الفكرُ يا إنسانُ لو أطلقتَـهُ
متأملاً في قدرةِ الرحمــنِ
**
لـ خضعتَ إذلالاً وتسبيحاً لهُ
سبحانهُ ربٌ عظيمُ الشـانِ
**
يَعلو ولا يُعلى وجلَّ عُلـوهُ
وصفاتهُ كملتْ بلا نقصانِ
**
سلطانهُ باقٍ ويبقى ملكهُ
هذا ويفنى كلُ ذي سلطانِ
**
في كل شيءٍ قدْ تكاملَ صُنعُهُ
ذا مُحكمِ التنزيلِ خيرُ بيانِ
**
قد عمَّ أرجاءَ الفضاءِ بآيهِ
أنظر ترى ما لن يصفهُ لساني
**
هذي السماءُ تزينت بكواكبٍ
لجمالها رُفعت بلا أركانِ
**
والريحُ تجري والسحابُ بأمره
يحيي بها ما ماتَ من بلدانِ
**
هذا ومنْ أياتهِ تلكَ التي
حملتْ بلا رجلٍ ولا بهتانِ
**
والكلُ جندٌ لـ الإله أما ترى ؟؟
جنداً يقضُّ مضاجعَ الطغيانِ
**
وإذا السماء تشققتْ من هولِ ما
وعدَ الإلهُ بآخرِ الأزمانِ
**
والأرضُ غيرَ الأرضِ هذا يومُها
وجبالها نسفتْ أمامَ عَيانِ
**
وتفجرتْ فيها البحارُ بأمرهِ
هذا ووصفُ الوعدِ بالقرانِ
**
والكلُ من بعدِ الممات مردهم
نحوَ الإلهِ الواحدِ الديانِ
**
في ذلكَ اليومِ العظيمِ نفوسنا
حشرت وهاقد خابَ ذي النكران
**
من بعد مبعثهم حسابٌ عادلٌ
يا سعدَ منْ ثقلوا على الميزانِ
**
يا سعدهم و جنان ربي فُتحت
يتقلبون بأنعُمِ الرحمنِ
**
قد أفلحَ الماضون في ركبِ الهدى
و تحرروا من قبضةِ الشيطانِ
**
يتفكرون بآيِ خالقنا التي
نطقتْ وتدعونا إلى الإيمانِ