مقال اعجبني للكاتب احمد حسن الزعبي جريدة الراي
العاطل
(أعطل) مرحلة يمرّ بها الشاب في حياته هي مرحلة ما بعد التخرّج ، عندما
يجد نفسه بدون عمل يشغله أو واجبات تناسب مرحلته،أو وعد ينتظره.. وبالتالي
فهو عاجز عن رد المتطفلين بالسؤال عن جديد أحواله ، أو إسكات الشامتين
ببطالته ..
في هذه المرحلة المملّة من حياة الشاب .. يزيد منسوب الحنيّة عند الأقارب
والجيران والمعارف . مثلاً الخال المنشغل عن أبناء أخته، يتفرّغ فجأة
ويزورهم سائلاً: شو صار مع يحيى ؟..فيكون الجواب المغلف بالخجل وقلّة
الحيلة: بعده قاعد ..فيساهم ببعض الولولة اللازمة ثم يبدأ بنصائح تافهة
واقتراحات مستهلكة من باب المشاركة بالمشاعر ليس الاّ..
العم المغترب كذلك فور عودته بإجازة الصيف يسأل: شو صار مع يحيى ؟ فيكون
الجواب أيضا : بعده قاعد .. فيشارك هو الآخر باقتراحات تشبه طعم اقتراحات
الخال التي بلا طعم ..
الخالة القطعية المتزوجة في بلد آخر، تسأل عبر مكالمة هاتفية بعد منتصف
الليل ، عن سعر كيلو الجميد في حارة أختها ..وبالمرة تتذكّر قبل أن تغلق
السماعة السؤال المؤذي: شو صار مع يحيى؟ فيكون الجواب كالسابق..
جابي الكهرباء..عندما يأتي ليأخذ القراءة ويقطع الفاتورة يتسلى هو الآخر
بسؤال عابر للنكد ..فيسأل الشاب : بعدك قاعد؟ فيرد يحيى شوفة عينك ..
الجيران كذلك..جميعهم بلا استثناء، حتى الذين قطعت معهم العلاقات
الدبلوماسية منذ زمن ..لا يتوانون في إرجاعها ليشرعوا بالسؤال من باب حمة
البال .. الجارات فوق أسطح المنازل أثناء نشر الغسيل ..يسألن اشتغل يحيى
؟..اللحام أثناء سلخ الخروف ..البقال عندما يناوله جريدة الصباح ..مؤذن
الجامع..مطهرّ الأولاد..كلهم يسألون شو صار مع يحيى؟..
حتى الأهل، لا يسلم العاطل عن العمل من انتقادهم..اذا استيقظ متأخراً
يقولون : هاظ بده يشتغل هاظ؟ طول نهاره نايم ..واذا استيقظ باكراً ، فإنهم
يقولون: لويش قاعد؟ على الوظيفة اللي بستناك ..اذا أكل كثيراً يقولون أكل
الرجال على قد أفعالها ..واذا لم يأكل جيداً يقولون أيضاَ أكل الرجال على
قد أفعالها ..
أما اذا طالت مدّة بطالته ،فتوكل اليه أردأ الأعمال المنزلية كونه الوحيد
المتفرغ من بين جميع أخوته العاملين ..فيطلب منه مثلاً : فتح المجاري ،
تعليق البرادي ، تعشيب الدار ، تقعيد الجاج ..الخ..
المسكين حتى لو حصل على وظيفة بعد مدة ، فلن يسلم من الناس ايضاَ ، فقد
تتحوّل قصة عطالته عن العمل إلى مضرب للمثل ، ونموذج للتخفيف عن الخريجين
الجدد..ويرد اسمه بين الأهالي والشباب كمثال للعطالة الطويلة كأن يقال:
خابرين قديش قعد يحيى بدون شغل..وهاظ هو بالآخر اشتغل
العاطل
(أعطل) مرحلة يمرّ بها الشاب في حياته هي مرحلة ما بعد التخرّج ، عندما
يجد نفسه بدون عمل يشغله أو واجبات تناسب مرحلته،أو وعد ينتظره.. وبالتالي
فهو عاجز عن رد المتطفلين بالسؤال عن جديد أحواله ، أو إسكات الشامتين
ببطالته ..
في هذه المرحلة المملّة من حياة الشاب .. يزيد منسوب الحنيّة عند الأقارب
والجيران والمعارف . مثلاً الخال المنشغل عن أبناء أخته، يتفرّغ فجأة
ويزورهم سائلاً: شو صار مع يحيى ؟..فيكون الجواب المغلف بالخجل وقلّة
الحيلة: بعده قاعد ..فيساهم ببعض الولولة اللازمة ثم يبدأ بنصائح تافهة
واقتراحات مستهلكة من باب المشاركة بالمشاعر ليس الاّ..
العم المغترب كذلك فور عودته بإجازة الصيف يسأل: شو صار مع يحيى ؟ فيكون
الجواب أيضا : بعده قاعد .. فيشارك هو الآخر باقتراحات تشبه طعم اقتراحات
الخال التي بلا طعم ..
الخالة القطعية المتزوجة في بلد آخر، تسأل عبر مكالمة هاتفية بعد منتصف
الليل ، عن سعر كيلو الجميد في حارة أختها ..وبالمرة تتذكّر قبل أن تغلق
السماعة السؤال المؤذي: شو صار مع يحيى؟ فيكون الجواب كالسابق..
جابي الكهرباء..عندما يأتي ليأخذ القراءة ويقطع الفاتورة يتسلى هو الآخر
بسؤال عابر للنكد ..فيسأل الشاب : بعدك قاعد؟ فيرد يحيى شوفة عينك ..
الجيران كذلك..جميعهم بلا استثناء، حتى الذين قطعت معهم العلاقات
الدبلوماسية منذ زمن ..لا يتوانون في إرجاعها ليشرعوا بالسؤال من باب حمة
البال .. الجارات فوق أسطح المنازل أثناء نشر الغسيل ..يسألن اشتغل يحيى
؟..اللحام أثناء سلخ الخروف ..البقال عندما يناوله جريدة الصباح ..مؤذن
الجامع..مطهرّ الأولاد..كلهم يسألون شو صار مع يحيى؟..
حتى الأهل، لا يسلم العاطل عن العمل من انتقادهم..اذا استيقظ متأخراً
يقولون : هاظ بده يشتغل هاظ؟ طول نهاره نايم ..واذا استيقظ باكراً ، فإنهم
يقولون: لويش قاعد؟ على الوظيفة اللي بستناك ..اذا أكل كثيراً يقولون أكل
الرجال على قد أفعالها ..واذا لم يأكل جيداً يقولون أيضاَ أكل الرجال على
قد أفعالها ..
أما اذا طالت مدّة بطالته ،فتوكل اليه أردأ الأعمال المنزلية كونه الوحيد
المتفرغ من بين جميع أخوته العاملين ..فيطلب منه مثلاً : فتح المجاري ،
تعليق البرادي ، تعشيب الدار ، تقعيد الجاج ..الخ..
المسكين حتى لو حصل على وظيفة بعد مدة ، فلن يسلم من الناس ايضاَ ، فقد
تتحوّل قصة عطالته عن العمل إلى مضرب للمثل ، ونموذج للتخفيف عن الخريجين
الجدد..ويرد اسمه بين الأهالي والشباب كمثال للعطالة الطويلة كأن يقال:
خابرين قديش قعد يحيى بدون شغل..وهاظ هو بالآخر اشتغل