ما زلت أحدث نفسي منذ عقود. و ما أدراني لعلها ساعة. و هل يوجد زمن في اللا وجود؟ و هل أنا موجود أصلاً؟ أم صرت إلى عدم. و إذا كنت عدماً في العدم... فهل في العدم وجود؟!.
أنا أعي نفسيَ الآن كما لم أدركها من قبل، و هذا يعني وجودي في الوجود.
كنت موجوداً في حيز الوجود الوحيد الذي يدرك وجوده البشر. لكني الآن موجود في مكان موجود غير الذي يوجد فيه باقي البشر!
إذاً أنا عدم بالنسبة إلى وجود الناس. موجود في نفسي و لنفسي فقط.
أشعر مثل غريقٍ من ألف سنة أو أكثر. أغرق كل لحظة ألف مرة، فإني لا أدرك الوقت إلا كلحظات تتناوب فيها الأفكار و الهواجس و المشاعر المتورمة التي تكاد تنفجر و تحولني معها إلى أشلاء نفس.
ليت علماء الطاقة يعلمون عن قوة مشاعري التي تتطاحن في داخلي كألف ألف قنبلة ذرية، كمائة شمس، أُختزلت في علبة كبريت.
أي إحساس هذا الذي يتملكني ولا أملكه.
أي مشاعر متفجرة مكبوتة داخل صدري.
إن البراكين لفي نعيم...!
هي تخرج ثائرة متفجرة عندما يزيد ما تكبته داخلها عن طاقتها و حدود صبرها.
هي تخرج ثائرة متفجرة عندما يزيد ما تكبته داخلها عن طاقتها و حدود صبرها.
يبدو أني أتعس مخلوق عاش يوماً على الأرض، أو على غيرها...!
فهل يوجد أحد يحسد زلازل غيري و براكينه؟
حتى الإنتحار أرى فيه ترفاً بعيد المنال...!
فهل يوجد أحد يحسد زلازل غيري و براكينه؟
حتى الإنتحار أرى فيه ترفاً بعيد المنال...!
يبدو أننا عُلّمنا لغةً منقوصة ! فما يجيش الأن في أعماقي لا تشرحه الجمل و الكلمات، و لا القبل و العبرات، فكل ما يمكن أن يقال أمامهم سوى تُرّهات...
أحتاج إلى حروف غير الحروف، إلى حروفٍ شفافةٍ مؤلمة مبكية لمجرد سماعها، إذاك قد أبوح بنصبي و وجدي في ألف كتاب، إذا جعلت من البحر مداداً.
هل أعيش الآن تجربة لم يمر بها بشر قبلي، لذلك لم يستنبطوا مفردات تصفها...!
هل يمكن وصف الألم و الوحدة و العذاب بدون وجود هذه المفردات في قاموسنا ؟!
كيف نصف لمن نحكي له هذه المشاعر إذا لم تسعفنا الكلمات ؟
فلا يسعنا إلا أن نكبتها ،،،،، نغالبها،،،،،، فإما أن نغلبها فتتفتت،،،،،، أو تغلبنا فنَتَشتت.
كأني في هذه اللحظات رجل في رحم! هو حياتي و كوني و عالمي. إن الجنين يعيش سعيداً في رحم أمه لأنه لا يعرف شيئاً عما خارجه و لا يريد أن يعرف و إني أعذره.
و لكن أن يعرف و يعيش و يسعد و يمتلئ ذكرياتٍ و تجارب و مشاعر و يحب أناساً و أشياء ثم يُردّ مرة أخرى إلى ذلك الرحم، فما هو إللا عذاب لا يحتمل و عقاب لا يبرر، و إن قتل من البشر ما قتل.
عليهم أن يعاقبوا المجرمين المحكومين بالإعدام لعظم ما إقترفت أيديهم و أذنبت أنفسهم الخبيثة بما أمر به و أعيشه الآن. هو ذاك أفضل عقاب لهم ليتفكروا و ليكفّروا عما ظلموا و اعتدوا عوضاً عن أن يقتلوا و فيرتاحوا. أم تراني أسرفت عليهم في القسوة و العقاب، و سوء العذاب.
أصنم أنا ؟
هل عدت إلى حياة أخرى في زمن سحيق كصنم يعبد؟
إن تكن الأصنام كذلك فهي أولى بالشفقة و المساعدة من العبادة و التبريك.
و إن تكن كذلك فهي أبعد ما تكون عن القداسة. بل هي ملعونة أيضاً
أريد أن ألمس الجدران ، أن أمسك بحجر... أن أصافح بشرأً
أريد أن أسمع لحن .... أي لحن ... أن أسمع حتى خوار البقر ....
أريد أن أحدث أحداً غير نفسي التي لا تسمع.
أشعر برغبة عارمة في الإبحار إلى ما لا نهاية، و أحس بحبات رذاذك الباردة على جبيني المتوقد.
أين أنت يا بحري..؟ كم أتمنى أن اراقص أمواجك. و كم أرغب في أن تحملني.
شاركني ساعةً في يومٍ لأسعدَ و أموت بعدها .... إن لم أكن قد فعلت ....!
أي ألم هذا و أي عذاب . حتى الدمع مواسي المتألمين رفاهيةً لا أجدها.
أين أنت عني يا بحري... لتخبرني أين أنا ...
أكاد أكون شاعراً و لست بشاعر، فكياني كله يحلق حول روحي فأستقي منها الوجدان و الرغبات فلا شيء يعكّر بحيرة الحواس الحقيقية من حس رخيص أرى به و أسمع.
أكنُّ لك يا بحري كل الحب، فأنت لي كل شيء في وقت أنا فيه لا شيء.
أين أنت عني فإني أريدك. أريد أن احيط بك و أضمك بحواسي الغائبة. بل أريد أن أخترع حواس جديدة لأعانقك و أندمج بها معك في روح واحدة.
أسف للإطالة !!!
كل ما في الامر اني وضعت نفسي مكان السفينه ( و اتحمست ) :cry:
NIKON D90
TAMRON 10-24
NIKKOR 18-105