معضلات المرأة بين حالة الوضع السالف المنقول
وحالة الوضع الحاضر المعقول:
فيما يلي نورد بعضاً من المنقول مما قيل عن المرأة قولاً لا ننكره ولا نستهين به ولا نشكك فيه.وإنما نحاول أن نعقله في إطاره المنقول حتى نفهمه فهماً لا يتعارض مع الوضع الحاضر المعاصر لمكانة المرأة المساوية لمكانة الرجل في مجتمع اليوم.
ونرجو أن ننبه إلى أن الوضع السالف للإنسانية جمعاء كان يعترك في إطار دولة الرجال.فالرجل كان هو الكل في الكل.هو المالك المسيطر على كل شيء بما في ذلك النساء.
أما الوضع الحاضر المعاصر للإنسانية جمعاء فهو يعترك اليوم في إطار دولة النظام الدستوري. وتحت مظلة النظام التي تقوم على الحقوق الأساسية الإنسانية يتساوى الرجال فيها مع النساء.
قوامة الرجال على النساء مرحلية :
قال رب العزة والجلال الحكيم العليم:
* الرجال قوّامون على النساء
بما فضّل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم
[34 النساء]
القوامة مقيدة.وهي مقيدة بسببين:
أ- السبب الأول هو: التفضيل:
هذا التفضيل كان ولا يزال ولن ينفك قائماً طال ما أن المرأة تعتمد في تقلبها واعتراكها داخل حظيرة المجتمع المدني على شخصية الأنثى.ولكي تتحرر المرأة من هذا القيد يجب عليها أن ترتفع بقامتها إلى مستوى شخصية الإنسان.هذا في معترك دولة النظام الدستوري الذي يساوي بين الجنسين مساواة مطلقة.
ولعل أن أول ما يجب على المرأة فعله هو الامتناع القاطع الجازم عن عرض جسدها في سوق الدعاية والإعلان.فإنها إن لم تفعل ذلك فهي والسلعة التي يُعلن عنها سواء.
ثم عن عرض جسدها في سوق الفن.وخاصة على مسارح الرقص والغناء المنفرد، ومثال ذلك الرقص الشرقي الذي يُرقص وغلالة بدلة الرقص لا تكاد تستر شيئاً من الجسد.
أما في طبيعة وفطرت خلق الزوجين من ذكر وأنثى، فإن للرجل درجة علي المرأة. و ستظل قوامة الرجال على النساء بهذا المفهوم إلى أن يرث {الله} الأرض ومن عليها.
ب-السبب الثاني هو: الإنفاق:
وهذا القيد بدأت تباشير التخلص منه عندما بدأت بعض المجتمعات الإنسانية تثور على أنظمة الإقطاع القمعية والملكية الدكتاتورية.وفي عهدنا الحاضر المعاصر نجد كثيراً من النساء العالمات العاملات المستقلات اقتصاديا.وسيتم التخلص من هذا القيد بصورة نهائية حاسمة عند قيام دولة الإنسان التي تطبّق دستور الإنسان المعاصر.
وبناء على ما تقدم يمكن أن نتطرق لمسألة الزوج المناسب للمرأة.
من هو الزوج المناسب للمرأة الإنسان:
المرأة تتزوج في الأوضاع الطبيعية برجل يكبرها سناً. و الصورة المثلي حسب تطلعات روح دستور الإنسان المعاصر، هي ألا يكون الفرق بين عمريهما أكثر من ثلاث سنوات.هذا لكي يقوم البناء الاجتماعي على الركائز السليمة والمضمونة لاستمرارية الحياة الزوجية على نسق عادل وموزون.
هذا وقد تتزوج المرأة بمن هو أصغر منها سناً.ويكون الوضع طبيعيّاً ومثاليّاً في حالة واحدة فقط. و هي أن يكون مستوى الرجل علماً ومعرفة وديناً أرفع درجة من مستوى المرأة في العلم والمعرفة والدين.و إلا فسوف يقوم البناء على اختلال في الوزن و وهشاشة في التناسق لحياة أسرية غير مضمونة العواقب.
