[SIZE=2]أرجوحة حبال تكاد تصل عنان السماء، صياح وضجيج وصخب وضحكات أطفال لا شبهة لحزن فيها أو متاعب مما يمكن ان يعانيه الكبار، وليس فيها أي من هموم الحاجة، تزاحم على محلات البقالة قبل أن تتسع وتصبح ميني أو سوبر ماركت أو مول، من اجل الفوز بهدية كنوع من أساليب المنافسة بين التجار. فرح غير عادي بعيديه العيد مهما كان مقدارها. لا نوم في العيد قبل الاطمئنان على وسادة من ملابس ورائحة الحذاء، يمكن ان تتخلل مراسم العيد كلسات مزينة بكشكش، وأمنية لو كانت تلك الكلسات بلون الزهر إذ لا بد أن تكون بيضاء من اجل لزوم الزي المدرسي، أساور وخواتم تملأ الذراعين والأصابع، وصوت يعلو مع كل حركة تصدر من الذراع بقصد أو من غير قصد، وكأننا أفرغنا السلة من كل محتوياتها وأصبحنا نتبختر بكل ما هو جديد لدينا ضروري وغير ضروري.
أيام العيد ثلاثة، وأيام العسل ثلاثين ولا ادري لماذا احصر العيد بعدد، وفئة كبيرة تعاود مرارا وتكرارا بيت الشعر بأي حال عدت يا عيد، وكأننا لا نستحق العيد بالرغم من أن أعداده ثلاثة.
روائح الكعك تفوح في فضاء الحي، بالتناوب ما بين الجيران، ونميمة قد تكون مقبولة ما بين الجارات حول من منهن تفوقت على الأخرى في طعم وجودة الكعك.
الطفل في الماضي كان يعيش ظروف أسرته، بفرحها وبؤسها فلا خفايا في النفس ولا خفايا عن أعين الناس، الوضوح والشفافية سمة في البيوت، بعكس ما نراه في اغلب البيوت، فالسمة الظاهرة هي المغالاة في القول والفعل تراها في الصغير والكبير والكبرياء يظلل عقل الإنسان ويعميه عن عدد الآثام التي يمكن أن يرتكبها جهارا ونهارا كعمليات دفاعية لمواجهة الهجمات القادمة من داخل النفس وخارجها وكلها عوامل تقلل من بهجة العيد والحياة.
وبالرغم من أن الأيام مضت ومضت معها نشوة انتظار العيد، ونشوة الفرح بالثياب الجديدة، إلا أن العيد يظل نافذة نسترق منها الأمل والفرح.
أما الآن فقد تغير الحال وأصبح العيد بعيون الصغار لا يعدو عن أن يكون يوما عاديا يشبه كل الأيام فلم تعد الملابس الجديدة تفرحهم لان الغالبية منهم يشترون الثياب على مدار العام، ولم تعد هناك أمنيات صغيرة لهم حتى يحققونها مما يحصلون عليه من عيديات الأقارب، فبات العيد يأتي ويذهب دون أن يتحرك بالطفل ساكن.
كان العيد يوم للأطفال، حتى يمارسوا فيه لهوهم وفرحهم، وكان يوم للأرحام والزيارات والبر بهم، حتى أصبحت زيارة العيد رسالة نصية بلهاء عبر الخلوي، وكان يوم للأصدقاء لإشاعة الفرحة وتجديد أواصر المحبة بينهم.
في العيد يتجدد الأمل ليشمل كل بيت وتغمر الفرحة كل قلب.
كل عيد والعالم بخير.
كتب بواسطة عبله عبدالرحمن