هيا نرابط ودًّا
لا يبالون بِرحم تُقطع أو ود يموت، بل لا تتحرَّك فيهم مشاعر
الفرَح والألم للآخرين! وكأنَّهم ضلوا طريق الرَّحمة،
يخوضون ويتصارعون ليُغْلِقوا أبواب المحبَّة والوئام،
ويتغامزون إن حنَّ بعض النَّاس على بعض،
وبات الظن باللآخرين سامرًا وأنيسًا !
أين الحب؟
هل أصبح باهظ الثمن؟!
هل ندر وجودُه أم صار شرًّا يخشاه المُبْغِضون؟
لماذا يتعجَّلون الخِصام والفِراق؟!
ليتهم يهدؤون، ليتهم يدركون أنَّنا جميعًا مُفارقون وراحلون!
مَن منا يعلم ساعةَ قيامتِه؟ ألا يعلمون أنَّنا على الأرض في مهمَّة
ستنتهي حتمًا بآجالنا؟ لماذا أصبحت تكره الأمُّ صراخ
وليدها فتكتم أنفاسه بلا ذنب يفعل؟
رحم الله أمَّ إسماعيل - عليه السلام - حين سمِعَتْه يبكي،
وظلَّت تبحث له عن ماء تَروي به ظمأه، سبعًا ذهابًا وإيابًا بين الصفا والمروة.
لماذا صار الولد متكبرًا على أهله وعشيرتِه؟
لماذا يفسد الصديقُ صديقَه ويزيِّن له طريقَ اللَّهو والضلال؟.
أين: "أحبَّ لأخيك ما تحبُّ لنفسك"؟
لماذا أصبحنا أشحَّاء بالمشاعر الجميلة، مشاعر البر بالآباء،
مشاعر التآخي والود للأهْل والأصحاب،
مشاعر المودَّة والرَّحمة بين الأزواج،
مشاعر المحبَّة لأناس لا صلةَ لأرحام بينهم ولا شراكة أموال
بينهم غير المحبَّة في الله!
آه لو يعلمون قدر الحبِّ، هيَّا جميعًا نُرابط ودًّا تقيًّا
لا ينتهي بفناءٍ ولا فحْش.
إنَّه الحبُّ في الله الذي تَصير به الوجوه نورًا،
هيَّا أحبَّتي ليظلنا الله تحتَ ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه،
قال - عليه الصَّلاة والسلام -: فالله - تعالى - يقولُ يوم القيامة:
(( أين المتحابُّون بِجلالي؟ اليوم أظلُّهم في ظلِّي، يوم لا ظلَّ إلا ظلِّي )).
بقلم عفاف صديق