درجة الرجل على المرأة في فطرت الخلق
وليس على مدرج الحياة:
قال رب العزة والجلال:
{ ولهنّ مثل الّذي عليهن بالمعروف
وللرجال عليهن درجة
والله عزيز حكيم }
[228 البقرة]
الحديث عن الرجل والمرأة هو الخوض في تفاصيل أبجديات فطرت بداية الحياة التي ما كان بروزها إلى قيد المحسوس إلا على تنزل الواحد لاثنين.وهما ما أطلق عليه ( ذكر وأنثى ) في مرحلة متقدمة من مراحل تطور الحياة عبر الزمن.
الشاهد أن بداية التكوين الذري للوجود كان قطب بطاقة سالبة ( جاذبة ) تركزت أحاط بها قطب بطاقة موجبة ( مندفعة )يدور حولها بلا فكاك وذلك لفطرت التجاذب بين السالب والموجب.ونتيجة للاحتكاك بين هذين القطبين بدأ تطور الحياة الذي اعتمد الانقسام على ازدواجية مطاعفة: اثنين لأربعة لثمانية لستة عشر0000 وهكذا.
من هنا جاءت درجة الرجال على النساء.وهي مقدار درجة المتحرّك على الثابت. درجة الموجب على السالب. درجة المندفع على الجاذب.وهي لدى التدقيق الحيوي هي زيادة كمية الهرمون النشط على كمية الهرمون الخامل عند الذكر والعكس صحيح.وذلك أننا نجد أن كمية الهرمونات الخاملة تزيد على الهرمونات النشطة عند الأنثى.
في علوم الأحياء الحديثة يسمونها هرمون ذكورة وهرمون أنوثة اصطلاحاً.أما علمياً فهي: هرمون نشط(موجب) وهرمون خامل ( سالب )ولعل أن هذا هو السبب في بروز الأعضاء التناسلية عند الذكر إلى الخارج بينما انجذبت أعضاء الأنثى التناسلية إلى الداخل.
قوامة الرجال على النساء قامت بفطرت الخلقِ
فالتثني طرف مشعٌّ وطرفٌ منير
كما في الكهرباء
قطبٌ موجب مشعٌّ
يمثل ذكراً جوالاً بصوت الزئير
وقطب سالب بطاقة جذبٍ
يمثل أنثى بجيدٍ مرصع وعطفٍ حرير
الرباط عقد التجاذب حنين المثنى
برتق يعود لمفرد بعين غرير
كذاك السماء قطب موجب
تشعُّ عطاء
كما الرجل يعطي ولا يستشير
والأرض قطب سالب كأنثى
تتوق عناق السماء و تأخذ كثير
و القوامة عند التناهي ليست بقهرٍ
بل بدرجة عطاء المحب المشعّ
لمحبوب منير
بكل قطب خصائص الآخر
كفرد تكامل ليسأل وحيداً أمام القدير
وفي كل فردٍ سبع مثاني
سماوات سبعة
وسبع أراضي بهن تنير
لكمال التقاء الأرض أسباب السماء
عرس الصلاة بالوقت البكير
سبعةٌ تزاوج سبعاً عند السجود
ويرتقُ فتقٌ بعد السجود الأخير
وعلى ما تقدم المرأة أرض المعاد
والرجل يجيء بالوعد بشير
فلا الرجل يسيطر ولا المرأة تخضع
بل هو التجاذب بأمر البصير الخبير
ما جاء الرجل لينقض
بل يجيء ليُشْكِر ضرع أوراق العبير
ومنه المرأة جاءت توثق غزلاً
توقّيه من حر سموم الهجير
هو ذا ميثاق {الله} أوثقهم به
عروة تجاذب فطرت الحي البصير
الرجل يظل ر رئيساً وفق دستور الفطرة
والمرأة تكون للرئيس وزير
كيف أن صوت المرأة عوره؟
من قال أن الأذن تعشق قبل العين أحياناً
