للمرة الأولى منذ بداية الحراك في الشارع الأردني، انطلقت في مدينة الرمثا مسيرة من أمام المسجد العمري وسط المدينة، وذلك للتأكيد على أن الإصلاح الحقيقي لا يتمثل بتغيير الأسماء في الحكومات، وإنما بتغيير النهج السياسي جذريا.
وأوضح أحد المنظمين بأن المسيرة تأتي للتأكيد على ضرورة ترسيخ مبدأ “الشعب مصدر السلطات”، وعلى ضرورة امتلاك الحكومات لصلاحياتها الدستورية، وتحملها مسؤوةلية سياساتها وأدائها، إضافة إلى تأكيدهم على محاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين.
كما شهدت مختلف محافظات الجنوب مسيرات واعتصامات في جمعة “لم تفهمونا..عظم الله أجركم”، وذلك للتعبير عن رفضهم لما وصفوه بـ”المماطلة والالتفاف” على المطالب الشعبية، من خلال التغيير الحكومي الذي اعتبره الحراك مجرد تغيير ببعض الأسماء.
وأكد الحراك في بيان له بأن مشروع الإصلاح يحتاج لإثبات إرادة رسمية تعمل على إعادة السلطة للشعب، وفتح باب التحقيق في كل الجرائم الاقتصادية المسماة بالخصخصة والبيع ومحاسبة المتسببين بهذه الجرائم”، وفقا لما جاء في البيان.
وفي معان، نفذ الحراك اعتصاما للتأكيد على رفضهم لآلية تشكيل الحكومات، واحتجاجا على الحكومة الجديدة، مشيرين إلى أن التفاؤل كان موجودا، إلى أن أعلن عن تشكيلة الحكومة.
وانتقد المشاركون توجه الحكومة الجديدة لإلغاء هيكلية الرواتب.
وفي السلط، نفذ الحراك الشعبي والشبابي وقفة أمام المركز الثقافي، والتي شهدت ارتفاعا في سقف الشعارات والهتافات.
ورفع المشاركون شعارات تطالب بإصلاح النظام ومحاربة الفساد، مؤكدين أن الحكومة الجديدة “ولدت ميتة”، ولن تمتلك حق الولاية العامة، بحسب أحد المنظمين.
كما دعا تجمع “أبناء جرش للإصلاح” إلى اعتصام جماهيري أمام المسجد الهاشمي بعد صلاة الجمعة، وذلك للتأكيد على الاستمرار في المطالبة بالإصلاح الشامل وأن تعود السلطة للشعب.
واعتبر التجمع في بيان له، أن التغيير الحكومي جاء “مخيبا للآمال و تغييرا تقليديا شكلا و مضمونا” مضيفا بأن الوزارة لم تضم شخصيات لها قبول في الشارع الأردني ولم تأت كحكومة انتقالية أو كحكومة إنقاذ وطني تسير بالأردن نحو التغيير المنشود .
وأشار البيان إلى أن “كل التغييرات التي يقوم بها النظام “حكومة / ديوان/ أعيان/ مستشارين”، في هذه المرحلة، لن يكتب لها النجاح إلا إذا كان هدفها السير بالأردن نحو الإصلاح الحقيقي، و الشامل ونحو تمكين الشعب الأردني، في أن يكون مصدرا للسلطات، نحو الحكومة المنتخبة ونحو قانون انتخاب يمثل الإرادة الوطنية والشعبية ويفرز برلمانا سيدا قويا بمثل إرادة الشعب الأردني .
فيما أعلن الائتلاف الشبابي والشعبي للتغيير دعمه لجمعة “لم تفهمونا .. عظم الله أجركم” التي أطلقها الحراك الشبابي والشعبي في المحافظات، إلا أن أسباباً لوجيستية تحول دون قيامنا بفعالية في هذه الجمعة، مؤكدة استمرارها في الحراك ومواصلة ضغطها في الشارع من أجل تحقيق مطالب المواطنين المتمثلة بالشعار الناظم للحراك منذ انطلاقته “الشعب مصدر السلطات”.