القاهرة: أعربت الفنان التونسية الشابة هند صبري عن سعادتها بردود الفعل التي حققها فيلمها الجديد "أسماء" الذي سيطرح قريباً مشيرة الى أنها بذلت مجهوداً كبيراً بالفيلم نظراً لكون شخصية أسماء شخصية مركبة.
وقالت هند في حوارها مع إيلاف انها تعشق الأدوار المركبة لأنها تجد فيها تحدياً بالنسبة لها، مؤكدة على أن فيلمها الجديد "أسماء" ينتمي الى هذه النوعية من الأعمال، هند صبري وحوار ..... .
*اتذكر حديثك عن فيلم "أسماء" منذ انتهائك من تصوير فيلم "ابراهيم الابيض" قبل سنوات؟
**بالفعل، كنت احضر للفيلم منذ فترة طويلة مع المخرج عمرو سلامة، وادركت من البداية ان الفيلم صعب، لكنه يستحق ذلك، وردود الفعل التي حققها الفيلم في عرضه الأول سواء في مهرجان "أبو ظبي" او مهرجان "لندن" جعلتني أشعر بالسعادة، وأن المجهود الذي تم بذله في الفيلم لم يذهب دون فائدة.
*لماذا إخترت "أسماء" تحديداً؟
**الفيلم يعتبر حالة فنية مختلفة، بالإضافة الى أن شخصية" أسماء" كانت بمثابة تحدٍ كبيرٍ بالنسبة لي، نظراً لأنها أكبر مني في السن بأكثر من 15 عاماً، ومن ثم كانت هناك حاجة الى الإستعانة بخبيرة ماكياج عالمية حتى تضع الماكياج المناسب لهذه المرحلة العمرية كي تكتمل الصورة على الشاشة.
اعشق الأدوار التي يكون بها مساحة تحدي بالنسبة لي، وهو ما وجدته في "أسماء" لان هذه المساحة هي التي تبرز إمكانياتي كممثلة، كما انني لا اقبل إلا الأدوار التي تعطيني مساحة لإبراز موهبتي.
*كيف تحضرت للشخصية؟
**كما تعرف إستغرق التحضير للفيلم فترة طويلة نسبياً، وتحضيراته تمت على عدة مراحل، فالشخصية التي قدمتها في الفيلم، شخصية واقعية تعامل معها المخرج عمرو سلامة لكن لسوء الحظ انني لم التق بها نظراً لوفاتها قبل ان نبدأ بالتصوير، لكني كنت حريصة على ان التقي ابنائها لاعرف المزيد عنها وعن ادق تفاصيل حياتها وانفعالاتها وتصرفاتها معهم في المواقف المختلفة، كما قمت بزيارة المنظمة التي تقوم برعاية المصابين بالإيدز في القاهرة وجلست معهم في لقاءتهم لمعرفة أسلوب حياتهم بشكل أكثر تفصيلاً.
*لكن ما كتب عن الفيلم يؤكد انه لا ينتمي الى نوعية الافلام التجارية؟
**بالفعل، الفيلم لا ينتمي الى نوعية الافلام التجارية، وأعتبره في رأيي الشخصي بداية لعملية تغيير نوعية الافلام السينمائية التي يطلبها الجمهور في مرحلة ما بعد الثورة، واعتز بذلك كثيراً، لان تجربة "اسماء" كما قلت في البداية يحضر لها منذ سنوات، و"أسماء" ينتمي الى نوعية الافلام التي تبقي في ذاكرة الجمهور ويقدم قيمة فنية.
*وشباك التذاكر؟
**ادرك جيداً ان الجمهور لم يتغير بشكل جذري بعد الثورة، لكن السينما لها دور في عملية التغيير مثلها مثل أشياء متعددة منها وسائل الإعلام، كما ان شباك التذاكر لا يدخل ضمن اولويات تفكيري.