ما فارق نظم الأوزان
حقيقة الحق أن الأذن
أسبق في العشق من سائر العينان
فالصوت أبلغ في التعبير
عن إحساس أمواج رغبة الجنسان
والحياة بدأت بالنفخ في صورٍ
قبل أن تتبلور الصور و الألوان
و البرق لا تراه يخطف الأبصار
إلا بعد زمجرة تعاور القطبان
فالرجل والمرأة قطبان يتعاوران
يسمعها تعوّره
فينبع الشبق من صخرة القيعان
وهكذا قيل أن الصوت منها عورة
والاعتوار فطرت تعانق الأبدان
وبهذا فليس غير الحق ما قيل
وتلك إجابة السؤال في العنوان
كيف أن المرأة ناقصة عقل ودين
هذا القول الحكيم لم يجر على لسان رجل من مملكة الرجال.وإنما قاله رجلٌ أرسل مبرأ من الأنانية السفلى. رجل محايد حلو الخصال ، سُبكت حلاوته على نار الحق والعدل،أُرسل ليقوّم الحياة لتمضي على صراط مستقيم تطلب كمال حياة الفكر وحياة الشعور، حياة الحب والجمال. وليس للكمال نهاية تبلغ ذلك لأنه ينتهي إن انتهى الإطلاق.
وعليه فإن هذا القول الحكيم هو من الثوابت التي لن يأتي يومٌ تُلغى فيه أو تُنسخ.
هذا القول المنقول هو، كما أسلفنا، من أصول الأحكام قولاً لا ننكره ولا نستهين به ولا نشكك فيه. و إنما نحاول أن نعقله في إطاره المنقول حتى نفهمه فهماً لا يتعارض مع الوضع الحاضر المعاصر لمكانة المرأة المساوية لمكانة الرجل في مجتمع اليوم.
و لكي نعقل هذا النص ونفهمه بمقتضيات العقل الإنساني المعاصر، لابد لنا من أن نتعرض للحيثيات التي أنبنى عليها الحكم في وقت سيادة المنقول.
قيل فيما قد قيل عن نقص عقل المرأة بأنه إن لم يتوفر شاهدان رجلان عند أداء شهادة ما ، فيمكن أن يكون تمام الشهادة برجل واحد وامرأتين، فذلك نقص عقلها.
وقيل أيضاً عن نقص دين المرأة أنها لا تصلي وهي حائض أو نفساء.وذلك نقص دينها.
وإن كان بيان الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم في مسألة نقص العقل و الدين عند المرأة كان كما ذُكر أعلاه، فإنما كان بيانٌ بقدر وسع العقل العام آنذاك.ذلك لأن عقلاً لم يكن يدرك عن الأرض غير أنها منبسطة ، وأنها ثابتة مستقرة تدور حولها الشمس طالعة من المشرق نازلة لتغيب إلى المغرب، لم يكن ليستطيع فهم وتقبل ما يعتبر من أبجديات العلوم في يومنا هذا .
هذا ما كان عليه الفهم في السالف المنقول.ونحب هنا أن نؤكد لمن يقرأ هذا، أننا لن ولا ينبغي لنا أن نشكك في النص الأصل الثابت ثبوت كلمة {الله}.
نحن إنما نسعى لفهم معاصر لا يعترض مكانة المرأة الإنسان المساوية لمكانة الرجل المسئولة والقائمة على المساواة المطلقة في جميع الحقوق وما تفرضه من واجبات.
وهنا نحب أن نعيد ونكرر ما سلف ذكره :
{ الحديث عن الرجل والمرأة هو الخوض في تفاصيل أبجديات فطرت بداية الحياة التي ما كان بروزها إلى قيد المحسوس إلا على تنزل الواحد لاثنين.
