"سمع الله لمن حمده "
" ربنا ولك الحمد "
السمع ثم الحمد !
لماذا هذا الترتيب الذي يفوق ترتيب عقلنا البشري !
أوَ ما نقول : ربنا لك الحمد ، فـ يقول لنا : سمع الله لمن حمده !
...أوَ ليس هذا الذي يرسمه عقلنا المتربّع أعلى رأسنا !
أفلا نقول ذلك ، كَ طريقة منطقية لإدارة الحوار !
لكن الله هنا يخبرنا ..
انه سبحانه يفوق المنطق ، والتوقُّع، وطرق تفكير العقل البشري ؛ طينيّ الأصل ..
أدهشني هذا الترتيب لأول مرة في صلاتي ،
فَ ظللت شاردة الذهن حتى أنهيتها !
وأنا أقلّبها في زوايا عقلي الضعيف !
يارب كيف ذاك ؟ علّمني !
دهشني كرم الرب، رحمته بنا،
و حنانه على عٍــــــــباده الضعفاء ..
فهوَ يُخبرنا أنّه يسمعنا ، قبل ان نقول ..
وَ يستجيب قبل ان ندعو ..
أنّه أعلم بنا مِنّا .. وأدرى بنفوسنا منّا ..
أنّه أقرب إلينا من حبل الوريد ..
أنّه معنا، بداخلنا، وحولنا، رغم انّه عليٌّ فوق العرش ، فوق سماواته العُلى ..
أنّه يعلم بماذا نفكّر ، وماذا نريد ان نقول ، وما سنقول ، قبل ان نقول ..
يعلم أمنياتنا، أحلامنا ، و “فتافيت” الكلمات التي تتقافز بداخلنا و
ندسّها عن كل أحد ..
لكنّه الواحد الأحد جل في علاه ..
الذي يعلم السّر و “أخفى” ..
وما الذي يكون أخفى من السّر !
سبحانك ، سبحانك ، سبحانك .
يا من تسمع لمن يحمدك .. من فوق عليائك ..
قبل ان يحمدك .
أَ تسمع نبضي الآن وهوَ يهمس دون صوت ،
يتمتم لك وحدك .. « أحبّك ياربّ فـ أحبّني »
فليس الشأن ان نُحِب .. إنّما الشأن ان نُحَب ،
أثق أنك تسمعه يا الله فَـ أَجِبْ ،
كي يسعد ، فـ أسعد .
. . لـِ : لميس مرغلاني