مقتطفات من كتاب مهنتي كملك للراحل الملك الحسين رحمه الله
مقتطفات من مقدمة الكتاب
كانت السيارة ذات اللون المعدني الأسمر من طراز "لينكولن كونتيننتال" تمر متريثه في شوارع عمان المزدحمه وكانت السيارات الملكية تتوقف مراراً امام الأنوار الحمراء ، وكان الحسين بكل تواضع وديمقراطيه يكبح جماح السيارة ويتوقف.
((شهدت هذا المنظر بأم عيني فلقد كان جلالته ينير شارعنا بشكل اسبوعي تقريبا وهو يقوم بزيارة لشقيقته سمو الأميره بسمه حفظها الله ورعاها فهي تسكن بالقرب منا في منطقة الجبيهة.. كانت سيارته "معظم الأحيان مرسيدس كشف" تعبر الشارع ببطء شديد حتى يستطيع التلويح لكل مواطن أحبه ورغب بالسلام عليه وبيوم من الأيام كانت سيارات الحرس ترافقه ظننت بأنه موكب أميري ولم اعتقد بأن جلالته هو من ينير الشارع .. فأردت عبور الشارع إلى الجهة الأخرى وتفاجأت بالزامور القوي جداً من سيارة الحرس الأماميه والتي كانت تريد أن تمنعني من العبور .. وقفت انتظر وإذا بجلالته رحمه الله يوقف سيارته وقوف تام ويؤشر لي بأن أقوم "بقطع الشارع" وابتسم ابتسامه سحريه جداً وقمت بالتلويح له بشده كبيره وارسال قبله كبيره له .. و لا أخفيكم وددت أن أهجم على سيارته وأن أقبل يداه وجبينه العالي..ولكن للأسف كنت خائفه جدأً من الحرس الذي نادراً ما كان يرافقه في زياراته الخاصه ولكن على حظي .. قاموا بمرافقته))
نكمل الحديث:
كنت وقتئذ أجلس إلى جانبه وكان مرافقه العسكري يجلس في المقعد الخلفي، بلاي أي حرس ولا حتى أي دراجة ناريه تتقدم السياره الملكيه ولا أي شرطي.
عرف بعض الماره مليكهم .. فجعلوا يصفقون واتخذ رجال الشرطه الذين كانوا يتولون تنظيم حركة السير موقف التهيؤ، رافعين أيديهم بالتحيه العسكريه وكان الملك بادي السعادة إنه يحب أن يتجول متنكراً بين أبناء شعبه ليتحسس نبضات قلب الأمه ومن بعيد،
(( في يوم من الأيام تنكر جلالة وركب مع سائق تكسي بدوي.. وبدأ المغفور له يتحدث بصفة شخص معارض للملك حسين .. ولكن سائق التكسي أمسك بلحية جلالته وهو لا يعرفه.. و قال له بالحرف الواحد "والله لو ما انا خايف ارتكب بيك جرم غير طخيتك ..كيف تسمح لحالك تحكي عن ملكنا"" فقال له سيدنا الله يرحمه وهو يضحك: " انا حسين يا رجل شوي شوي "
وأنا بدوري أقول هنا يا سيدي هل تشك في حبنا لك .. كنا وما زلنا خدمك الذي لن يخرجوا عن طاعتك بأي يوم من الأيام))
مقتطفات من مقدمة الكتاب
كانت السيارة ذات اللون المعدني الأسمر من طراز "لينكولن كونتيننتال" تمر متريثه في شوارع عمان المزدحمه وكانت السيارات الملكية تتوقف مراراً امام الأنوار الحمراء ، وكان الحسين بكل تواضع وديمقراطيه يكبح جماح السيارة ويتوقف.
((شهدت هذا المنظر بأم عيني فلقد كان جلالته ينير شارعنا بشكل اسبوعي تقريبا وهو يقوم بزيارة لشقيقته سمو الأميره بسمه حفظها الله ورعاها فهي تسكن بالقرب منا في منطقة الجبيهة.. كانت سيارته "معظم الأحيان مرسيدس كشف" تعبر الشارع ببطء شديد حتى يستطيع التلويح لكل مواطن أحبه ورغب بالسلام عليه وبيوم من الأيام كانت سيارات الحرس ترافقه ظننت بأنه موكب أميري ولم اعتقد بأن جلالته هو من ينير الشارع .. فأردت عبور الشارع إلى الجهة الأخرى وتفاجأت بالزامور القوي جداً من سيارة الحرس الأماميه والتي كانت تريد أن تمنعني من العبور .. وقفت انتظر وإذا بجلالته رحمه الله يوقف سيارته وقوف تام ويؤشر لي بأن أقوم "بقطع الشارع" وابتسم ابتسامه سحريه جداً وقمت بالتلويح له بشده كبيره وارسال قبله كبيره له .. و لا أخفيكم وددت أن أهجم على سيارته وأن أقبل يداه وجبينه العالي..ولكن للأسف كنت خائفه جدأً من الحرس الذي نادراً ما كان يرافقه في زياراته الخاصه ولكن على حظي .. قاموا بمرافقته))
نكمل الحديث:
كنت وقتئذ أجلس إلى جانبه وكان مرافقه العسكري يجلس في المقعد الخلفي، بلاي أي حرس ولا حتى أي دراجة ناريه تتقدم السياره الملكيه ولا أي شرطي.
