ظاهِرة تُثير التّساؤل:
الاستغلال الهاضِم لِحُقوق المُبدِع العربي.. كيف ولِماذا؟
زينب علي البحراني
لأنّنا لا نعيش في السّماء السّابعة؛ فليس من الغريب أن نسمع بحوادث الاستغلال الأنانيّة بين البشر. لكنّ المُثير للتأمّل والتّساؤل هو تفاقُم حالة استغلال أفراد وجِهات أنانيّة لمواهِب المُثقّفين والمُبدعين في مُختلف المجالات، وانتهاز جُهودهم، واستنزاف قُواهم ونزف مشاعرهم استغلالاً مجّانيًا صريحًا يكاد يتحوّل إلى ظاهرةٍ واسِعة الانتشار عربيًا، الأمر الذي يوقِظ تساؤلاً مُنقِبًا عن سرّ هذه الظّاهِرة المَرَضِيّة، والنّاخِرة في لُبّ الأوساط الإبداعيّة على اختلاف أشكالها الأدبيّة والتّشكيليّة والاستعراضيّة، وعلى الصّعيدين؛ الإنسانيّ والمِهني.
الأديب محمود الديداموني من جمهوريّة مصر العربيّة يرى أنّ الأمر بلغ حدًا غريبًا إلى درجةٍ تثير التساؤل فِعلاً: " الحقيقة أن الواقع الثقافي يفرض أشياء غريبة وسلوكيّات أغرب من قبل القائمين على الشأن الثقافي، ودائما تتواتر التساؤلات لماذا يفعل هؤلاء ذلك؟ .. لا أجد إجابة مُقنِعة، فالشأن الثقافي العربي لا يُدِر عائدا ماديًا أو حتّى معنويًا إلاّ في أضيق الحدود، الأمر الذي لا يستوجب انزلاق العامل بهذا الوسَط نحو السطو على إبداع أو جُهدِ غيرِه "
ويسترسِل: "لقد واجهت بالفعل الكثير من ذلك باعتباري أحد المشاركين في العمل الثقافي من خلال هيئة قصور الثقافة وسلاسل الطبع خاصة " خيول الأدبية "، وأرى مُساومَات ومُحاولات تدعو للدّهشة .. وأتساءل لِمَ كُل هذا؟ ... لكن دائما تكون مُحاولات الخروج من تلك الضغوط بالانتصار للمبادئ وللأسُس العامة.. لتكون القاعدة العريضة من المُبدِعين الذين تم الانتصار لهم هم الزاد الأكبر في مواجهة هؤلاء الذين يُحاولون السّطو على حُقوق غيرهم"
حُسن النيّة
حُسن نيّة المُبدِع ورهافة أحاسيسه قد تكون بطاقة دعوة لاستغلاله أحيانًا، وهو ما أشار إليه الكاتب والأديب العِراقي نصرت مردان: "أعترف بأنني ككاتب وكإنسان حسن النيّة دائما بالآخرين. ولا أجيد على الإطلاق تسويق نفسي. لهذا فقد تعرضت إلى خيبات عديدة من قبل من بعض الكُتاب الذين وضعتهم في خانة الأصدقاء الأوفياء ، فكان أن طعنوني بسبب عقدة النقص التي لم يتحرّروا منها، رغم مناداتهم بشعارات الحرية والإنسانية البراقة ، طعنة غدر وخسّة لا يمكن أن أنساها طوال حياتي"
ويحكي مردان عن نموذجٍ واقعيٍ من نماذِج الاستغلال التي لا يستطيع نسيانها: " بدأت الحكاية بتكليفي من قبل شاعر معروف، شغوف بأدب الرحلات حول ترجمة أربعة بحوث ستلقى في مؤتمر خاص بأدب الرّحلات إلى اللغة التركية. وكانت البُحوث مزدحمة بالأحداث والأسْماء والمُصطلحات العربيّة واللاتينية والهوامش والمَصَادر والإحَالات ، خاصّة وأن مُعظمها تعود إلى رحلات قام بها رحّالة في العهد العبّاسي والعُثماني. وقد تطلّبَت مني الترجمة جُهدا استثنائيا والمزيد من التّوتّر، لكنّني قبلت الترجمة بحكم تقديري لشخصية الشاعر، ولم أسأله عن الأتعاب، لكنه أكد لي في حديث تليفوني بأنه سيدفع لي ( حقي وزيادة)"
