[B]بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تقدم نحوي،
و هو بالكاد تحمله قدماه، فقد كان عجوزاً رثاً بائساً أدارت الدنيا ظهرها له.
فما كان مني إلا أن تهيأتْ يدي اليمن تتحسس جيبي، تفتش علّها تجد فيه من الدريهمات ما يبعد عني هذا المتسول كما خيل إلي..
حتى وقف أمامي و تبسم قائلاً:اقرأ..
فقلت: و ما أقرأ؟
قال: اقرأ،
و عندها رفعت كلتا يديه ورقة مكتوباً فيها...
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى كل من ........
نسوا تلك الليالي الباردات التي قضى الله فيها على آبائهم أن يسهروها دون أن يغمض لهم جفن، فلما أن كتب لهم الله السلامة و عند أول امتحان لهم للوفاء بالدين قالوا إفٍّ لهم، فعقوا و هم لا يشعرون.
و إلى كل من....
بسط الله لهم الرزق و أسبغ عليهم نعمه ظاهرة و باطنة، فلما قيل لهم تصدقوا فما نقص مال من صدقةٍ رأيت الواحد منهم يقول إنما أوتيته على علم عندي ، فبخلوا على أنفسهم و هم لا يشعرون.
و إلى كل من....
رأى مسكيناً قد أعياه الفقر جوعاً و الحاجة طلباً و إلحاحاً، تنمروا عليه و تكبروا و هم لا يشعرون.
و إلى كل من ....
تلذذوا كثيراً بأكل أموالهم بعد أن قدّر لهم القدير أن يكونوا أوصياء عليها، فخانوا أمانتهم و نسوا ربهم فأنساهم أنفسهم و هو لا يشعرون.
إلى كل من....
جلسوا على كرسي الوظيفة، يديرون شؤون البلاد و العباد، و أول ما فكروا فيهم أنفسهم، فأقاموا الحجاب على أبوابهم و منعوا الناس مصالحهم و استعبدوهم، و إذا قيل لهم إنما أنتم أجراء الناس تعالوا و تغطرسوا و هم لا يشعرون.
و إلى كل من....
تكبروا و تجبروا و غرتهم الأماني فقتلوا و يتموا و أذلوا و أهانوا فنسوا حظاً مما ذكروا به، و إذا قيل لهم اتقوا الله أخذتهم العزة بالإثم و هم لا يشعرون.
ربما تسأل نفسك الآن، ما الذي أريده منك ...؟؟
لنفسي لا أريد شيئاً..بل أريد أن أعطيك أشياءً..
فهلا نظرتَ إلي؟؟
لتعرف أنني أنا كل أولئك ...
لذا إياك أن تكون منهم، فتكونَ أنا..
و تنسى إنك إنسان
و ما إن رفعتُ عينيّ لأراه فلم أجدْه وكأنما الأرض انشقت و ابتلعته.[/B]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تقدم نحوي،
و هو بالكاد تحمله قدماه، فقد كان عجوزاً رثاً بائساً أدارت الدنيا ظهرها له.
فما كان مني إلا أن تهيأتْ يدي اليمن تتحسس جيبي، تفتش علّها تجد فيه من الدريهمات ما يبعد عني هذا المتسول كما خيل إلي..
حتى وقف أمامي و تبسم قائلاً:اقرأ..
فقلت: و ما أقرأ؟
قال: اقرأ،
و عندها رفعت كلتا يديه ورقة مكتوباً فيها...
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى كل من ........
نسوا تلك الليالي الباردات التي قضى الله فيها على آبائهم أن يسهروها دون أن يغمض لهم جفن، فلما أن كتب لهم الله السلامة و عند أول امتحان لهم للوفاء بالدين قالوا إفٍّ لهم، فعقوا و هم لا يشعرون.
و إلى كل من....
بسط الله لهم الرزق و أسبغ عليهم نعمه ظاهرة و باطنة، فلما قيل لهم تصدقوا فما نقص مال من صدقةٍ رأيت الواحد منهم يقول إنما أوتيته على علم عندي ، فبخلوا على أنفسهم و هم لا يشعرون.
و إلى كل من....
رأى مسكيناً قد أعياه الفقر جوعاً و الحاجة طلباً و إلحاحاً، تنمروا عليه و تكبروا و هم لا يشعرون.
و إلى كل من ....
تلذذوا كثيراً بأكل أموالهم بعد أن قدّر لهم القدير أن يكونوا أوصياء عليها، فخانوا أمانتهم و نسوا ربهم فأنساهم أنفسهم و هو لا يشعرون.
إلى كل من....
جلسوا على كرسي الوظيفة، يديرون شؤون البلاد و العباد، و أول ما فكروا فيهم أنفسهم، فأقاموا الحجاب على أبوابهم و منعوا الناس مصالحهم و استعبدوهم، و إذا قيل لهم إنما أنتم أجراء الناس تعالوا و تغطرسوا و هم لا يشعرون.
و إلى كل من....
تكبروا و تجبروا و غرتهم الأماني فقتلوا و يتموا و أذلوا و أهانوا فنسوا حظاً مما ذكروا به، و إذا قيل لهم اتقوا الله أخذتهم العزة بالإثم و هم لا يشعرون.
ربما تسأل نفسك الآن، ما الذي أريده منك ...؟؟
لنفسي لا أريد شيئاً..بل أريد أن أعطيك أشياءً..
فهلا نظرتَ إلي؟؟
لتعرف أنني أنا كل أولئك ...
لذا إياك أن تكون منهم، فتكونَ أنا..
و تنسى إنك إنسان
و ما إن رفعتُ عينيّ لأراه فلم أجدْه وكأنما الأرض انشقت و ابتلعته.[/B]