،، تلك الأوراق القديمة التي كلما مر عليها الوقت زادت تعتقاً ،،
،، زادت حروفها سباتاً بين الأسطر ،،
،، هناك حيث تكون دنيا الكلام غير الدنيا ،،
،، هناك حيث تولد احلامي وتدفن اسراري ،،
،، في الأمس ضممتها إلى صدري وداعبتها وكأنها طفلة صغيرة ،،
،، تفتلت بين بتلاتها مستعيداً شريط الذكريات ،،
،، نظرت إليها نظرة المشتاق ،،
،، نظرت العاشق الولهان ،،
،، لذكرى فارقتها منذ اعوام ،،
،، وتركتها وحيدة هناك ،،
،، تحدثت إليها وقلت لها اخبريني عما كتبت ،،
،، حدثيني عني فأنت ما زلت تذكرين وانا نسيت ،،
،، ارتعشت بين يدي اطرافها ،،
،، وتنهدت وقالت ماذا اخبرك؟ ،،
،، ومن اين ابدأ ؟! ،،
،، وكيف ابدأ ؟! ،،
،، هل اذكر لك ايام الصبا ،،
،، حين كنت طفلاً لا تتقن فن الكلام ولا الكتابة ،،
،، حين كنت ترهق جنباتي بخربشاتك العصية على الفهم ،،
،، والتي لا يتقن فك تعويذتها إلا أنت ،،
،، تباعدت بن يدي الصفحات ،،
،، وعادت ،،
،، وهمست ،،
،، وقالت ،،
،، ام اذكر لك ايام السهر ،،
،، حين كانت كلماتك لي كفنجان القهوة ،،
،، تبقيني مستيقظة ،،
،، تارة تزيديني فرحاً ،،
،، وتارة تمزقني ألماً ،،
،، تارة تروي لي الحكم ،،
،، وتارة تحدثني عن اخبار مراهق مالي بشأنه إلا أني مِلكُه ،،
،، وتارة تحملني كلام اللوم أو العتاب ،،
،، واخرى تبكيني بقصص العشق ،،
،، ام اخبرك عن الورود التي تشبعت برائحة الأحرف ،،
،، والتي ما زالت تحمل لمستك الأولى ،،
،، همسات عاشق صغير ،،
،، ما زالت مزروعة بين الصفحات ،،
،، وتسقى من عرق الكلمات ،،
،، ام اخبرك عن اسرار وعادات ،،
،، وضعتها منذ سنين واشهر وايام وساعات ،،
،، ونسيتها هناك ،،
،، ام اخبرك عن صفحات ما زالت تتشبع حبراً من ترياق فمك ،،
،، كلما جاء لك همس الكلام ،،
،، انظر الي صفاحاتي هل تشم فيها رائحتك ،،
،، فانا لا اشم فيها إلا رائحة الحبر ورائحة العبارات ،،
،،صدقني يا عزيزي لا يستطيع فهم كلماتك إلا انت يا صاحب الكلمات ،،
،، فهل اخبرك عن نفسك ام تخبرني انت عنك يا صاحب الكلمات ؟! ،،