وهما ما أطلق عليه ( ذكر وأنثى )
في مرحلة متقدمة من مراحل تطور الحياة عبر الزمن}
الشاهد أن بداية التكوين الذري للوجود كان قطب طاقة سالبة
( جاذبة ) تركزت أحاط بها قطب طاقة موجبة ( مندفعة )يدور حولها بلا فكاك وذلك لفطرت التجاذب بين السالب والموجب. ونتيجة للاحتكاك بين هذين القطبين بدأ تطور الحياة الذي اعتمد الانقسام على ازدواجية مضاعفة: اثنين لأربعة لثمانية لستة عشر0000 وهكذا.)
وبناء على ذلك جاء التقرير بنقص عقل المرأة ودينها.ولمزيد من التوضيح نسأل عن ماهية العقل وعن حقيقة الدين؟.
فما هو العقل:
نشأ العقل عندما تباينت أشكال الحيوان ومن ثم اعترك الأحياء بدافع غريزة البقاء.فعندما كان الحيوان دودة لا يشاركها الحياة أي حيوان آخر يختلف عنها لم تكن مهددة بالانقراض وبطبيعة ما فطرت عليه لم تكن تأكل بعضها، وعليه لم تكن في حاجة لتحتال على إمكانية استمرار حياتها.
إن أول الأعداء التي خشيها الحيوان هو الفناء. والفناء يتم بالموت. و على رأس جند الموت هما الخوف والجوع.الخوف سابق والجوع لاحق.فالحيوان يمكنه أن يتأقلم على الجوع لفترات طويلة كما هو الحال في البيات الشتوي عند بعض الحيوانات الموجودة حالياً على الأرض.
أما الخوف فهو العدو الذي لا يمكن أن تقاومه إلا بأن تقيد الغريزة المطلقة بعقال الحيلة فتحتال عليه .فالخوف هو أول العوامل الذي حفّز بروز العقل.
فالعقل هو قيد المطلق.هو الكيان الظاهر المحدد لبعض بواطن الخفاء المطلق.
إذن فما الفرق بين عقل المرأة وعقل الرجل؟
عندما يُقال بأن عقل المرأة ناقص يتبادر إلى الذهن بأن عقل الرجل تام.والحقيقة غير ذلك. فعندما نقول بأن عقل المرأة ناقص نقابله بأن نقول أن عقل الرجل زائد.هذا هو بندول الحياة يتأرجح بين الزائد والناقص.أما العقل التام فهو العقل الكلي القديم، هو رب العزة والجلال خالق كل شيء وهو الواحد القهّار.الأرجحة بين الزائد والناقص سببها فطرت التجاذب بين الموجب والسالب أول مثنى تنزّل عن الواحد.وللعقل قطبان :قطب عاقل وقطب معقول.قطب بطاقة موجبة والآخر طاقته سالبة. وينشأ الفكر نتيجة اعتراك هذين القطبين.والاعتراك ليس تنافراً وإنما هو التجاذب.
ولنعبر عن ذلك بلغة الحساب:
الموجب يمكن أن نعبر عنه ب ( +1 ). السالب هو (-1)وما بين قيمة +1 وقيمة -1 نجد أن القيمة مطلقة لا يمكن حسابها.فالقيم ذات الطاقة الموجبة وتلك ذات الطاقة السالبة لا تنتسب إلا إلى الإطلاق.
انظر إلى هذه التركيبة:
+ 1
- 1
ما فوق خط الاستواء يمكن أن يُحسب الكم العددي إلى أن تعجز عن العد.وينطبق ذلك على حساب الكم العددي ما تحت خط الاستواء.
وعليه فإن الكم ( +1 ) = الكم ( - 1)
بحساب الكمية.
أما بحساب الكيفية فإن ( + 1 ) قيمة إيجابية خصائصها العطاء ويمكن أن يكون ذلك بلا حدود.أما ( - 1 ) فإنها قيمة سالبة خصائصها الأخذ في حدود الكم المعدود.