ويواصِل: " أنهيت الترجمة المضنية في الوقت المحدد، بعد الاستعانة بالقاموس العثماني، وقاموس المجمع اللغوي التركي والقاموس التركماني، والعديد من المصادر الموسوعية الكتابية والرقمية. بعد انتهاء المهمة أرسلت له رقم الحساب المصرفي، ليرسل لي مستحقاتي نظير الترجمة. وقد سألني الشاعر المذكور عن المبلغ الذي أريده ، فقلت له : أنت إعلامي وشاعر وصحافي وتعرف جيدا قيمة الترجمة بحكم المعايشة الثقافية ، لذلك أترك لك خيار تحديد مستحقاتي كمُترجم، وأنا راض سلفا عما ستبعثه لي. ومنذ ذلك اليوم انقطع عن الاتصال بي، ومرت أشهر وذكّرته لمرة واحدة فقط بوعده الذي لم يف به..فلم استلم منه حتى الآن أي رد. وطويت هذه الصفحة بعد أن أحسست، أن حسن النية في زماننا يكاد يكون مُرادفا للسّذاجة"
شُروط غير موثّقة
ويُضيف مردان حكايةً أخرى تعرّض لها على صعيدٍ مُغايِر: "بعد اطلاع الشاعر والمترجم وصاحب دار (الكراس المتوحد ) المغربية الأخ والصديق عبدالغفار السويريجي ، على مجموعتي القصصية (شارع في كركوك) / منشورات إحدى دور النّشر المصرية 2009، أعلن عن رغبته في ترجمة قصص المجموعة إلى اللغة الفرنسيّة، وبأنه سيُفاتح الدّار المصريّة المذكورة للحصول على موافقتها في ترجمة المجموعة، وكنت قد تحمّلت تكاليف طبعها مناصفة مع تلك الدار. واكتشفت أنذاك أن صاحب الدّار قد ذكر بأن حقوق الطبع عائدة لدار النشر فقط. وكنت في حقيقة الأمر قد فاتحت منتدى (أدب وفن) حول طبع مجموعتي، واكتشفت أن المُنتدى المَذكور جهة مُنسقة مع بعض دور النشر لطبع الكِتاب"
ويُكمِل: "أبلغني صاحب دار ( الكرّاس المُتوحّد) إنه فاتح صاحب تلك الدّار المصريّة، وعرض عليه رغبته في دفع مُستحقاته للحصول على موافقة الدّار لترجمة الكتاب إلى الفرنسية، إلا أن الرّجُل فاجأه برغبته في أن يكون شريكا في مشروع ترجمة الكتاب ونشره. وحسب رسائل الأخ عبدالغفار السويريجي، وبعد مُحاولات عديدة لم يتراجع عن رغبته في دخول مشروع ترجمة الكِتاب كشريك فقط، دون أن يحدد خيارا آخر. بل أنه بدأ بعدم الرّد على اتصالات السّويريجي.. وبذك تم وأد المشروع الذي تمنيته أن يتحقق. وقد علّمتني هذه الحادِثة ضرورة أن يَكون الكاتب حذِرا جدا في تعامله مع دُور النشر الخاصّة، حيث أن الشروط يجب أن تكون موثقة"
ويختم مردان سلسلة تجاربه بخيبةِ أملٍ أخيرة: "وبالنسبة لخيبة أملي مع دور النشر الخاصة والرسمية فلي أكثر من حكاية. فقد تم طبع مجموعتي القصصية الأخيرة ( مخفر الأحلام) من قبل وزارة الثقافة العراقية بطريقة جدا بدائية. فلم تهتم جهة الطبع بذكر اسم المطبعة أو سنتها أو الترقيم الدولي، بل اكتفت بذكر عنوان الكتاب في الصفحة الأولى فقط. والأدهى من كل ذلك نشر قصتين في صفحة واحدة . حيث تجد نهاية القصة وبدء عنوان ونص قصة جديدة في نفس الصفحة.. وهكذا حتى نهاية المجموعة"
