفت ياسين والبهنساوي في يومية “المصري اليوم” غشا فاضحا في أحد أكبر مصانع تعليب لحم اللانشون، تمثل في استخدام مخلفات المنتجات الفاسدة والمرتجعة وإعادة تدويرها.
المركز الثاني احتله العراقيان سامان نوح وموفق محمد عن تحقيق انساني حاولا من خلاله إطفاء محرقة النساء في كردستان، حيث تلجأ فتيات لإحراق أنفسهن هربا من القهر والتسلط. وفاز بالمركز الثالث الصحافيان المصريان علي زلط ومحمد الخولي عن تقرير نشرا من خلاله تلوث ملابس مسرطنة في أسواق مصر بسبب استخدام أصباغ كيمائية محظورة دوليا.
ومنحت الشبكة، استثنائيا هذا العام، جائزة الربيع العربي الكبرى، التي فاز بها المصريان هشام علّام وأحمد رجب عن تحقيق أضاءا من خلاله دهاليز هروب نزلاء سجن المرج خلال الثورة المصرية، التي أطاحت بنظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك شباط/فبراير الماضي.
سلّم الجوائز على الفائزين في حفل عشاء رئيس مجلس الأعيان الأردني طاهر المصري، بحضور عدد من المسؤولين الأردنيين وكبار الصحافيين في العالم العربي.
وفي كلمة مقتضبة ألقيت بالإنابة عنه، دعا رئيس لجنة الاختيار يسري فوده – نائب رئيس إدارة “أريج” الذي غادر عمان قبل حفل الختام المتابعة برنامجه الحواري عبر قناة أون تي في، الفائزين إلى أن “يتخذوا من الجوائز وقودا لصباح أكثر اكتمالا”. واعتبر أن الإبداع على طريق الاستقصاء “خطوة واحدة على طريق طويل، من لا يفهم معناها تدوسه أول ما تدوس”.
وبعد أن خاطب هذا “الجيل الذي يجبر بالحق كل دكتاتور أينما كان على أن يخضع للمحاسبة.. الجيل الذي يصنع التاريخ بصناعة المستقبل”، شجع فوده الذين لم يحالفهم الحظ بالقول: “لا تحزنوا، فحتى نحن ما نزال نتعلم”. ثم تساءل: “كيف نقدّر ما تفعلون في ظروف قاسية. يوما ما ستكونون في مكان ما، في ظروف ما، على قارعة الطريق، وسيقترب منكم أحدهم كي يقول لكم: شكرا.. وهذه هي جائزتكم الحقيقية”.
إعلان الجوائز جاء في ختام ثلاثة أيام من الجلسات، النقاشات، وورش العمل تطرق فيها نحو 250 مشارك إلى التحديات والفرص أمام الصحافة الاستقصائية في زمن الثورات، التي أسقطت أربع رؤساء دول وغيرت ملامح أنظمة عديدة في المنطقة منذ مطلع العام الحالي.
وتدعم شبكة “أريج” منذ تأسيسها في عمّان سنة 2005 الصحافيين العرب الراغبين في تقصي ونبش خفايا ملفات تهم المجتمعات، من أجل تعزيز مبادئ المساءلة والحاكمية الرشيدة في منطقة قيد التحول.