كذاك السماء قطب موجب
تشعُّ عطاء
كما الرجل يعطي ولا يستشير
والأرض قطب سالب كأنثى
تتوق عناق السماء و تأخذ كثير
وعلى هذا قُرر أن المرأة ناقصة عقل.فنقص عقلها معناه أنه القطب المعقول في مركّب الفطرة للعقل البشري.وهذا لا يعفيها أبداً من المساءلة والحساب يوم يقوم الحساب . لأنها ومع أنها ناقصة عقل إلا أنها مسئولة مسئولية فردية باعتبارها إنسان فرد كامل الأهلية.
{ ولا تزر وازرة وزر أخرى
وإن تدعُ مُثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى
إنّما تنذر الّذين يخشون ربّهم بالغيب وأقاموا الصّلاة
ومن تزكّى فإنّما يتزكّى لنفسه
وإلى الله المصير }
[18 فاطر]
{ الزانية والزاني فاجلدوا كلّ واحد منهما مائة جلدة
ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر
وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين }
[2 النور] .
{*}
{ والسارق والسارقة
فأقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالاً من الله
والله عزيز حكيم }
[38 المائدة]
هذا عن نقص عقل المرأة، فماذا عن نقص دينها؟
أولاً يجب أن ننتبه إلى فحوى النص الشريف ( المرأة ناقصة عقل ودين ).
هذا القول قول عام ينطبق على أي امرأة من نساء العالمين، بصرف النظر عن ملتها أو عقيدتها. فهو عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم لم يخص المرأة المسلمة وإنما وكأنه قال أن أي امرأة هي ناقصة عقل ودين.وهذا ينطبق على قوله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم:
( لن يفلح قوم ولوا أمرهم إمرأة )
وفي رواية أخرى: ( لعن الله قوماً ولوا أمرهم امرأة )
كما وينطبق أيضاً على قوله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم:
( معظم أهل النار من النساء )
لعن {الله} قوماً ولوا أمرهم امرأة
ولاية الأمر بفطرت الخلق تقتضي الإيجاب
الرجل طاقة موجبة كثير العطاء
والإيثار حاجب ٌ بالباب
المرأة طاقة سالبة
لا تمل الأخذ ولا تهتم بالأسباب
لولا المرأة أحبها الرجل
لما جُعل الخطأ وسيلة الصواب
والقاسم المشترك الأعظم
غفرانٌ مضمونٌ يخلب الألباب
المرأة ربة الدار تسأل كثيراً
والجواب لها انجذاب
والرجل رب الأسرة هو القلم
لكل سؤالٍ لا يحير جواب
وعليه فإن المراد من نقص الدين ليس على التحقيق هو أنها لا تؤدي فرض عبادتها على الوجه المقرر.ويكون هذا صحيحاً إن تذكرنا أنها قد خلقت على هذا الوضع الحياتي الفطري. إذن :
1-ما هو الدين الذي ينقص عند المرأة؟
2-لماذا أن المرأة لا تكون رئيساً يتولى زمام الأمر ؟
3-لماذا أن معظم أهل النار من النساء؟
الدين هو الانفعال بالمقتضيات الإيجابية للعقل من أجل تحقيق توازن النفس البشرية. وقد صاحب فرض التدين بروز العقل.فالدين مرتبط بالعقل ولاحق له. ولا يُكلّف ديناً من لا عقل له.
الدين كما بيّنه النبي محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وكما سبق أن قام بتبيينه الرسل الكرام عليهم السلام منذ بداية خلافة البشر على الأرض، قال عنه سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم:
(الدين المعاملة. الدين حسن الخلق
وحسن الخلق هو خلق {الله} الأعظم)
وعليه فإن نقص الدين عند المرأة هو بسبيل من نقص عقلها.وكما ذُكر أعلاه فإن هذا النقص ما هو إلا انعكاس فطرت خلق المرأة بجعلها قطباً بطاقة سالبة.
ولما أن كان الخطاب للتفهيم تنزّل على قدر وسع عقول المخاطبين ،فإن التكليف قد جاء به الأمر على وسع طاقة النفس على التدين.
{ لا يُكلّف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت}
[286 البقرة]
ولعل أن فيما تم جلاءه أعلاه الإجابة علي السؤالين رقم -2- ورقم -3-السابق ذكرهم أعلاه.
