ايام ما قبل عيد الاضحى،اشتد فيها الكلام عن زيارة مرتقبة لخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الى الاردن،والمسؤولون الرسميون اكدوا الزيارة،وذات مشعل وقيادات حمساوية واسلامية،طابقت المعلومات حول زيارة مرتقبة.
تأخرت الزيارة،دون سبب مقنع،هذا على الرغم،مما يقال عن وساطة قطرية،وعن تدخلات اخرى،وما زلنا نتابع منذ اسابيع الكلام عن الزيارة وتأجيل الزيارة دون اتمام الزيارة حتى يومنا هذا.
اذ اسأل خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة في اتصال معه،قبل ايام،وهو في دمشق،عن سر تأخر زيارته،يجيب ان الزيارة قائمة،وان لا اسباب سياسية تؤجلها،ولا كوابح تمنعها،دون ان يعطيني تفسيراً مقنعاً لتأخر زيارته كل هذا الوقت.
مشعل يقول انه يتابع كل ردود الفعل في الاردن حول قصة زيارته،وانه لا يميل الى المبالغات في قراءة دلالات زيارته المنتظرة،مشيراً الى ان لا حديث حول افتتاح مكتب سياسي او اعلامي للحركة في الاردن.
يكشف ايضاً ان لا ملفات عالقة فنياً بين الاردن وحماس في الوقت الحالي،لا بخصوص تفاصيل امنية من حيث منع بعض القيادات من الدخول،او حل مشاكل لجوازات سفر وغير ذلك،مشيراً الى ان مثل هذه القضايا لم يتم بحثها اساساً.
علينا ان نلاحظ ان التسخين في الانفتاح على حماس تبعه تبريد غير ُمفسّر،لان الزيارة يتم الحديث عنها منذ اسابيع طويلة،ولم تتم حتى الان،ويذهب مراقبون الى نقد ما قاله رئيس الحكومة من توصيفه لاخراج مشعل من الاردن،بأنه كان خطأ دستورياً.
يرى هؤلاء واغلبهم من التيار المقاوم للانفتاح على حماس،ان اخراج مشعل اذا كان خطأً دستورياً،فهل يتم تصحيحه بخطأ دستوري آخر،اي اجلاس شخص اردني يتزعم تنظيماً عسكرياً مع الملك،امام شاشات التلفزة!!.
قوى كثيرة تقاوم سراً زيارة مشعل الى الاردن،ولا تريد للزيارة ان تتم لاعتبارات من بينها اصرارها على تبريرات موقفها ،ايضاً،حول ان معسكر “دمشق حماس حزب الله ايران” يتهاوى،فلماذا يدفع الاردن ثمناً لاحدى حلقات المعسكر؟!.
معنى الكلام،وفقاً لرأيهم ان حماس تعاني حالياً من تحالفها مع هذا المعسكر،فلماذا يسترضيها الاردن،وهي في اصعب حالاتها،امام العصف الاقليمي والدولي ضد المعسكر اياه،والجواب سهل وقد يتعلق بالشأن الداخلي اولا ثم بالشأن الفلسطيني؟!.
المؤشرات كلها تدل على ان الزيارة لو تمت فلن تحظى بذات الاحتفالية المعنوية الاولى،لاعتبارات كثيرة،من ابرزها وجود اطراف كثيرة شوّشت على فكرة الزيارة،وتقاومها بوسائل مختلفة،وتريد عرقلتها بكل الوسائل،فان لم تتمكن سلبتها خصوصيتها.
السلطات الرسمية تقول ان استقباله لن يختلف عن استقبال أي مسؤول فلسطيني اخر،في سياق العلاقات الجيدة مع كل الفصائل الفلسطينية،وان لا داعي للمبالغات ايضاً في قراءة الزيارة المرتقبة.
هناك تبريد مفاجئ لا احد يعرف اسبابه،وهذا التبريد ادى الى تأجيل الزيارة كل هذا الوقت،وهذا يفسر من جهة اخرى ميل مشعل الى تبني وجهة نظر تطالب بعدم المبالغة في قراءة الزيارة ودلالاتها ونتائجها.