اكد رئيس مجلس النواب عبدالكريم الدغمي ان المرحلة المقبلة لمجلس النواب سيكون عنوانها التعاون والتشارك والانفتاح على جميع مكونات الوطن بما فيها النقبات المهنية والاحزاب السياسية والحراكات الشعبية وغيرها من مؤسسات المجتمع مدني.
وقال الدغمي خلال لقاء جمعه ونائبه الاول النائب عاطف الطراونة ومساعدته النائب ناريمان الروسان برئيس واعضاء مجلس النقباء في مجمع النقابات المهنية اليوم الثلاثاء “إن طلبه الالتقاء بمجلس النقابات ليس بهدف تنفيذ زيارات بروتوكولية بقدر ما هو تأكيد على ايمان المجلس بالانفتاح والتشارك مع جميع الاطياف والتشارك برسم مستقبل افضل نحو جميع المستجدات على مستوى الوطن.
ودعا النقابات المهنية والاطياف السياسية ومؤسسات المجتمع المدني كافة إلى مد يد التعاون للمجلس ودعم توجهاته التي ستجد كل تقبل لاراء الاخرين ومشاركتهم لا سيما فيما سيتم طرحه من تشريعات داخل اروقة المجلس خلال الدورة الحالية، مؤكدا دوام الاتصال مع النقابات والالتقاء بهم باستمرار.
واكد أن النقابات المهنية تعد بيوت خبرة، يجب الاستفادة منها والاستعانة بتلك الخبرات لمستقبل الأردن وعلى مختلف الصعد، مبينا أنها اخذت على عاتقها سابقا وما زالت عبئا كبيرا بتحسين ظروف منتسبيها الاقتصادية والاجتماعية وتقديم خدمات عديدة لهم .
وجدد الدغمي تأكيده على مبدأ فصل السلطات لا سيما مع بداية ما سماه العهد الجديد للمجلس والدورة الجديدة له، مشيرا إلى أن المجلس سيتعاون مع الحكومة بقدر ما تعين نفسها، مستدركا أنها ما دامت على قدر المسؤولية وتنفذ ما كلفها به جلالة الملك ستجد كامل التعاون وبغير ذلك لن يستطيع المجلس مساعدتها.
وقال الدغمي إن جلالة الملك يقود مسيرة الاصلاح ويؤكد دائما على تحقيق ما ترغب به غالبية شعبه من اصلاحات، مشيرا إلى أن الاعمال المنفردة لن تكون ناجحة بقدر تضافر الجهود بين مختلف المؤسسات والتعاون بتحقيق الافضل للمجتمع والوطن.
واشار إلى وجود توجه سيتمحور لاحقا عند البدء بتشكيل لجان المجلس عقب عطلة العيد، مفاده الاستعانة بخبرات مجالس النقابات لما تزخر به من خبرات سواء كان عن طريق فتح حوار مباشر ودائما معه من خلال اللجنة ذات العلاقة بالمجلس او بتشكيل لجنة مؤقتة من اعضاء مجالس النقابات.
وشدد الدغمي على التغييرات التي سيلمسها المواطن والمتابعين من مختلف الاطياف السياسية على توجهات قيادة مجلس النواب الجديدة والتي وصفها بالمتعاونة، مشيرا إلى أن رئاسة المجلس ومكتبها الدائم لها الاثر الكبير بتوجيه المجلس عموما نحو مواضيع وقضايا واتجاهات معينة.
وفي الوقت الذي أكد فيه الدغمي على حرية الصحفي بالحصول على المعلومة وعلى حرية الإعلام، طالب الدغمي نقيب الصحفيين الزميل طارق المومني بان تقوم النقابة بمحاربة الدخلاء على مهنة الصحافة والذين اساءوا للمهنة ككل، مؤكداً بهذا الخصوص أن إقرار المادة (23) ضمن قانون هيئة مكافحة الفساد كان بهدف محاربة الدخلاء على مهنة الصحافة وليس التضييق على الحريات.
واكد ترحيبه الدائم بالصحفيين الحقيقيين، مشيرا إلى ان تفعيل واجبات نقابة الصحفيين تجاه الدخلاء على مهنة الصحافة سيدفع إلى عدم اقرار المادة23 وكذلك سيدفع إلى عدم تطبيق النصوص القانونية ذات العلاقة بقانون العقوبات.
وعن مكافحة الفساد ارجع الدغمي اسباب التأخير باعلان نتائج واحكام ملموسة تجاه قضايا الفساد بالسرعة التي يتوقعها المواطن إلى الوقت الذي تحتاجة الاجراءات التحقيقية واجراءات المحاكم.
ورغم تأكيده على “ان لمجلس النواب هفوات الا انه شدد ايضا على وجود ايجابيات عديدة حققها خلال الفترة الماضية رغم تسميته بمجلس ال(111) وهو ما اعتبره ظلما كبيرا بحق المجلس الذي أقر قانون نقابة المعلمين واقر التعديلات الدستورية خلال دورة استثنائية تعد الاطول بين مثيلاتها بالمجالس السابقة قاطبة”.