الحجاب مطلوب من الرجل والمرأة على حدٍ سواء
وما نعنيه بالحجاب ليس ما يدل عليه عكس السفور. كما هو ليس ما يدل عليه عدم الاختلاط. وإنما نعني بالحجاب ما ورد في هذه الآيات الكريمة:
{ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم
ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون *
وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن
ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها
و ليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا
لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن
أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن
أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال
أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء
ولا يضربن بأرجلهن ليُعلم ما يخفين من زينتهن
و توبوا إلى الله جميعا أيّها المؤمنون لعلكم تفلحون }
[31 النور]
الحجاب الذي نعنيه، والذي أوضحته هذه الآيات البينات، هو الحجاب المفروض على الرجال كما هو مفروض على النساء بحد سواء. وذلكم هو غض البصر وحفظ الفرج. هذا الحجاب المفروض على الناس من ذكر وأنثى، مفروض على مجتمع مفتوح. مجتمع مختلط. النساء لسن بمعزولات عن الرجال. والاختلاط موزون بقوانين حكيمة.
{ ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها }:
إن الذي يظهر من زينة المرأة، والذي تنص الآية الكريمة علي وجوب عدم إخفائه هو الوجه والكفين.
و إلا فمم مطلوب من الرجل أن يغض بصره ؟ إن كانت المرأة مغطاة تماماً !.
وعلى أي حال؛ فإن غض البصر المطلوب من الرجال كما هو مطلوب من النساء ليس عن رؤية أحدهما لوجه الآخر فحسب، وإنما مطلوب غض البصر عن كل مما من شأنه أن يتسبب في إغلاق الدائرة الحياتية بالتماس قطب موجب بقطب سالب على غير حق، فيكون ذلك متسبباً في الإخلال بالتوازن الجسدي والنفسي والفكري للطرف الذي لم يغض بصره.
وهذا الحجاب يعتبر على رأس قائمة وسائل تحقيق التقوى :
{ يا أيها الناس
إنا خلقناكم من ذكر و أنثى وجعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا
إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير }
[13 الحجرات]
{ لتعارفوا }:
فكيف ب{الله} عليكم أن يتم هذا التعارف والناس محجوب بعضهم عن بعض !؟
والتقوى في حدها الأدنى تعني التشرع ، أي العمل بالشريعة في مستوييها عبادة ومعاملة . والتقوى في قمتها تعني الاستقامة. و هي الحياة الموزونة بلا إفراط ولا تفريط.
أما ما ورد في قوله تبارك وتعالى:
{ وليضربن بخمرهن على جيوبهن }
فهذا ليس هو الحجاب. ما هذا إلا الطريقة العلمية الصحيحة للمحافظة على جسد المرأة. و على التحقيق، ليس من عين الرجل وإنما من أشعة الشمس ولرب قائل: فما الفرق بين جسد المرأة وجسد الرجل؟
و الإجابة لا تحتاج لكثير عناء. فالذكر والأنثى قطبان لوحدة تمثيل الحياة. الذكر هو القطب الموجب. والأنثى هي القطب السالب. وهما الذين يفجّران الحياة نتيجة اللقاء بينهما بالتزاوج.
خصائص قطب الذكر الموجب هي أنه القطب الأعلى بطاقة فاعلة ( مندفعة ). أما قطب الأنثى السالب فهو القطب الأدنى بطاقة منفعلة ( جاذبة ). الذكر يمثل السماء بما فيها من شحنات الطاقة الموجبة وأقربها الشمس. أما الأنثى فتمثل الأرض بما فيها من شحنة الطاقة السالبة. و بما أن من خصائص الطاقة السالبة هي أنها جاذبة، فجسد المرأة قابل للتفاعل مع أشعة الشمس سبعة أضعاف قابلية جسد الرجل للتفاعل مع أشعة الشمس.
