قال شيخ الاسلام ابن القيم - رحمه الله تعالى - في نونيته :
وسل العياذ من التكبر والهوى ... فهما لكل الشر جامعتان
وهما يصدان الفتى عن كل طرق ... الخير إذ في قلبه يلجان
فتراه يمنعـه هواه تارة ... والكبر أخرى ثم يشتركان
والله ما في النار إلا تابـع ... هذين فاسأل ساكني النيران
والله لو جردت نفسك منهـما ... لأتت اليك وفود كل تهان
قال الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله تعالى - في شرح هذه الأبيات :
نعوذ بالله من التكبر والهوى ، سل العياذ من التكبر ، يعني الإنسان إذا تكبر والعياذ بالله ، والكبر كما حده النبي عليه الصلاة والسلام : هو بطر الحق وغمط الناس ، يعني رد الحق واحتقار الناس ، إذا ابتلي الإنسان بهذا مع الهوى ، فإنه يقول ابن القيم : هما لكل الشر جامعتان ، تقول : اللهم إني أعوذ بك من الكبر والهوى .
وهما يصدان الفتى عن كل ... طرق الخير إذ في قلبه يلجان : يعني إذا ولج الكبر والهوى في قلب الإنسان صداه عن كل طرق الخير ، نسأل الله العياذ من التكبر والهوى ، فتراه يمنعه هواه تارة ، والكبر أخرى ثم يشتركان ، يعني أحيانا يمنعه الهوى ، وأحيانا يمنعه الكبر ، وأحيانا يمنعه الهوى والكبر جميعا .
والله ما في النار إلا تابع هذين ، وهما الكبر والهوى ، فاسأل ساكني النيران .
والله لو جردت نفسك منهما ... لأتت إليك وفود كل تهان
نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من التكبر والهوى . اهـ .