أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في JO1R FORUM | منتديات شباب و صبايا الأردن، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

للقلوب التي تسكن فيها الاهات والحسرات‎

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. مقال يكتب بماء الذهب الدكتور مصطفى محمود رحمه الله العذاب ليس له طبقة الذي يسكن في أعماق الصحراء



11-08-2011 02:39 مساءً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 17-09-2010
رقم العضوية : 43,230
المشاركات : 1,392
الجنس :
قوة السمعة : 2,147,483,647
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..



مقال يكتب بماء الذهب


الدكتور مصطفى محمود رحمه الله



العذاب ليس له طبقة

الذي يسكن في أعماق الصحراء يشكو مر الشكوى لأنه لا يجد الماء الصالح للشرب.

و ساكن الزمالك الذي يجد الماء و النور و السخان و التكييف و التليفون و التلفزيون

لو استمعت إليه لوجدته يشكو مر الشكوى هو الآخر من سوء الهضم و السكر و الضغط

و المليونير ساكن باريس الذي يجد كل ما يحلم به،

يشكو الكآبة و الخوف من الأماكن المغلقة و الوسواس و الأرق و القلق.

و الذي أعطاه الله الصحة و المال و الزوجة الجميلة يشك في زوجته الجميلة و لا يعرف طعم الراحة.

و الرجل الناجح المشهور النجم الذي حالفه الحظ في كل شيء و انتصر في كل معركة

لم يستطع أن ينتصر على ضعفه و خضوعه للمخدر فأدمن الكوكايين و انتهى إلى الدمار.

و الملك الذي يملك الأقدار و المصائر و الرقاب تراه عبدا لشهوته خادما لأطماعه ذليلا لنزواته.

و بطل المصارعة أصابه تضخم في القلب نتيجة تضخم في العضلات.

كلنا نخرج من الدنيا بحظوظ متقاربة برغم ما يبدو في الظاهر من بعض الفوارق.

و برغم غنى الأغنياء و فقر الفقراء فمحصولهم النهائي من السعادة و الشقاء الدنيوي متقارب.

فالله يأخذ بقدر ما يعطي و يعوض بقدر ما يحرم و ييسر بقدر ما يعسر..

و لو دخل كل منا قلب الآخر لأشفق عليه و لرأى عدل الموازين الباطنية برغم اختلال الموازين الظاهرية..

و لما شعر بحسد و لا بحقد و لا بزهو و لا بغرور.

إنما هذه القصور و الجواهر و الحلي و اللآلئ مجرد ديكور خارجي من ورق اللعب..

و في داخل القلوب التي ترقد فيها تسكن الحسرات و الآهات الملتاعة.

و الحاسدون و الحاقدون و المغترون و الفرحون مخدوعون في الظواهر غافلون عن الحقائق.

و لو أدرك السارق هذا الإدراك لما سرق و لو أدركه القاتل لما قتل و لو عرفه الكذاب لما كذب.

و لو علمناه حق العلم لطلبنا الدنيا بعزة الأنفس و لسعينا في العيش بالضمير و لتعاشرنا بالفضيلة

فلا غالب في الدنيا و لا مغلوب في الحقيقة و الحظوظ كما قلنا متقاربة في باطن الأمر

و محصولنا من الشقاء و السعادة متقارب برغم الفوارق الظاهرة بين الطبقات..

فالعذاب ليس له طبقة و إنما هو قاسم مشترك بين الكل..

يتجرع منه كل واحد كأسا وافية

ثم في النهاية تتساوى الكؤوس برغم اختلاف المناظر و تباين الدرجات و الهيئات

و ليس اختلاف نفوسنا هو اختلاف سعادة و شقاء و إنما اختلاف مواقف..

فهناك نفس تعلو على شقائها و تتجاوزه و ترى فيه الحكمة و العبرة

و تلك نفوس مستنيرة ترى العدل و الجمال في كل شيء و تحب الخالق في كل أفعاله..

و هناك نفوس تمضغ شقاءها و تجتره و تحوله إلى حقد أسود و حسد أكال..

و تلك هي النفوس المظلمة الكافرة بخالقها المتمردة على أفعاله.

.

أما في كوامن الأسرار و على مسرح الحق و الحقيقة..

فلا يوجد ظالم و لا مظلوم و لا متخم و لا محروم..