يا معشر النساء فلتعلمن بأن تغطية أجسادكن فيه وجاء لكن ووقاية من شر أمراض تسببها أشعة الشمس. وليس ذلك تخلفاً أو جهلاً أو رجعية، وإنما هي العلمانية الحقيقية وهي رحمانية الرحمن الذي وسعت رحمته كل شيء.
خاتمة
يا أيّها الناس، أعلموا بأن الرجال والنساء اليوم مستعبدون لغير {الله}في الأرض.هم جميعاً يعبدون حاجتهم الحياتية الملحة.
حاجة الرجال التي يعبدون هي ما خلّفه الإرث الشنيع من دولة الرجال.وهو القوة الغشيمة من الجاه والسلطان والمال.
أما حاجة النساء التي يعبدنها فهي إنسانيتهن التي وطأتها سنابك خيل أطماع الرجال عبر الزمن.إنسانيتهن التي ضاعت تحت ركام رغبات وشهوات الأسياد من الرجال.
و لقد اتخذ كل فريق منهم أساليب وصور متعددة لممارسة طقوس عبادتهم.
الرجال اعتمدوا الغش والتزوير والرشوة والاختلاس والنهب المسلح في بعض الأحيان.
أما النساء وهن المستضعفات، فقد اعتمدن الأساليب المتعلقة بالأنوثة التي يعرفن تماماً بأنها فعّالة تجاه الأعداء المغتصبين لحقوقهن من الرجال.
الناس جميعهم رجالهم والنساء منهم، اليوم ضائعون مشردون في تيه مفترق الطرق.يسيرون في الفجاج تائهون عطشى جائعون يمتطون صهوات الوهم والظن، غافلون عن أن الخير العميم محمولٌ على ظهورهم.
قد تاهوا عن مطلبهم الحق وهو وجه {الله} الرزّاق ذو القوة المتين.فما هو وجه {الله} الذي تهنا عنه جميعنا؟
من أجل ذلك تيسر لنا بفضلٍ من {الله}أن نقدم بين يدي الإنسان المعاصر سلسلة لسان العصر.نرجو لها أن تكون بارقة أمل الخلاص واستعادة كرامة الإنسان التي حجبتها سحب الغفلة والجهل.
وعن وجه {الله} الذي تهنا عنه، ورد في كتابنا ( الهجرة من المنقول إلى المعقول ) تحت عنوان ( بحور أبعاد الحياة السبعة)الآتي:
وجه {الله}
وللإجابة على هذا السؤال نفتح صفحة خريطة سير الخير وسير الشر بكتاب اليومية المرقوم العام.وقد أسميناه(كتاب يومية ) تجاوزًا وذلك لتسهيل التوضيح .
و الحق أنه كتاب الساعة في أدقّ ما يمكن تصوره لزمن الساعة.
و لعل أن معظمنا يعرف ما هو دفتر اليومية المستخدم في المؤسسات المالية.إن أقرب مثل يمكن أن نسوقه لبيان كيفية وطريقة العمل بدفتر اليومية هو ما كان يستخدم في المؤسسات البنكية.
كانت البنوك وإلى عهد ليس ببعيد تسجل الحركة اليومية بدفتر يتم ضبط حسابه يدوياً في آخر النهار يومياً ولا يؤجل هذا الضبط أبداً إلى يوم الغد.ولا يبرح الموظفون مكاتبهم إلا بعد أن تتم تسوية حسابات العملاء تماما مهما استغرق ذلك من وقت.
كان هذا فيما مضى، أما الآن فالحواسب الآلية ( الكومبيوتر)مكنت من تسوية الحسابات حال إدخال الحركة المالية.بمعنى أنه يمكن للعميل الذي أودع مبلغاً من المال في حسابه بالبنك في الساعة العاشرة صباحاً ( مثلاً)أن يقوم بسحبه بعد دقيقة واحدة.أكثر من ذلك أن الكومبيوتر مكّن البنك من معرفة النتائج النهائية للنشاط المالي في نفس اليوم.
هذا عن دفتر يومية المؤسسات المالية الذي يحكمه الإنسان.
