إلى كل المسكونين بعشق الأرض …والأطفال ..والحياة..
إلى الذين غسلوا ايديهم من العدالة الدولية والإنسانية..
إليهم جميعا أهدي هذا النص….الذي وصلني عبر الإيميل
عندما تكون فلسطينياً
سيكون لديك تدريب يومي على إخفاء دموعك
وابتلاع قطعة كبيرة من أمانيك التي غص بها واقعك
ووقف أمامها مشدوهاً
فمن اين يأتي لك بمارد المصباح ليعيد إليك
شجرة الزيتون
وطبق القش
ورائحة البحر؟
عندما تكون فلسطينياً
لن تستطيع ان تتمادى بابتسامتك
فخيالات الأقصى الأسير.. تحاصرك
ودم صلاح الدين الذي ينبض في شرايينك
ويذكرك في كل مرة تحاول أن تبتسم بها
بأن ابتسامتك خيانة.. سيعاقبك عليها التاريخ
عندما تكون فلسطينيا
لن تستطيع أن تنفرد بأحلامك.. فهناك من يشاركك بها
بل يتربع على عرشها
فإن كانت أحلام الآخرين
مالٌ وسلطانٌ وزوجةٌ وأطفال
فأحلامك.. قيلولة تحت شجرة البرتقال في حيفا
وفنجان قهوة على ضفاف طبريا
وصلاة ركعتين ودعاءٌ.. يعرج إلى السماء
متتبعاً خطى الحبيب في معراجه من هناك
عندما تكون فلسطينياً
ستعيش حالة من الغياب المزمن.. عن الحياة الطبيعية
فلا صحو ولا نوم
ولا عمل ولا راحة
ولا وعي ولا غيبوبة
بدون ذكرى فلسطين
وما كانت عليه فلسطين
وما صارت إليه فلسطين
وما ستصير إليه فلسطين
عندما تكون فلسطينياً
ستكون غريباً في وطنك.. وفي خارج وطنك
ستكون مثاراً لمختلف المشاعر
ستكون مثاراً للشفقة حيناً
ومثاراً للحزن حيناً
ومثاراً للاهتمام حيناً
ومثاراً للإعجاب أحياناً
عندما تكون فلسطينياً
ستعمل قسراً.. مروجاً لخلقٍ كاسدٍ يدعى: الكرامة
فقد انخفض تداوله بشكل ساحق منذ أن أخترعت قواميس جديدة للأخلاق
عندما تكون فلسطينيا
ستصاب حتماً بمرض يدعى: الحزن
وستصيب العدوى بمرضك هذا كل من يعرفك
أو يتأمل تلك الدموع الأسيرة في عينيك