سُكوتٌ وتسامُح
القاص السّعودي عبد الله النّصر أكّد تعرّضه لأشكال مُتنوّعة من الاستغلال الفردي والمؤسّساتي أكثر من مرّة: " بالطبع لقد تعرضت لمثل ذلك، من الإخوة ومن الأهل ومن الأصدقاء ومن الزملاء ومن بعض المؤسّسات بمُختلف نياتهم جميعاً .. فهذا يُريد أن يفوز ضمن مُسابقة ما، و ذاك يُريد أن يحصل على درجة لدى مُعلمه؛ فيطلب مني إسداؤه بقصّة أو مقال أو خاطرة، يختار ما يُريده من إبداعاتي، ويُريدني التخلي عن حقي فيه، برفع اسمي من فوقها ، وتدوين اسمه عليها. وللأسف تحت مسمى الإحراج والمحافظة على الصلة وعدم القطيعة، رضختُ لأكثرهم .. وذاك أراد أن يحصل على المال الوفير لشهرة وقوة الإبداع، فتبنى كِتابي للطباعة والنشر والتوزيع، وطريقة التبني لم تعطني ككاتب أية حوافز. أما الجهة المتبنية لكونها ترى أن كتاباتي تحقق لها الشهرة، بل الأرباح الطائلة وخاصة إذا كانت تلك الكتابات جريئة وتلامس أو تتخطى للخطوط الحمراء، أو لنعطي بعض الإنصاف بقولنا بأنه تلك الجهة تفعل هذا من أجل الإبداع الحقيقي الذي يطلبه الكثير من المتذوقين، فتستغل هذا الأمر. والحل في تصوري من أجل ألا يؤدي ذلك إلى تثبيط الإبداع عند المُبدع، الإرادة الكبيرة بعدم الاستجابة ، مهما بلغ الأمر، بحكمة ما ، لأن هذا سيُفاقم الحالة ولن تنتهي"
من جهةٍ أخرى أشار الفنان المسرحي البحريني ياسر ناصر إلى نماذج عديدة من صورة تعرّضه للاستغلال الإبداعي كفنّان: "أعتقد أنّ الفنان المسرحي هو من أكثر الأشخاص المُرشّحين للاستغلال، وأنا شخصيا تعرضت للكثير منه طوال حياتي المسرحية. فمعظم المؤسّسات والجمعيات التي عملت معها لم تدفع لي أدنى أجر، ولا حتى أبسط المصاريف غطيت أو عوضت عنها... ناهيك عن مناسبات وطنية و فنية كبيرة عملت مع القائمين عليها ولم يتم تقديرنا ولا مكافئتنا أو حتّى إعطائنا حقّنا الأدبي والمعنوي. إضافة إلى استغلالنا فنيا بأن يُنسب عملي الفني وإبداعي الشّخصي إلى المسئول عن تلك المؤسسة أو المسئول عن الفعالية! وكان ردّ فعلي في كل الأحيان سلبيًا، كالسّكوت والتسامح والاكتفاء بإخبار اقرب الناس بتلك المظلومية والمُقرّبين إلى نفسي في نفس المجال. ليس خوفا أو عجزا؛ ولكن لإيماني المطلق أن الله لا يضيع أجر عاملٍ أو حقه، طال الزمان أو قصُر"
وعن الطّريقة المُثلى للتّعامل مع تلك الجهات قال:" باعتقادي أن أفضل طريقة لردع مثل هؤلاء الجشعين والاستغلاليين هو فضحهم والتشهير بهم في الأوساط الفنية وتبيان مطامعهم واخذ الحذر من التعامل معهم، بالإضافة إلى فضحهم عبر وسائل الإعلام المُختلفة ليعرف الجميع حقيقة من يتعامل معهم من هذا النوع"
