أطلق مركز الحسين للسرطان مشروع تأسيس أول بنك لحفظ الأنسجة السرطانية في الأردن بدعم أوروبي وهو الأول من نوعه في الأردن والمنطقة وسيباشر عمله الرسمي خلال العام المقبل . وأكد مدير قسم المختبرات وعلم الأمراض في مركز الحسين للسرطان الدكتور ماهر الصغير خلال مؤتمر صحافي عقد اليوم، أن أهمية هذا المشروع تكمن في ترجمة التوجّه العالمي الحديث، بشكل عملي لإجراء مزيداُ من الدراسات والبحوث حول السرطان وطرق العلاج الناجعة.
وبين الصغير ان هذا التوجه ينسجم مع رؤية وجهود سمو الاميرة غيداء طلال، رئيس هيئة أمناء مؤسسة الحسين للسرطان في سعيها إلى تبنّي وتطبيق مبدأ الطب المُخصّص لعلاج مرضى السرطان والعمل به في مركز الحسين للسرطان
وأوضح أن الطب المُخصّص يقوم على تطبيق بروتوكول علاجي فردي خاص بكل مريض على حدا، اعتماداً على بيانات موثقة خاصة بحالة المريض وطبيعة العوامل الوراثية الخاصة به، بحيث يستهدف العلاج الورم السرطاني وحده، دون المساس بالأنسجة السليمة، وبآثار جانبية أقل، مما يؤدي إلى تحسين مستوى الرعاية الصحية والعلاجية المقدمة لمرضى السرطان.
وقال ان مركز الحسين للسرطان ونظراً لمكانته المرموقة بين مراكز علاج السرطان في العالم، كان قد تقدم وفاز بثقة الاتحاد الأوروبي كمنسق لمنحة مالية تقدر بـ550 ألف يورو، والتي تشكّلُّ جزءاً من التكلفة الكلية لمشروع انشاء بنك الأنسجة السرطانية في الأردن.
واضاف ان شركاء المركز من إيرلندا وسويسرا سيقومون من خلال ورشة عمل ينظمها المركز ببحث إرساء سبل التعاون، ووضع السياسات والإجراءات لتأسيس البنك، وتدريب الأطباء والتقنيين، والفنيين، على كيفية تجميع وتخزين الأنسجة السرطانية الفائضة عن الحاجة حسب ارشادات نظام الجودة العالمية ( الأيزو) من أجل المساهمة في الأبحاث المتعلقة بالطب المُخصّص.
وبين الصغير أن تحليل ودراسة مثل تلك العيّنات سيدعّم التشخيص المبكر ويعطى صورة دقيقة لتطور المرض في مراحله المختلفة، وإمكانية التنبؤ بالتطورات التي قد تطرأ على الحالة مستقبلاً. هذا ومن المتوقع أن يمثّل البنك بوابة للانفتاح على مراكز العلاج والبحث العلمي محلياً وعالمياً.
وأوضحت رئيس قسم المناعة في مركز الحسين للسرطان الدكتورة لينا صوّان أن البنك سيُجهّز بأحدث المعدات والأجهزة اللازمة لأداء مهماته على أكمل وجه، وللمساعدة على إجراء دراسات مصمّمة لعمل البحوث المتعلقة بالطب المُخصّص.
وأشارت إلى أن البنك سيوفر إمكانية عمل أبحاث أخرى متعلقة بمعرفة العوامل البيئية، والوراثية التي تؤثر في حدوث وتطور مرض السرطان وأنماط انتشار المرض الآخذة في التغير، بحيث توثّق هذه المتغيرات، ويتم ربطها بالتغيّر المستمر في عادات الشعوب مثل ممارسة عادة التدخين والعادات الغذائية الخاطئة، وعدم اتباع منهاج رياضي صحي، فضلاً عن التغيرات في الجوانب الأخرى للحياة، التي قد تؤثر جميعها على ارتفاع نسبة الإصابة بالسرطان في المستقبل
وقالت صوّان ان الهدف من تأسيس البنك هو جمع ومعالجة وحفظ عينات الأنسجة السرطانية المأخوذة من مرضى السرطان بعد الحصول على موافقاتهم الخطية، آخذين بعين الاعتبار الحفاظ على خصوصية كل مريض.