لا أكتب الشعر كي ألقى إعجاب الجهلاء
أو تصفيق من يصفقون لك رياء
أو تكريم من النبلاء أو الأمراء
أو بحث عن الشرف بين الضعفاء
ولا أكتب الشعر بحثا عن كرم الأغنياء
أو سلب أموالهم بالهجاء
كرفع أحدهم بالمدح إلى السماء
أن جاد علي بالمن والعطاء
وذله هجوا بدون حياء
إن أظهر لي الرفض والجفاء
فما هته وظيفتي....
لا أكتب الشعر جلبا لحب بنات حواء
أو أسرا لفتاة حلوة بريئة عذراء
أو قنصا لإعجاب وتقدير من النساء
عاشقات شعر الحب والوفاء
فما تلك وسيلتي...
لا أكتب الشعر قولا أني من الفصحاء
أو أني لسان من ألسن النبغاء
أو قلم من أقلام الأدباء
فما أنا إلا كقطرة ماء
ببحر المتنبي والمعري أبي العلاء
وغيرهم من ركب الشعراء العظماء
فهم المحيط المعطاء
للشعر العربي الغناء
المشتول حكمة وكلمة سواء
وما تلك طريقتي...
قد لا تتراقص على شعري من الجسد أجزاء
وتتمايل وتلتوي أشد التواء
وقد لا يجرد شعري الناس من الفضاء
ويسبح بعقولهم كما يريد ويشاء
قد لا تسمع كلماتي الآذان الصماء
أو تدمع عين من لا دمع له دماء
وتلك مشكلتي...
لكني سأظل أكتب صبح مساء
لأني حياتي من دون شعر داء
والشعر لها الدواء والشفاء
والمأكل والمشرب والهواء
قد لا أنمق شعري حروفا وأفعالا وأسماء
وأجعله بالأمثال والحكم أكثر ضياء
وأكثر جملا وإغراء
أو من قبيل هذا أو ما فات سواء
وتلك عقدتي...
لكني سأظل أكتب ما أحسه طهرا ونقاء
فرحا غضبا، اضطرابا وهناء
وفي البأساء والضراء
فبعد هذا هل يحق لي
أن أنسب نفسي للشعراء؟