عرف بعض الماره مليكهم .. فجعلوا يصفقون واتخذ رجال الشرطه الذين كانوا يتولون تنظيم حركة السير موقف التهيؤ، رافعين أيديهم بالتحيه العسكريه وكان الملك بادي السعادة إنه يحب أن يتجول متنكراً بين أبناء شعبه ليتحسس نبضات قلب الأمه ومن بعيد،
(( في يوم من الأيام تنكر جلالة وركب مع سائق تكسي بدوي.. وبدأ المغفور له يتحدث بصفة شخص معارض للملك حسين .. ولكن سائق التكسي أمسك بلحية جلالته وهو لا يعرفه.. و قال له بالحرف الواحد "والله لو ما انا خايف ارتكب بيك جرم غير طخيتك ..كيف تسمح لحالك تحكي عن ملكنا"" فقال له سيدنا الله يرحمه وهو يضحك: " انا حسين يا رجل شوي شوي "
وأنا بدوري أقول هنا يا سيدي هل تشك في حبنا لك .. كنا وما زلنا خدمك الذي لن يخرجوا عن طاعتك بأي يوم من الأيام))
*
*
*
*
*
إنطلق صفير أبواق سيارات الحرس الملكي منذراً بإقترابها فتبسم الحسين، ومال عليّ وقال :"مارأيك في أن نسبقهم؟" ثم زاد من سرعة السيارة وانطلق وكان واضحا أن بعض لحظات من الهدوء أو الإسترخاء والراحة نادره بالنسبة للمليك وعزيزه.
طوال هذه الأيام التي أمضيتها في معية العاهل الهاشمي والتي تمكنت خلالها من التحدث إليه طويلاً ومشاهدته كيف يعيش ومن خلال مرافقته في جولاته تبين لي أن الحسين يتمتع إلى أقصى الحدود ببعض لحظات من الحريه، سواء وهو يقود سيارته أو بمعزل عن حرسه الخاص أو وهو يقود طائرته الهيليكوبتر، أو وهو يتحول في البادية لإمعان الفكر والتأمل في مستقبل بلاده أو التحدث إلى البدو " الأكثر إخلاصاً بين المخلصين" أولئك الذين لم يخونوه أبداً والذين وقفوا دوماً إلى جانبه في أحرج وأصعب لحظات حياته.
من أقوال الراحل العظيم:
"إنني أحب هذا الشعب حباً عظيماً فلولاه لما كنت شيئاً مذكوراً"
ونحن نعشقك..
"إن حياتي ملك لشعبي"
وحياتنا ملك لك ولمليكنا المفدى...
"إن مهنتي كملك ليست سهله هينه، وإنني لأرجو أن تؤمن بذلك"
نعلم تماماً بأنك لم تعرف الراحه في حياتك قط.. رحمك الله
سأله فريدون صاحب جيم: ترى هل يخشى الحسين الموت أجاب جلالته الله يرحمه يارب "إنني لا أخشاه إطلاقاً، لأنني رأيته وجهاً لوجه مرات عدة، إنني لا أخشى إلا الله وحده." والنعم بالله يا ملك القلوب .. الله يجعل مثواك الجنه يا حبيب شعبك الوفي.
ويختتم جيم المقدمه ،، بأقوال جلالته
"إنني أبذل كل ما في وسعي لكي تجد الأجيال القادمه ظروفاً حياتية أفضل من ظروفنا" ولكن ما زال أمامنا طريق طويله واجب الإجتياز، طريق مليء بالعقبات ولسوق أكون إلى جانب شعبي لمساعدته على تذليلها"
"ارجو أن نغدو قدوة لسائر الأقطار في هذه المنطقة"
(( ... لقد نفذت ذلك يا سيدي الحبيب .. نعم ذللت كل الصعوبات وجعلت الاردن في طليعة البلدان العربيه وعلى مستوى الشرق الأوسط... لقد قطعنا أشواطاً طويله .. وتحملتنا كثيراً حتى تخرج منا شعباً تتباهى به أمام العالم المتقدم.. وأتمنى أن لا نخيب ظنك بيوم من الأيام..))