وعن مطالبة البعض باجراء استفتاء حول قانون الانتخاب المزمع طرحه مستقبلا قال الدغمي إن الدستور لا يبيح اجراء استفتاءات، وانما قد تقوم بذلك مراكز دراسات الرأي العام للاسئناس بنتائج دراساتها فقط، منتقدا في الوقت ذاته قانون الصوت الواحد الذي اضعف دور مجلس النواب وحول النائب إلى نائب خدمات.
وبين أن اعتماد قانون يتيح تعدد الاصوات سيتيح للنائب التمثيل لاكثر من جهة سواء الحزب او العشيرة وهو ما سيدفع إلى تمثيل افضل على مستوى الوطن عموما وعلى مستوى المجلس خصوصا.
واكد الدغمي”معارضته شخصيا لمشروع المفاعل النووي ككل وليس لوجوده ضمن مناطق المفرق خصوصا لايمانه بالدراسات التي تميل نحو استعمالات الطاقة البديلة، مطالبا من المعنيين تقديم دراسة متكاملة عن تصوراتهم نحو استغلال المعادن واستخدامات الطاقة المختلفة ووجهة نظرهم بهذا المجال لعرضها على اللجنة المعنية بالمجلس”.
وقال باجابته على استفسار لنقيب الفنانيين إلى انه يعتبر أن الفن هو ثقافة الشعوب، مؤكدا انه يجب ان يكون اسم وزارة الثقافة وزارة الثقافة والفنون باشارة منه لاهمية قيمة الفن بالمجتمع، داعيا نقيب الفنانين إلى لقاء خاص يبحث خلاله ملف الفنانين.
واكد رئيس مجلس النواب ما اعلنته مساعدته النائب ناريمان الروسان حول التوجه لفتح ملف الخصخصة من جديد من قبل مجلس النواب، مؤكدا ان اللجنة المعنية ضمنت كتاب الرد على خطاب العرش السامي بندا يتضمن الاشارة إلى فتح ملف الخصخصة من جديد.
وعن موضوع الاعطيات التي منحت لبعض النواب من الحكومة السابقة اوضح الدغمي انها كانت بهدف تقديم العون لفئات تعاني من ظروف الفقر وانها كانت بشيكات باسماء المنتفعين مباشرة ولم يكن للنواب دورا سوى توزيعها على المستفيدين وفقا لحاجتهم.
وقالت الروسان بخصوص الاعطيات ايضا انها لم تؤثر على توجهات النواب نحو القضايا المطروحة امامهم، نافية ان تكون قدمت لكسب تأييد معين من قبل النواب للحكومة السابقة.
وكانت النائب الروسان لفتت بداية حديثها على قدرة رئاسة المجلس الجديدة للسير بالمجلس نحو بر الامان وانجاحه بالمهام الموكلة اليه، مرجعا ذلك إلى خبرة وحنكة مكونات الرئاسة الحالية للمجلس.
واشارت إلى ان حل مجلس النواب لن يكون مجديا بقدر اتاحة الفرصة امامه للعمل مع المؤسسات الاخرى نحو مستقبل افضل، داعية النقابات المهنية إلى دعم خطوات المجلس وتوجهاته الجديدة .
من جهته أكد النائب الاول لرئيس مجلس النواب عاطف الطراونة ان للمجلس كلمته، وانه سيكون صاحب الشرعية بصلاحياته الدستورية وسيقوم بواجباته على اكمل وجه، مشيرا إلى ان المجلس لن يتوانى عن القيام بواجبه رغم امكانيات حله، واستدرك ان المجلس الذي سيليه سيستكمل ما بدأ به المجلس الحالي.
واشار الطراونة إلى ضرورة اعطاء وقت لاصحاب القرار ليترجموا مطالب الحراكات الشعبية إلى واقع ملموس او على الاقل وضعها ببرنامج تنفيذي.
وطمأن الطراونة المتابعين والصحفيين بالتوجهات لعدم اقرار المادة23 من مسودة قانون هيئة مكافحة الفساد، مشيرا إلى ان توجيهات جلالة الملك كانت واضحة بهذا الخصوص لايجاد بدائل غير اقرار المادة المعنية.
وكان رئيس مجلس النقباء/نقيب المهندسين عبدالله عبيدات اكد ان الاردن يشهد حراكا كبيرا بالحوار بين مختلف المؤسسات، مرحبا بالانفتاح الذي بدأه مجلس النواب مع النقابات المهنية.
وطالب عبيدات ببرنامج زمني يتضمن المراحل والخطوات الاصلاحية خصوصا وان خطوات تنفيذ بعض الخطوات بدأ منذ فترة، مشددا على ان يستمر مجلس النواب بتناول جميع القضايا المحلية كمصلحة عليا للدولة لا سيما فيما يتعلق بقانون الانتخاب والهيئة العليا للانتخابات.
وابدى عبيدات باسم مجلس النقباء استعداد النقابات المهنية تقديم كامل التعاون المطلوب لمجلس النواب.
ودار نقاش موسع بين النقباء ورئيس مجلس النواب ومرافقيه اجابوا خلالها على مختلف تساؤلاتهم المتعلقة بقضايا خاصة باعمال النقابات وعامة تهم شؤون المجتمع ككل.