* هل ترين ان السينما تغيرت في الفترة الحالية بما يلائم مرحلة ما بعد الثورة؟
**هناك ازمة اقتصادية تمر بها صناعة السينما في مصر بسبب تخوف الشركات من السوق في الوقت الحالي، وهو امر سيستغرق وقت على العكس من الدراما التي خرجت من ذلك سريعاً وتعافت، والدليل على ذلك ما قدم من أعمال درامية في رمضان الماضي عرضت الواقع الذي نعيشه بمصداقية.
*تطرحين في الفيلم تجربة درامية جديدة من خلال السيدة المصابة بمرض الإيدز، حدثينا بشكل أكبر عن الفيلم؟
**هناك اعتقاد خاطئ بان الفيلم يتناول شخصية اسماء من جانب مرضها بالإيدز لكن عندما تشاهد الفيلم، ستعرف ان المرض محور من محاور حياتها المختلفة، وليس البناء الدرامي للفيلم بالكامل، فأحد مشاكل أسماء في الحياة اصابتها بالإيدز، ونتطرق في الفيلم الى المشاكل والعادات الخاطئة التي تكون سبب في وجود مشاكل شخصية على الرغم من بساطتها، فالفيلم يعتبر دعوة لنتقبل بعضنا.
*حدثينا عن تجربتك في فيلم "18 يوم" ؟
**الفيلم تجربة مختلفة ايضا بالنسبة لي، أجسد فيه دور زوجة حامل يخرج زوجها لميدان التحرير يوم 2 فبراير، الذي حدث فيه الاعتداء على المتظاهرين ومحاولة فض الاعتصام بالقوة والمعروف إعلاميا باسم "موقعة الجمل"، ويستشهد زوجها في الميدان ضمن الشهداء الذين وقعوا في هذا اليوم، وشاركني فيه اسر ياسين، وأخرجته مريم ابو عوف، وسيعرض ضمن مجموعة الافلام القصيرة التي دارت في الـ18 يوم الخاصة بالثورة المصرية منذ بدايتها وحتى تنحي مبارك وسقوط النظام.
*فرضت السياسة نفسها على الساحة العربية في الفترة الاخيرة وكنت من اكثر الفنانين مسايرة للأحداث؟
**لا تنس انني درست القانون، لذا وجدت ان فيديوهات التوعية السياسية بمثابة واجب وطني يجب علي ان اقوم به في الوقت الحالي نظراً للتغييرات الكبيرة التي جعلتنا نفتخر باوطننا، لذا شاركت في عمل مجموعة منها تهدف الى رفع نسبة الوعي السياسي للمواطن، وطرحتها عبر صفحتي الشخصية على موقع "فيس بوك".
*ماذا عن ابنتك "عاليا" وزيارتها لتونس؟
**ابنتي اصبحت كل حياتي، واصبحت احرص على ان اتواجد معها في كل وقت، والا اتركها مطلقا، وصحبتها معي في اول زيارة لي لتونس الحرة بعد الوضع، كذلك حرصت على ان اقوم باستخراج جواز سفر تونسي خاص بها.
*وجديدك؟
**استعد لمسلسل تليفزيوني في الوقت الحالي، لكني لا استطع ان الحديث عن تفاصيله بعد، كما انتظر عرض "اسماء" تجاريا في مصر، وكذلك فيلم "18 يوم".
* تراجع نشاطك كسفيرة للأمم المتحدة في الفترة الأخيرة، هل للأمر علاقة بالوضع السياسي؟
**ليس بالضبط، ولكن هناك زيارة من المفترض ان تتم الى الصومال، لكن الأوضاع الامنية حالت دون ذلك، لكني ساقوم بزيارة الى كينيا، واليمن ضمن برنامج الامم المتحدة.
*هل ستجدين التوفيق بين هذه الزيارات وبين أعمالك الجديدة؟
**عملنا الفني يختلف بطبيعته عن اي عمل اخر، لأننا لا نعمل وفقا لمواعيد حضور وانصراف او علينا ان نتواجد في أيام محددة، لكن هناك فترة تكون للعمل وفترة تكون بلا عمل ومن ثم ليست هناك مشكلة في ان اقوم بذلك في الفترة التي لا ارتبط بها بمواعيد تصوير خاصة انني مؤمنة بأهمية هذا العمل لغاياته الإنسانية.