البعض يعاني من فراغ وجداني، فيجد ضالته في الحب سلوة، فيتلقف أول عابر طريق ويلعب معه لعبة الحب فيصدقها،
ويمشيان معا في طريق الخواء، والبعض يبكي جرحا لم يندمل، فيستغل الحب ليضمد به جرحه، فتعيش ذاته في جرح
جديد من دون أن يدري، والبعض تخترق روحه سهام الإعجاب بشخص ما، فيحلم به من بعيد، ويظل ليلا ونهارا يخيط
أفكاره ومشاعره، ويعيش في وهم حب لم يخلق، والبعض منا يرفع راية الحب وسيلة، في رحلة البحث عن زوج أو
زوجة تصلح لعش هادئ مرتقب، أو حتى غير هادئ، فالعبرة بالعش لا بقاطنيه!...وبعض البشر يلوكون الحب في
أفواههم، ويغزلون منه أطيافا معلقة في حبل السماء، لتحقيق غايات مظلمة في النفوس، ويصرخ الحب بريئا من ا
للعبة عندما يكون أطرافها ثلاثة، فليس حبا أن نبني عشنا فوق أشجار الآخرين، وكثير من البشر تعايشوا فقالوا.. هو
الحب يجمعنا ولكن... حين تتشبث عيوننا بشخص كما يتشبث الطفل بثوب أمه، وتتسارع نبضات قلوبنا فتغدو كقرع
الطبول، تحتبس الكلمات وتتبعثر الأحاسيس، تتناغم الأفكار والأرواح والأجساد، وتورق الأشجار، وتولد الزهور وتمطر
السماء، فتختلط علينا فصول السنة في يوم واحد، ويلبسنا الشعور بأن قلبنا ينبض ليشعر بالحياة لا أن يحياها فقط،
حينها نعرف أننا نحب. يغفو الحب بين ضلوع الكثير من اللاهثين وراء المادة، أو حتى يتم تجميده في ثلاجة الشعور،
محاولة بائسة في أن يصنع الإنسان نفسه من حديد، ولكن... حتى الحديد ينصهر، والثلج يذوب، والبركان الخامد يثور.
ينعي البشر حبا جفت أوراقه في عصر خطاه محمومة نحو المادة، ولكن الحب لا يموت مادمنا نحن البشر في هذه الدنيا:bdesh: