أَقْوى مِنَ الرّيح زَهْرُ الشِّيح، يا جَبلُ
وَجَمْرُهُ بلهيب الرّوُحِ يَشْتِعِلُ
وَدونَ صَخْرِكَ صَخْرٌ لا يُطاوِلُهُ
صَخْرٌ ••
ودونَكَ رَمْلٌ دونَهُ الأَجَلُ
وأنتَ لستَ مكاناً يحتويهِ مَدىً
ولا زَماناً يُوافي
ثُمَّ يَرْتحِلُ ••
لكنَّكَ الحُلُمُ الزّاهي الذي رَسَمَتْ
أَطيافَهُ القيمُ السَّمْحاءُ، والمُثُلُ
وَشَكَّلتهُ الرّسالاتُ التي نَزَلَتْ
على ذُراكَ، وصاغَتْ مَجْدّهُ الرُّسُل
لقد تَعلَّمَ منِك الصَّبَر مَنْ صَبَروا
وقد تَعلَّمَ منكَ البَذْلَ مَنْ بَذَلوا ••
وقد تَعلَّمَ مِنكَ العِشْقَ مَنْ عَشِقوا
وقد تَعلَّمَ مِنكَ العَقْلَ مَنْ عَقَلوا
ولا رِسالةَ إلاّ ما حَمَلْت، ولا
طريق يُوصِلُ إلاّ هذهِ المُقَلُ!
والقابضونَ عليها، قابضونَ على
نارٍ ••
وأَرواحُهُمْ بالنُّورِ تَغْتِسِلُ
* * *
[أُردنُّ ]، نِعْمَ الثَّرى المَزْروعُ أَفئدة
كأَنّها تَحْتَهُ، أو فَوْقَهُ، قُبَلُ!
وحَسْبُنا أَنًّهُ لا يَرْتضي بدلاً
عنّا ••
وليس لنا عن كُحْلِهِ