أما الكتاب المرقوم الذي يجري عليه حساب الخير وحساب الشر فإن التسجيل عليه يتم وفق معادلات حسابية محكمة حكيمة بيانها كما يلي:-
{ 1 }
{ مّن عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها
وما ربّك بظلاّم للعبيد }
[46 فصّلت]
{ 2 }
{ فمن يعمل مثقال ذرّة خيراً يره * ومن يعمل مثقال ذرّة شرّاً يره }
[8 الزّلزلة]
{ 3 }
{ من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يُجزى إلاّ مثلها
وهم لا يُظلمون }
[160 الأنعام]
{ 4 }
{ وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل
إن الحسنات يذهبن السّيّئات
ذلك ذكرى للذاكرين }
[114 هود]
{ 5 }
{ مّثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل اللهكمثل حبة أنبتت سبع سنابل
في كل سنبلة مائة حبةوالله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم }
[261 البقرة]
{ 6 }
{ فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتاً حسناً وكفّلها زكريا
كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقاً
قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله
إن الله يرزق من يشاء بغير حساب }
[37 آل عمران]
ولعله واضح بأن هذه المعادلات:
لها: بسط + { إيجابي }
ولها مقام – { سالب }
[هذا بلغة الحساب الصرفة ]
قانون التطبيق في البسط الإيجابي هو:
أن القيمة الواحدة من الخير تساوي عشرة.
وقد تساوي سبعمائة.
وقد تساوي قدراً بغير حساب.
قانون التطبيق في المقام السالب هو:
القيمة الواحدة من الشر تساوي واحدة مثلها فقط.
و لعل أروع ما في أمر هذه المعادلات أن البسط الإيجابي يمكن أن يكون مجرد نيّة طيبة. وأروع ما في الأمر كله في مجمله أن التسوية تتم في التو واللحظة الحاضرة.
( اللحظة الحاضرة التي تدقّ حتى توشك أن تخرج من حساب الزمن )
قال الحكيم المتعال :
{ فمن يعمل مثقال ذرّةٍ خيراً يره * ومن يعمل مثقال ذرّة شرّاً يره }
[8 الزلزلة ]
فمتى يره ؟!
يرهُ في التو واللحظة.ولا يؤجل إطلاقاً ولا حتى إلى اللحظة التالية.
وإلى ذلك أشار الحديث الشريف قائلاً : ( أعط الأجير أجره قبل أن يجفّ عرقه )
هذا العمل وهذا الحساب الذي هو في غاية الدقة { لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها}يتم تنفيذه داخل الكومبيوتر الرباني العظيم ألا وهو جسد الإنسان.جسد الإنسان بجميع ما يحتوي عليه من أجهزة تم تصميمها بدقة هي غاية في الإبداع المعجز.
أجهزة بمقدرة حسابية عالية تتخطى تقدير قيمة العمل المادي الملموس إلى تقدير قيمة النوايا التي لا يعلمها إلا {الله}الذي:
{ يعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصّدور}
[19 غافر ]
هذا هو قانون العدل الإلهي الذي يقوم على المحبة المطلقة. و هو الذي قام به وعليه الأمر من الواحد الأحد الصمد الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم.
النتيجة الحتمية عند حل جميع المعادلات المقضية والمقدرة وفق هذا القانون وفي جميع الأحوال تكون نتيجة بقيمة إيجابية من الخير. وهذا معنى في قمة معاني الآية الكريمة:
{ كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام }
[27 الرحمن ]
وهنا يمكن مقاربة الوصول لجواب السؤال السابق. فوجه {الله} تبارك وتعالى هو هذا الخير المطلق الذي لا يفنى.هو هذا الحب الذي لا يعيقه عزل ولا كدر .هو هذا الجمال الذي يسمو فوق جميع الصور.هو هذه الرحمة التي تنضح مغفرة وأبوابها مفتوحة على الإطلاق.
(انتهى)
خاتمة الخاتمة
[SIZE=6]أما بعد،
[FON