تسليع الإبداع تِجاريًا
الشّاعر الغنائي البحريني أحمد ناجم أوضح أنّ تحوّل العمل الإبداعي إلى سِلعة بين يدي تاجر بيده مقاليد الهيمنة على حقوق الفنّان هو أحد أهم أسباب الرّضوخ للاستغلال: " في كل مجال يوجد هناك الطيب والخبيث، ولكن في مجال الإبداع عندما يصبح الإبداع سلعة تجارية تكون تحت يد التاجر الذي قد يكون المنتج للعمل هنا تكمن المشكلة، ففي مجالي ككِتابة أغاني واجهتني هذه المُشكلة مع العديد من المنتجين في السابق، والذين أصبح لا وجود لهم الآن على خريطة الإنتاج ولله الحمد. فبعد الانتهاء من تجهيز عمل مع مطرب معين وكتابته وتسجيله تأتي المرحلة الأخيرة ألا وهي استلام الحقوق الماديّة بعد ضمان الحقوق الأبديّه بالتنازل الرّسمي لدى المَحكمة، فتجد المُنتج يقوم بمقايضة الشاعر أو المُلحن للحصول على أرخص الأسعار، و في النّهاية يستفيد ماديا أكثر من فريق العمل نفسه، وطبعا هذه المشكلة تواجه العديد من العاملين بالحقل الفني مع مافيا المنتجين التي هي الآن في طريقها للانقراض، بعد وجود الصحو الإعلامي والطرق الرسمية" ويُضيف: "الاستغلال والجشع عندما يكون في دائرة الإنتاج لعمل فني ما؛ يضيع العمل في متاهات لا حدود لها. فتظهر أحيانا بعض الأعمال دون المستوى المطلوب نظرا لتقصير المنتج في نشر العمل الذي قد يكون صرف عليه بعض الملاليم. أتمنى وجود المنتج الفنان الذي لا يستغفل طيبة الفنان الذي يقدم له العمل الفني على طبق من ذهب ،ليعود النّفع في النّهاية على المنتج والفنان والمستمع بإبراز العمل الفني في أجمل صورة"
بينما يرى القاص المصري أحمد طوسون أنّ أمثلة الاستغلال في هذا المضمار كثيرة: "المُبدعون يتعرضون طيلة الوقت للاستغلال من الناشرين والمؤسسات الثقافية وأحيانا من المثقفين أنفسهم، والأمثلة كثيرة لا مجال لسردها هنا.. ويكفي أن أشير إلى واقعة حدثت معي، حيث تعاقدت على نشر أحد الكتب مع مؤسسة ثقافية عربية كبرى وقامت المؤسسة بنشر الكتاب إلا أنني لم أحصل سوى على ربع المكافأة المنصوص عليها في العقد والتي كان من المفترض أن أحصل عليها كاملة قبل نشر الكتاب كما أنني لم أحصل على حصتي المنصوص عليها في العقد من الناشر الذي قام بطباعة الكِتاب وتوزيعه بالاتفاق مع المؤسّسة التي اشترت منه ألف نسخة. وخاطبت المؤسّسة أكثر من مرة بشأن مُستحقاتي الماليّة.. لكنها ظلت تلتزم الصّمت فيما يخص هذه المُطالبَات"
احتكار المُبدِع
الاحتكار بشروطٍ مُجحفة تُحاصر المُبدِع وتهضم حقّه هو صورة أخرى من صور الاستغلال التي أشار إليها الرّوائي المصري محمد خيري: "هنالك فعلا محاولات لاحتكار المبدع الذي يشعر أحد الكبار أنه على وشك الظهور, فيحب أن يمتلكه في قفصه الخاص, طبعا هذا ليس فقط نموذج من نماذج الشر ولكن أيضا نموذج لعدم الذكاء أو الوعي, لم أتعرض لهذا الموقف بالدّقه المُتناهيه ولكني مررت بها وأحسست بالظلم, ولكن لم يكن أمامي خيار آخر لأن وقتها كانت هناك مؤسسة وحيدة ترغب في تبني عملي فوافقت"
