دائما نسمع أن ليدي غاغا تستمد أغانيها وعروضها من مادونا، ولكن الحقيقة غير ذلك، فدوللي بريتون هي التي يجب أن نوجه لها الفضل فيما عليه ليدي غاغا حاليا.
في ذلك الوقت يشحذ معجبي مادونا كل أسلحتهم لقيادة هجوم مضاد على غاغا، وتبدأ الاتهامات من تقليدها لمادونا في كل أغانيها واستعراضتها وحتى أزيائها، والحقيقة أن مادونا وغاغا تتنافسان بالفعل، لكن هناك أسطورة غناء شقراء أخرى من الواضح أن غاغا تقتبس منها كل شيء، وهي دوللي برتون.
النجمتان التقيتا بالفعل بالصدفة في حفل توزيع جوائز الغرامي في دورتها الأخيرة، عندما تم تكريم دوللي عن مسيرتها الفنية الطويلة في عالم الموسيقى، حيث اشتهرت دوللي كمطربة وملحنة ومؤلفة أغاني وممثلة وبائعة شعر مستعار، لكن غاغا حرصت أن تسرق الأضواء بظهورها بفستان بلاستيكي بشكل بيضة صفراء.
عندما أطلقت دوللي أول أغنية منفردة لها في عام 1965 استطاعت أن تنال شهرة واسعة في عالم موسيقى الريف وصارت منذ ذلك الوقت من أكثر الفنانين تميزا في هذا المجال، وأصبح لها أداء خاص جعل الجمهور يعشقها لأنها تساعده على الضحك معها طوال الوقت، وهذا يدل على ذكائها الشديد في كيفية كسب الجمهور، بجانب ذلك يظل جمالها وأنوثتها علامة أخرى في مشوارها الفني، فلا ينسى الجميع وجهها الذي وُضع على أشهر علب كريمات البشرة، دوللي تعتمد دائما على وضع ماكياج صارخ وهو مايميزها عن غيرها من النجمات، بجانب حواجبها التي تحرص على رسمها فوق عيونها بمسافة كبيرة وقريبة جدا من منبت شعرها.. وهو ما صار أمرا يميزها.
من جهة أخرى، غاغا تحب أن تجذب الأنظار بظهورها بشكل صارخ وغريب طوال الوقت (أحيانا بشكل يفزع لمعجبيها)، والاثنتان تتشاركان في فكرة الظهور بشكل ملفت وصادم، وهناك منافسة خفية بينهما في هذا المجال.
غاغا اشتهرت كعازفة بيانو بارعة، ولكنها لا تصل لبراعة دوللي في العزف على الجيتار والبيانو والدرامز والبانجو، ولم يقف أما عزفها كونها سيدة تقف على المسرح تعزف وتغني، ورغم أن دوللي لم تتعلم قراءة وكتابة النوتة الموسيقية إلا أنها قامت بتلحين 5000 أغنية، الكثير منها يعتبر من الكلاسيكيات سواء في موسيقى الريف أو البوب، الجميع يعرف أن أشهر أغانيها I Will Always Love You قامت ويتني هيوستن بسرقتها وغنائها في التسعينيات، وحتى الآن لا يعرف أحد إذا كانت فعلت ذلك عن عمد أم لم تكن تعرف بغناء دوللي لها، ولكن من يستمع لأداء دوللي في الأغنية يتاكد من أن ويتني أفسدت المعنى الحقيقي للأغنية بأدائها السيء لها.
قائمة إنجازات دوللي طويلة، ولكن أشهرها هو مطعم ديكسي والمكتبة التي أنشأتها في عام 1996 مع مؤسسة صندوق التبرع بالكتاب، وقد صارت أكبر شركة عالمية في إهداء الكتب، وتوزع أكثر من 30 مليون كتاب حول العالم، بجانب كل ذلك هناك متنزه Dollywood في بلدتها التي نشأت فيها، والتي يعمل بها أكثر من 3000 شخص وبها العديد من الألعاب والمغامرات الرائعة، وفي سن 65 عام مازالت دوللي لا تظهر أي بطء او ضعف في عالم الموسيقى، فهي الآن تستعد لجولة أوروبية مع التجهيز لألبوم جديد، وإذا أرادت غاغا الوصول لنفس العمر المهني، فيجب أن تهتم بما تقدمه من فن أكثر من اهتمامها بما تقدمه من أزياء غريبة ومبهرة.