تستمرُّ محاولات سكان بعض القرى الحدودية في الأراضي السورية، بقطع الحدود باتجاه الأراضي الأردنية قصراً، فيما يُعرفُ بحركة نزوح هرباً من القتل أو الاعتقال، في وقت تكثف فيه دوريات مراقبتها للحدود التي تمتدُّ بين البلدين على نحو 100 كم.
ولم يحدّ زرعُ الألغام على الشريط الحدودي الممتد من درعا المقابلة للواء الرمثا وحتى نهاية محافظة نصيب السورية المقابلة لمحافظة المفرق، من محاولات النزوح، رغم المخاطر الجسيمة، وفقَ مواطنين سوريين قدموا إلى المملكة.
وتشهدُ مناطق واسعة في الجمهورية السورية اضطرابات منذ شهر آذار (مارس) الماضي، أسفرت عن مقتل نحو 3.500 سوري وفقَ تقديرات الأمم المتحدة.
ومع تزايد نزوح السوريين من المناطق المضطربة، خصوصا مدينة درعا التي أطلقت شرارة الثورة السورية، أعدَّت الحكومَةُ الأردنية بالتعاون مع منظمات دولية مخيَّماً للاجئين السوريين، بيد أنَّ تجهيزه لم يُستكمَلْ بعد. وحدِّدَت الأرض التي تتراوح مساحتها 25 دونما في منطقة رباع السرحان ضمن حراسة مشدَّدة من قبل الأجهزة الأمنية الأردنية، وفقَ ما أشار إليه رئيس الجمعية الخيرية لإغاثة اللاجئين العرب إبراهيم الحسبان.
ويُبيِّنُ الحسبان لـ “الغد” أنَّ الحدودَ البريَّةَ تشهَدُ حركَةَ نزوحٍ يوميَّةٍ لعائلات وأفراد من المناطق السورية، مشيرا إلى أنَّ بعضهم جرحى أصيبوا خلال المظاهرات المناوئة للنظام السوريِّ، غير مستبعد أن يكونَ من بينهم جنودٌ منشقون.
ويقولُ إنَّ أفراداً من النازحين كانوا مصابين برصاص الأمن السوري، بينهم اثنان كانا مصابين بالقدم وآخرون في البطن، تلقوا العلاج اللازم في مستشفى المفرق الحكومي “بعد وساطات شخصية”، مطالباً الجهات المعنية بتسهيل العلاجات للسوريين في المستشفيات الحكومية.
ومع تزايد أعداد النازحين السوريين بشكل يومي إلى الأراضي الأردنية، إلا أنَّ نواقص كثيرة يحتاجها النازحون لم تتوفر بعد، وتضع منظمات الإغاثة الدولية، ومنها على وجه الخصوص المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، أمامَ مسؤوليات كبيرة، وفقَ الحسبان.
ويُبيِّنُ، في السياق ذاته، أنَّ الجمعيَّةَ الخيريَّةَ لإغاثة اللاجئين العرب تقوم بشكل دوري في تخصيص يوم طبِّي كلَّ أسبوعين، لافتاً أنَّ أطفالاً سوريين يحتاجون للرعاية الصحية من فحوصات وعلاجات على نفقة الجمعية.
ويعاني اللاجئون السوريون من البرد القارس حيث لا يمتلكون المدافئ والغطاء الذي يأويهم من برد الصحراء في ليل المفرق. ويدعو الحسبان القطاعَ الخاص إلى تقديم الدعم العينيِّ والماديِّ لهم، الى حين أن تسارع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في تقديم الرعاية الواجبة لهم، وفق الحسبان والعديد من السوريين. وتُقامُ بمحافظة المفرق خيام بأعداد قليلة لم تأخذ بعدُ شكلَ المخيَّمِ، يقطنُ بها سوريون تمكَّنوا من الفرار عبر الحدود، طلباً للأمن.
ويزيدُ عدد العائلات السورية في محافظة المفرق على 800 عائلة، موزعين على قرى المنصورة وزملة الأمير غازي والحمرا والزعتري والمنشية. ويرتفعُ العدَدُ في محافظة إربد التي تطلقُ فيها صافرات الإنذار من قبل اللجان الشعبية من أجل المسارعة في تقديم المساعدات الطبية والغذائية التي يحتاج إليها السوريون المقيمون في شمال المملكة.
ويعمَلُ أهالي ووجهاء الشمال على تأمين وتشغيل السوريين النازحين في مزارع الزيتون لمساعدتهم ودمجهم بالمجتمع المحلي، حيثُ يعملُ العديد منهم في أعمال مهنية حرة بمحافظة إربد.