وعن أفضل رد فعل لمواجهة الاحتكار يقول: " التريث والتفكير بعمق بعد دراسة وضعك بالضبط, وتوابع قرارك... بعدها تتوكل على الله وتقرر ويكتب الله لك الخير, في النهاية, من كتب أو أبدع مرة يستطيع أن يبدع آلاف المرات... أما المُحتكرين فأقول لهم "حساب ربكم عظيم جدا, فلا تفرحوا كثيرا بما جنيتم"
أمّا الشّاعر المصري محمد الأكسر فقد قال بأنّه صادف كثيرًا من تلك المواقف: ".. منها مثلا حينما أردت نشر ديواني قاب قوسين أرادت بعض دور النشر أن تنشره وأن ادفع لها أيضا كلفة مالية وتستأثر بحق النشر والتوزيع وتعطيني مقابل ذلك نسخا محدودة، لكني رفضت ونشرته على حسابي الخاص وأبقيت حق النشر لي وفي ديواني الأخيرين اللذين تحت الطبع الآن الأمر نفسه مع مساومات أقل إلا أنني أنوي نشرهما أيضا على حسابي الخاص. وحصل معي في رسالة الماجستير طلبت بعض دور النشر نشرها في مقابل أن تعطيني عددا من النسخ وآثرت إبقاءها حتى أكمل الدكتوراه وانشر العملين معا وعلى حسابي أيضا. وهناك قنوات فضائية وصحف تحاول أن تجعل من الأديب مجرد جسرا إلى القارئ لزيادة عدد البيع ولعمل دعاية مُستغلة اسمه"
و أكّد أنّ أفضل الطرق لِمواجهة مثل تلك التجاوزات في حق الأدب والأديب هو "أن يكون الأديب واعيا، ويختار المنبر الجاد والخادم لرسالة الأدب؛ لا تلك الصحف التي ترمى بمجرد أن تلامس الأيدي"
وعي المُبدِع بقوّته
بينما علّق الشّاعر السّوري محمّد الحريري: "تعرضت للاستغلال من أكثر من دار نشر سرقت إبداعي وسوّقته لمنفعتها، وتعرضت لأدباء سرقوا إبداعي وانتحلوه واكتفوا بكلمة اعتذار في الخفاء ! وما تغنِ كلمة الاعتذار بالنسبة لأديب يعتبر الكلمة الإبداعية واحدا من أفراد عائلته؟"
وأكّد الرّسام السّوري كمال سلمان: "الانتهازيون والمُستغلون كثر وفي كل المجالات. إنهم أشرار بنظري، ولقد واجهت عدداً كبيراً منهم. وعندما تنكشف أمورهم يصبحون عدوانيين إلى درجة مؤذية" وعن ردّ فعله إزاء سلوكهم أجاب: "أنا لا أصبر على أحد منهم؛ أواجهه حتى ولو كانت النتيجة خسارة العمل، لأنه لا جدوى من الاستمرار في ظل هكذا علاقات"
في حين شدّد الأديب العراقي د.محمد صابر عبيد على ضرورة ثقة المُبدع بقيمته وقوّته، وعدم الرّضوخ لأي ابتزاز فكري أو إبداعي مهما كان الثّمن: " ربما تعرّضتُ لمثل تلك المواقف في بداياتي؛ حيث كنت بحاجة إلى أن أكرّس اسمي الأدبي وأقدم نموذجي الإبداعي، لكنه عندما بلغت سن الرشد الثقافي والأدبي لم يعد من اللائق أن أسمح بذلك، إذ أشعر بأنني قوي جداً وبوسعي أن أتحكّم بالأشياء التي تخصّ وجودي وعملي وإبداعي، ولا يمكن أن أسمَحَ باستغلالي مَهمَا كان الثمن، فمتى يعي المُبدع أنه قوي بهذه الدّرجة ستخضع له الأرض"