و إنما عدل مطلق و استحقاق نزيه يجري على سنن ثابتة

لا تتخلف حيث يمد الله يد السلوى الخفية يحنو بها على المحروم و ينير بها ضمائر العميان

و يلاطف أهل المسكنة و يؤنس الأيتام و المتوحدين في الخلوات و يعوض الصابرين حلاوة في قلوبهم..

ثم يميل بيد القبض و الخفض فيطمس على بصائر المترفين و يوهن قلوب المتخمين و يؤرق عيون الظالمين

و يرهل أبدان المسرفين..

و تلك هي الرياح الخفية المنذرة التي تهب من الجحيم و النسمات المبشرة التي تأتي من الجنة..

و المقدمات التي تسبق اليوم الموعود..

يوم تنكشف الأستار و تهتك الحجب و تفترق المصائر إلى شقاء حق و إلى نعيم حق..

يوم لا تنفع معذرة..

و لا تجدي تذكرة.

و أهل الحكمة في راحة لأنهم أدركوا هذا بعقولهم و أهل الله في راحة لأنهم أسلموا إلى الله في ثقة و قبلوا ما

يجريه عليهم و رأوا في أفعاله عدلا مطلقا دون أن يتعبوا عقولهم فأراحو عقولهم أيضا،

فجمعوا لأنفسهم بين الراحتين راحة القلب و راحة العقل فأثمرت الراحتان راحة ثالثة هي راحة البدن..

بينما شقى أصحاب العقول بمجادلاتهم.

أما أهل الغفلة

و هم الأغلبية الغالبة فمازالوا يقتل بعضهم بعضا من أجل اللقمة و المرأة و الدرهم و فدان الأرض،

ثم لا يجمعون شيئا إلا مزيدا من الهموم و أحمالا من الخطايا و ظمأً لا يرتوي و جوعا لا يشبع.



فانظر من أي طائفة من هؤلاء أنت.. و اغلق عليك بابك و ابك على خطيئتك.
توقيع :حب ربي ملأ قلبي
434321118
204303797

look/images/icons/i1.gif للقلوب التي تسكن فيها الاهات والحسرات‎
  11-08-2011 05:04 مساءً   [1]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 21-02-2011
رقم العضوية : 44,835
المشاركات : 3,630
الجنس :
قوة السمعة : 2,147,483,647
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة: حب ربي ملأ قلبي;1736305
فالعذاب ليس له طبقة و إنما هو قاسم مشترك بين الكل..

يتجرع منه كل واحد كأسا وافية

ثم في النهاية تتساوى الكؤوس برغم اختلاف المناظر و تباين الدرجات و الهيئات

مقال جميل جدا.. سلمت يداكِ
تقبلي مروري:hi:

توقيع :BlacK-RaiN

(
(ربي اسقي أمي وابي الفرح دون اكتفاء - فإني احبهما فلا تريني فيهما بأسا يبكيني))
اللهم اجعلهما ممن تقول لهما النار : {أعبرا فإن نوركما أطفا نــاري } ...
وتقول لهما الجنه... : (أقبلا فقد اشتقت إليكما قبل ان أراكما)..


look/images/icons/i1.gif للقلوب التي تسكن فيها الاهات والحسرات‎
  11-08-2011 10:42 مساءً   [2]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 09-06-2009
رقم العضوية : 38,613
المشاركات : 9,064
الجنس :
قوة السمعة : 2,147,483,647
نسأل الله راحة البال


فالسعادة في محبة الله فقط

كتبها الله لنا

ليس بمال ولا غيره



انما بمحمبة الله

كتبها الله لنا

آمين

مشكورة اختي على التذكرة
توقيع :صاحب السمو
فــعلمني ألا أشتاق

جذور هواك من الاعمــــاق





يوما ً ما ستدرك أني كالموت لا أتكرر في حياتك مرتان

look/images/icons/i1.gif للقلوب التي تسكن فيها الاهات والحسرات‎
  12-08-2011 05:48 مساءً   [3]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 17-09-2010
رقم العضوية : 43,230
المشاركات : 1,392
الجنس :
قوة السمعة : 2,147,483,647
مشكووورين ع المرور اخواني
توقيع :حب ربي ملأ قلبي
434321118
204303797

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد




الكلمات الدلالية
لا يوجد كلمات دلالية ..









الساعة الآن 06:47 PM