هذه العبارة خرجت من حنجرة شابة اردنية من أصل فلسطيني،، كلماتها الثلاث وقعت بردا وسلاما على قلبي بينما كنت انتظر دوري في مكتب مساعد مدير عام دائرة المتابعة والتفتيش، أحمل أوراقي طالبا السماح لي بالسفر الى القدس عن طريق جسر الملك حسين بدلا من المعبر الشمالي او ما يعرف بالشيخ حسين.
الشابة المذكورة على ما اعتقد جاءت تراجع دائرة المتابعة والتفتيش لتثبيت جنسيتها الأردنية على ضوء الإجراءات المتبعة في هذه الدائرة.
الذي دفعني للكتابة في هذا الشأن هو قول تلك الشابة ان جنسيتها تعادل روحها، لا أخفي سرا اذا ما قلت ان تلك العبارة قد اثلجت صدري، وجعلتني انظر باحترام وتقدير بالغين الى قائلتها، مكبرا فيها حسها الوطني وصادق انتمائها للأردن هذا البلد الطيب الذي يضمنا في حضنه الدافئ، فيه وجدنا الكرامة والأمان ولقمة العيش الكريمة، ما يستوجب على كل فرد يعيش على ثراه الطيب ان يفكر ألف مرة قبل ان يقدم على أي عمل طائش أو غير محسوب من شأنه ان يسيء الى سمعته أو يعطل مرافقه ويضر بمصالحه.
هذا الموضوع يقودنا الى الحراك الشعبي الواسع المطالب بالاصلاح، رأس الدولة هو المبادر قبل الجميع داعيا لعملية اصلاحية شاملة، كافة كتب التكليف التي يوجهها الى رؤساء الحكومات المتعاقبة تشدد على ضرورة اجراء تغييرات تقود الى اصلاحات حقيقية وملموسة في كافة مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ومحاربة الفساد اينما وُجد، لكن وللاسف نُفاجأ بقوى الشد العكسي تعمل على تعطيل عجلة الاصلاح، اضف الى هؤلاء التحركات الغوغائية التي لا تحمل مشروعا لإصلاح مهما كان حجمه، بل هي اشبه بجعجعة دون طحن، وهي عامل آخر من عوامل التعطيل سواء كانت ناتجة عن جهالة أو عن حسن نية سيّان أيا كانت وسيلتها او غايتها فلم تزد الطين الا بلّة.
خدمة الأوطان لا تؤتي أُكُلها الا اذا كانت ضمن مسيرة منظمة تدرك بدايتها وتعي هدفها وتختار أدواتها بعناية وتوظفها بأساليب علمية غايتها المصلحة العليا للوطن بكافة مكوناته من أفراد وجماعات تملك قناعة كقناعة تلك الشابة ان كل ذرة تراب من ثرى هذا الوطن تعادل الروح، وعليه فهل نستخلص العبر مما يدور حولنا وندرك اننا ما زلنا في نعمة غير متاحة لغيرنا ؟
الرأي